الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والعاتكة من النخيل: التي لا تقبل الإِبار. عن اللَّحياني (1)
وقال غيره: هي الصّلود تحمل الشيص (2).
* * *
واختلف في اشتقاق العاتكة من النساء على أقوال:
قيل: سُمِّيت به؛ من قولهم: امرأة عاتكة، بها رِدْعُ طِيب.
قال السُّهَيْلي (3) في "الروض": عاتكة: اسم منقول من الصفات، يقال: امرأة عاتكة، وهي المصفرَّة من الزعفران.
وفي "القاموس": هي المحمرَّةُ من الطيبِ، أي: احْمَرَّ لونُها من كثرةِ استعمالِ الطيبِ.
(1) اللحياني: هو علي بن الحسين، وقيل: ابن المبارك الختلي، أبو الحسن
البغدادي، المعروف باللحياني، من بني لحيان، غلام الكسائي. توفي في حدود
210 هـ. له: كتاب "النوادر المشهورة"، ذكره في "كشف الظنون"(5/ 668).
انظر مصادر ترجمته في: "الفهرست"(76)، و"معجم المؤلفين"(2/ 490).
(2)
"الصلود": بمعنى الصلبة، و"الشيص": البلح الذي لا يؤكل لجفافه ويبسه، ولا زالت تُستعمل في وقتنا الحاضر.
(3)
السُّهيلي: عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السُّهيلي، حافظ عالم باللغة والسير. وُلِد في مالقة، وعمي وعمره 17 سنة. ومن لطيف شعره:
يا من يرى ما في الضمير ويسمع
…
أنت المعد لكل ما يتوقع
له: "الروض الأنف في شرح سيرة ابن هشام"، و"التعريف والإِعلام فيما أبهم من القرآن من الأسماء والأعلام"، وغيرها. وتُوُفي سنة 581 هـ. انظر مصادر ترجمته في:"الأعلام" للزركلي (4/ 86)، و"شذرات الذهب"(6/ 445).
ويؤيده قول ابن قتيبة (1): هي من عتكت القوس إذا احمرَّت.
وهذه الأقوال كلها راجعة إلى قول واحد، وهو: تغيير لونها من استعمال الطيب، سواء بصُفرة -كما قال السُّهيلي-، أو بحُمرة -كما قاله ابن قتيبة-، ولا تخالف فيها عند التأمُّل.
وقال ابن عباد في "المحيط": هو من عتكت المرأة؛ إذا شرفت ورأست، أي: على قومها وعشيرتها؛ فتسمَّوا بهذا الاسم تفاؤلًا على عادتهم.
وقيل: سُمِّيَت لصفائها، من قولهم: نبيذ عاتك؛ إذا صفا: وهو قول ابن دريد.
وقال ابن سعد (2) في "الطبقات"(3): العاتكة: الطاهرة، أي في
(1) ابن قتيبة: عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري "أبو حميد"، من أئمة الأدب ومن المصنفين المكثرين. وُلِد في بغداد، وسكن الكوفة، ولي قضاء الدينور ونسب إليها. توفي في بغداد. له:"تأويل مختلف الحديث"، و"أدب الكاتب"، و"عيون الأخبار"، و"الشعر والشعراء"، و"المشتبه في الحديث والقرآن"، وغيرها. توفي سنة 276 هـ. انظر مصادر ترجمته في:"الأعلام" للزركلي (4/ 280)، و"سير أعلام النبلاء"(14/ 565).
(2)
ابن سعد: محمد بن سعد الزهري، أبو عبد الله. مؤرِّخ فقيه، من حفَّاظ الحديث. وُلِد في البصرة وسكن بغداد، وتوفي فيها. صحب الواقدي زمانًا فكتب له وروى عنه. له:"طبقات الصحابة" المعروف بـ "طبقات ابن سعد". توفي سنة 230 هـ. انظر: "كشف الظنون"(5/ 445)، ومصادر ترجمته في "الأعلام" للزركلي (6/ 7).
(3)
طبقات ابن سعد (1/ 60).
نسبها وحسبها. وكانت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها تُكْنَى في الجاهلية بالطَّاهرة؛ نظرًا لذلك.
وقيل: من عتكت على بعلها؛ إذا نشزت. وهذا قول ابن الأعرابي، وفيه بُعْد.
وأبعد من ذلك قول من قال: إنها من عتكت النخلة؛ إذا لم تقبل الإِبار.
فهذا مجموع ما يتعلَّق بتحقيق اللَّفظ.