الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني في تأويل هذا الحديث وبيان نسب بني سُليم
قال المناوي: قال الحليمي (1): لم يُرِدْ بذلك فخرًا، بل تعريف منازل المذكورات، كمن يقول:"كان أبي فقيهًا"، لا يريد به إلَّا تعريف حاله. قال: ويمكن أنه أراد به الإِشارة بنعمة الله في نفسه وآبائه وأمهاته، انتهى.
قال بعضهم (2): وبنو سليم تفخر بهذه الولادة.
قلت (3): بنو سُليم، بالضَّم مصغَّر، قبيلة كبيرة من قبائل قيس بن عيلان من مضر (4).
(1) الحليمي: الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الجرجاني، أبو عبد الله، فقيه شافعي، كان رئيس أهل الحديث فيما وراء النهر. مولده بجرجان ووفاته في بخارى. له:"المنهاج في شعب الإِيمان". توفي سنة 403 هـ. انظر مصادر ترجمته في: "الأعلام" للزركلي (2/ 253)، "سير أعلام النبلاء"(17/ 231).
(2)
صنيع المصنف يُشعر بأنه ساقه أو نقله من كتاب آخر، أو أنَّ ما بعد قوله:"انتهى" من كلامه، مع أنه متصل بما قبله من كلام المناوي نفسه، كما هو في شرح الجامع بدون قوله:(انتهى)، فتأمل.
(3)
أي: المؤلف الزبيدي.
(4)
قال ابن حزم: "وقد قال قوم: قيس بن عيلان بن مضر. والصحيح: قيس عيلان".
قال نصر بن سيار:
أنا ابن خندف ينميني قبائلها
…
للصالحات وعمي قيس عيلان =
وعيلان اختلف فيه كثيرًا، فقيل: لقب، واسمه: الناس. وكان الوزير المغربي (1) يشدِّد السين. وقيل: اسم غلام لأبيه، حضنه؛ فيجعل قيسًا مضافًا إلى عيلان لا ابنًا له، وهذا بعيد جدًّا. والصحيح: ما اتفق عليه النسَّابة من أن قيسًا ولد لعيلان، وهو ولد لمضر. وقيل: سُمِّي بفرس له قد سابق عليه، أو بكلب له.
والصحيح ما قدَّمناه، ويدل له قول زهير بن أبي سُلمى:
إذا ابتدرتَ قيس بن عيلان غاية
…
من المجد من يسبق إليها يسبق (2)
فالعقب من قيس هذا في ثلاثة: خصفة -بالخاء المعجمة بحركة-، وسعد، وعمرو.
والعقب من خصفة من بطنين: عكرمة، ومحارب.
والعقب من عكرمة بن خصفة في: منصور بن عكرمة -وهو البيت الأول من قيس، وفيه العدد-، وسعد، وأبي مالك، وعامر.
= "قلائد الذهب في جمهرة أنساب العرب"(ص 30) تحقيق الجبوري - المكتبة العلمية ببغداد.
(1)
هو أبو القاسم الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن بحر، المعروف بابن المغربي أو الوزير المغربي. توفي سنة 418 هـ. له مؤلَّفات، منها:"رسالة القاضي والحاكم"، و"الإِيناس في علم الإنساب". انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء 17/ 394، معجم المؤلفين 1/ 624.
(2)
لم أجده في ديوان زهير المطبوع.
والعقب من منصور في: هوازن، وسليم، وسلامان، ومازن.
ومن سُليم في: بُهتة بن سليم، ومنه تفرَّعت القبائل على ما هو مشروح في كتب الإنساب.
ولبني سُليم مفاخر، منها: أنها ألَّفت (1) يوم فتح مكة، أي: شهده منهم ألف، وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قدَّم لواءهم يومئذ على الألوية، وكان أحمرَ.
ومنها: أنَّ عمرًا رضي الله عنه (2) كتب إلى أهل الكوفة والبصرة ومصر والشام: أنِ ابعثوا إليَّ من كل بلد بأفضله رجلًا، فبعث أهل البصرة بمجاشع بن مسعود السُّلمي، وأهل الكوفة بعتبة بن فرقد السُّلمي، وأهل مصر بمعن بن يزيد بن الأخنس السُّلمي، وأهل الشام بأبي الأعور السُّلمي.
(1) قال الدميري: روى عبد الباقي بن قانع في معجمه، والحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي -وبعد أن ساق الحديث المذكور ومآثر بني سُليم-، قال: كذا قاله جماعة، والصواب: أن بني سُليم كانوا يوم الفتح تسعمائة، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:"هل لكم في رجل يعدل مائة فيوفيكم ألفًا"، قالوا: نعم. فوفاهم بالضحاك بن سفيان، وكان رئيسهم، وإنما جعله عليهم لأن جميعهم من قيس عيلان.
* حياة الحيوان (2/ 10).
(2)
ذكره ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (3/ 107).