الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني:
أن يكون المدرس بها ذا رياسة وفضل وديانة وعقل ومهابة وجلالة
وناموس وعدالة ومحبة في الفضلاء وعطف على الضعفاء يقرب
المحصلين ويرغب المشتغلين ويبعد اللغائين وينصف البحاثين حريصًا على النفع مواظبًا على الإفادة، وقد تقدم سائر آدابه.
فإن كان له معيد فليكن من صلحاء الفضلاء وفضلاء الصلحاء صبورًا على أخلاق الطلبة حريصًا على فائدتهم وانتفاعهم به قائمًا على وظيفة أشغالهم.
وينبغي للمدرس الساكن بالمدرسة أن لا يكثر البروز والخروج من غير حاجة؛ فإن كثرة ذلك يسقط حرمته من العيون، ويواظب على الصلاة في الجماعة فيها ليقتدي به أهلها ويتعودوا ذلك.
وينبغي أن يجلس كل يوم في وقت معين ليقابل معه الجماعة
الذين يطالعون دروسه من كتبهم ويصححونها ويضبطون مشكلها ولغاتها واختلاف النسخ في بعض المواضع (وأولاها بالصحة ليكونوا في مطالعتها على يقين فلا يضيع فكرهم ويتعب) بالشك فيها سرهم.
وينبغي للمعيد بالمدرسة أن يقدم أشغال أهلها على غيرهم في الوقت المعتاد أو المشروط إن كان يتناول معلوم الإعادة لأنه معين عليه ما دام معيدًا، أو أشغال غيرهم نفل أو فرض كفاية وأن يعلم المدرس (أو الناظر بمن يرجى فلاحه ليزاد ما يستعين به ويشرح صدره وأن يطالبهم بعرض محفوظاتهم إن لم يعين لذلك غيره) ويعيد لهم ما توقف فهمه عليهم من دروس المدرس ولهذا يسمى معيدًا.
وإذا شرط الواقف استعراض المحفوظ كل شهر أو كل فصل على الجميع خفف قدر العرض على من له أهلية البحث والفكر والمطالعة والمناظرة لأن الحمود على النفس المسطور يشغل عن الفكر الذي
هو أم التحصيل والتفقه.
وأما المبتدئون والمنتهون فيطالب كل منهم على ما يليق بحاله وذهنه وقد تقدم سائر آداب العالم مع الطلبة.