الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الفتاح قاري
(1)
هو الشيخ عبد الفتاح بن الشيخ عبد الرحيم بن الملا محمَّد عظيم القارئ الخوقندى الفرغانى ثم المدني.
ولد ببلدة (خوقند) عاصمة إقليم (فرغانة) من أقاليم ما وراء النهر. أوتركستان كما عرفت قبل الاحتلال الروسى عام 1348هـ ثمانية وأربعين وثلاثمائة وألف من الهجرة.
والمترجم من بيت علم يتوارث أبناؤه العلم وحمل القرآن والعناية به: تعلماً وتعليماً لذلك يتوارثون لقب القارئ.
حياته العلمية:
نشأ الشيخ عبد الفتاح في كنف خاله: محمَّد أمين المرغينانى (2) حيث تعهده بالعناية الصارمة وبدأ يحفظه القرآن، ثم كفله الشيخ
(1) بتصرف من صورة جريدة "المدينة المنورة" عدد 9532 حيث ناولنيها بيده ابنه أكبر بالمدينة، وهو الشيخ عبد العزيز قاري.
(2)
حيث توفي أبو المترجم الشيخ عبد الرحمن بخوقند ثم تلته أم المترجم بعد أبيه بستة أشهر؟ رحمه الله تعالى ولقى يتيماً هو وأخواه.
محمَّد أعظم الحسينى الخوقندى، وكان من قراء (خوقند)(1) فحفظ على يديه القرآن وجوده ولظروف قاهرة (2) هاجر الشيخ الحسينى مع تلميذه عبد الفتاح وبعض ذويه إلى أفغانستان ثم إلى الحجاز، حيث استقر به المقام بمكة وزوج تلميذه من ابنته بعد ذلك.
وفي مكة المكرمة كان المترجم قد بدأ تحصيله العلمى بالمدرسة الصولتية حتى تخرج فيها عام 1364 هـ أربعة وستين وثلاثمائة وألف من الهجرة، وكان في أثناء ذلك قد لازم الشيخ أحمد بن حامد التيجي الريدى المصرى المدني تم المكى أستاذ القراءات بمدرسة الفلاح بمكة، والقرئ بالمسجد الحرام فأخذ عنه القراءات السبعة بمضمن الشاطبية، وأجازه بها.
(1) وكان يُعرف -في إقليم فرغانة- بمحمد أمين قرواشي: إذ كان من المجاهدين الذين شاركوا مشاركة قوية في الجهاد ضد الشيوعية بعد قيام الثورة (البولشفية) سنة 1917 م، وساعدته خبرته العسكرية، إذ كان قبل ذلك من أفراد الجيش التركى بالآستانة، وفي أوائل العشرين بعد الثلاثمائة بعد الألف من الهجرة انتقل إلى المدينة وعمل في سلكها العسكري، حتى عام 1323 هـ حيث رحل مع زوج أخته الشيخ عبد الرحيم إلى بلاد ما وراء النهر.
(2)
حيث إن السلطات الشيوعية في عام 1348هـ قبضت على هذا الشيخ ومعه عدد من تلاميذه بالحرم المشهود في زعمهم وهو تعلم القرآن وتعليمه، ويحكم على الشيخ بالموت وعلى تلاميذه بغرامات مالية ومنهم المترجم، حكم عليه بغرامة يسيرة نظراً لصغر سنة إذ، كان في التاسعة من عمره، وتم تهريب الشيخ الحسينى من سجنه بواسطة بعض محبيه وهاجر خارج البلاد.
وفي عام 1365 هـ خمسة وستين وثلاثمائة وألف من الهجرة انتقل الشيخ إلى الرياض هو وعدد من علماء مكة على رأسهم الشيخ عبد المالك الطرابلسى، حيث شاركوا في تأسيس أول مدرسة نظامية بنجد وهي (المدرسة السعودية الأولى) بالمربع بالرياض وكان يشرف على إدارتها الأمير طلال بن عبد العزيز، ثم عين مساعداً لمدير المدرسة المذكورة (1) وذلك في عام 1371 هـ إحدى وسبعين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة.
وفي العام نفسه نقل خدمات الشيخ إلى المعهد العلمي بالرياض (2) وباشر عمله فيه مدرساً للقرآن والتجويد، واستمر في عمله الجليل هذا من عام 1371هـ إلى عام 1381 هـ إحدى وثمانين وثلاثمائة وألف من الهجرة.
وفي عام 1381هـ أسست الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة فنقل إليها المدرسين بالمعهد العلمى بالرياض: الشيخ محمَّد الأمين الشنقيطي صاحب "أضواء البيان" والشيخ محمَّد المختار المزيد الشنقيطي والمترجم فدرس فيها إلى أن توفي رحمه الله تعالى.
(1) بقرار من معتمد المعارف الأستاذ عبد الرحيم صديقي.
(2)
بطلب من رئيس المعهد العلمى بالرياض سماحة الشيخ محمَّد بن إبراهيم مفتى الديار السعودية رحمه الله وتمت الموافقة على ذلك.