المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المقدمة أمَّا المقدِّمة، ففي تحقيق لفظ عاتكة واشتقاقه ومعناه: قال أئمة اللُّغة: - إيضاح المدارك في الإفصاح عن العواتك

[مرتضى الزبيدي]

الفصل: ‌ ‌المقدمة أمَّا المقدِّمة، ففي تحقيق لفظ عاتكة واشتقاقه ومعناه: قال أئمة اللُّغة:

‌المقدمة

أمَّا المقدِّمة، ففي تحقيق لفظ عاتكة واشتقاقه ومعناه:

قال أئمة اللُّغة: العَتْك بالفتح فسكون: الكرُّ والحملُ الشديد في القتال، والإِقدام على الشيء، والعصيانُ، والغلبةُ، والاشتدادُ، واليُبسُ، والميلُ، والترؤسُ، والاستقامةُ، والكرمُ، والخلوصُ، واللّجاج، كالعُتوك بالضم.

قال الأصمعي (1): في القتال كرٌّ.

وقال ابن دريد (2): عَتَكَ عليه: أرهقه.

(1) الأصمعي: عبد الملك بن قريب بن علي الباهلي "أبو سعيد الأصمعي"، راوية العرب واحد أئمة العلم باللُّغة والشعر والبلدان. وُلِد وتوفي بالبصرة، كان يحفظ أكثر من عشرة آلاف أرجوزة. له:"الإِبل"، و"الأضداد"، و"المترادف"، و"الخيل"، وغيرها. توفي سنة 216 هـ. انظر:"بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة"(2/ 112)، ومصادر ترجمته في "الأعلام" للزركلي (4/ 307).

(2)

ابن دريد: محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، من أزد عمان، أبو بكر، من أئمة اللغة والأدب. كانوا يقولون: إن ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء. له: "الاشتقاق في الإنساب"، و"الجمهرة في اللغة"، و"ذخائر الحكمة"، و"أدب الكاتب"، وغيرها. توفي سنة 321 هـ. انظر:"بغية الوعاة"(1/ 76)، ومصادر ترجمته في:"الأعلام"، للزركلي (6/ 310).

ص: 16

وقال الحِرمَازِيُّ (1): عَتَكَ إلى موضع كذا: مَالَ وعَدلَ.

وقال ابن الأعرابي (2): عَتَكَت المرأةُ على زَوجِها: نَشزَتْ، وعلى أَبيها: عَصَتْ.

وقال ابن دريد: عَتكَتْ القوسُ: قَلُمت فاحمارَّ عودها.

وقال أبو زيد (3): العاتِك من اللَّبن: الحازر (4).

(1) الحِرمَازيُّ: هو الحسن بن علي الحرمازي، أبو علي، مولى لبني هاشم. نزل البصرة في بني حرماز فنسب إليهم، وكان شاعرًا راوية. وله من الكتب: كتاب "خلق الإِنسان". ولم يذكروا له وفاة. انظر: "بغية الوعاة"(1/ 515)، ومصادر ترجمته في:"معجم الأدباء"، لياقوت (2/ 931).

* قلت: ومن عجيب ما وقع لي وأنا أبحث في ترجمته، ما ذكره ابن منظور في "مختصر تاريخ دمشق"، حيث ذكر: زياد بن أسامة الحِرمَازِي البصري (9/ 64)، ويعني به زياد بن أبيه أو زياد بن عبيد (سميِّه)، وهو الذي ألحقه معاوية رضي الله عنه بنسبه لما ثبت ذلك، ولم ينسبه أحد من المترجمين إلى الحِرمَازِي غير ابن منظور!

(2)

ابن الأعرابي: محمد بن زياد، أبو عبد الله. راوية ناسب، علَّامة باللغة، من أهل الكوفة. قال ثعلب: لزمته بضع عشرة سنة، ما رأيت بيده كتابًا قط. له:"أسماء الخيل وفرسانها"، و"تاريخ القبائل"، و"النوادر في الأدب"، وغيرها. توفي سنة 231 هـ. انظر:"بغية الوعاة"(1/ 105)، و"الأعلام"، للزركلي (6/ 366).

(3)

أبو زيد: سعيد بن أوس الأنصاري، من صليبة الخزرج. عالم بالنحو. قال المبرِّد: أعلم من الأصمعي وأبي عبيدة بالنحو. ترك مصنفات كثيرة، منها:"النوادر"، و"إيمان عثمان"، و"المطر والمياه"، و"غريب الأسماء"، وغيرها. توفي سنة 215 هـ. انظر:"الفهرست" 86، و"هدية العارفين"(5/ 387).

(4)

قلت: لا زال أهل الخليج يستعملونه، يقولون:(لبن حَزِر).

ص: 17

وقال ابن دريد: نبيذ عاتك: إذا صفا.

وقال ابن عباد (1): عَتكَت المرأة: شرفت ورأست. وقال: وأعتك بُنيَته: استقام لوجهِهِ. والعاتِكُ: الكريم من كل شيء، والخالص من كل لون.

وقال ابن الأعرابي: هو اللَّجُوج الذي لا ينثني عن الأمر.

وقال أبو مالك (2): هو الراجع من حال إلى حال.

وهذا خلاصة ما ذُكر في العتك، وما عداه من المعاني يرجع إليه.

(1) ابن عباد: إسماعيل بن عباد بن العباس، الصاحب ابن عباد، استوزره مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي. وُلِد في الطالقان وتوفي بالري. له:"المحيط في اللغة"، و"الوزراء"، و"عنوان المعارف"، و"ذكر الخلائف"، وغيرها. توفي سنة 385 هـ. انظر:"سير أعلام النبلاء"(17/ 527)، ومصادر ترجمته في "الأعلام"، للزركلي (1/ 312).

(2)

أبو مالك: هو عمرو بن كركرة، أعرابي كان يعلِّم في البادية ويورّق في الحاضرة، مولى بني سعد، راوية أبي البيداء، يقال: كان يحفظ اللغة كلها. قال الجاحظ: أحد الطيَّاب، يزعم أن الأغنياء عند الله عز وجل أكرم من الفقراء، ويقول: إن فرعون عند الله أكرم من موسى!!

* قلت: إن يكن هو، وإن يكن النقل عنه صحيح؛ فما هو بخليق للنقل عنه، وما ذُكر عنه كفر وتكذيب للقرآن!.

له من الكتب: كتاب "خلق الإِنسان"، وكتاب "الخيل". انظر:"الفهرست" لابن النديم 69، و"هدية العارفين"(5/ 802)، و"بغية الوعاة"(2/ 233)، ولم يذكروا له وفاة.

ص: 18