الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[سورة لقمان (31) : الآيات 22 الى 24]
وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (24)
تفسير المفردات
يسلم وجهه: أي يفوّض أمره، محسن: أي مطيع لله فى أمره ونهيه، والمراد بالعروة الوثقى، أوثق العرى وأمتنها، وهو مثل: وأصله أن من يرقى فى جبل شاهق أو يتدلى منه يستمسك بحبل متين مأمون الانقطاع، نضطرهم: أي نلزمهم، وغليظ:
أي ثقيل ثقل الأجرام الغلاظ.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه حال المشرك المجادل فى الله بغير علم- أردف ذلك ذكر حال المستسلم المفوّض أموره إلى الله، وبيان عاقبته ومآله، ثم سلى رسوله على ما يلقاه من المشركين من العناد والكفران، وبين له أنه قد بلّغ رسالات ربه وتلك وظيفة الرسل، وعلى الله الحساب والجزاء، فهو يجازيهم بما يستحقون من العذاب الغليظ فى جهنم وبئس المصير.
الإيضاح
(وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) أي ومن يعبد الله وهو متذلل خاضع مع الإحسان فى العمل بفعل الطاعات، وترك المعاصي والمنكرات، فقد تعلق بأوثق الأسباب التي توصل إلى رضوان ربه ومحبته، وحسن جزائه على ما قدم من عمل صالح.
ثم بين العلة فى أنه يلقى الجزاء الأوفى فقال:
(وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) أي إن المصير إلى الله لا إلى غيره، فلا يكوننّ لأحد إذ ذاك أمر ولا نهى، ولا عقاب ولا ثواب، فيجازى المتوكل عليه أحسن الجزاء، ويعاقب المسيء أنكل العذاب.
ثم سلى رسوله على ما يلقاه من أذى المشركين وعنادهم فقال:
(وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ) أي لا تحزن على كفرهم بالله وبما جئت به، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات، فإن قدر الله نافذ فيهم.
ثم بين لرسوله أنه لا يهملهم على أعمالهم بل هو مجازيهم عليها فقال:
(إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا) أي إن مصيرهم يوم القيامة إلينا فنخبرهم بما عملوا فى الدنيا من خبيث الأعمال حتى لا يكون هناك سبيل إلى الإنكار ثم نجازيهم على ذلك أشد الجزاء.
ثم بين أنه عادل فى الجزاء لسعة علمه وعظيم إحاطته بكل شىء فقال:
(إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي إنه تعالى يجازيهم بكل ما عملوا، إذ لا تخفى عليه خافية.
ثم بين أن ما يمتعون به فى الدنيا عرض قليل وظل زائل لا ينبغى لعاقل أن يقيم له وزنا بجانب العذاب الدائم فقال:
(نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ) أي نمهلهم فى الدنيا زمنا قليلا يتمتعون فيه بزخارفها ثم نلجئهم على كره منهم إلى عذاب شاقّ على نفوسهم.