المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثالث في تفصيل أسمائهن - إيضاح المدارك في الإفصاح عن العواتك

[مرتضى الزبيدي]

الفصل: ‌المطلب الثالث في تفصيل أسمائهن

‌المطلب الثالث في تفصيل أسمائهن

قال الجوهري (1) في "الصَّحاح"، والصاغاني (2) في "العُباب": العواتك في جدَّات النبي صلى الله عليه وسلم تسع، وإياهم تبع صاحب "القاموس"، واقتصروا على ذلك.

(1) الجوهري: صاحب الصَّحاح، إسماعيل بن حماد، أبو النصر. أول من حاول الطيران ومات في سبيله. لغوي من الأئمة. من أشهر كتبه:"الصَّحاح" في مجلدين، وله في العروض والنحو. ومات في نيسابور، وذلك أنه صنع جناحين من خشب، وربطهما بحبل، وصعد سطح داره ونادى في الناس: لقد صنعت ما لم أُسبق إليه، وسأطير الساعة. فازدحم أهل نيسابور ينظرون إليه، فتأبط الجناحين ونهض بهما، فخانه اختراعه فسقط إلى الأرض قتيلًا. توفي سنة 393 هـ. انظر:"بغية الوعاة"(1/ 446)، ومصادر ترجمته في "الأعلام" للزركلي (1/ 309).

(2)

الصاغاني: الحسن بن محمد بن الحسن العدوي العمري الصاغاني، نسبة إلى صاغان قرية بمرو. أعلم أهل عصره في اللغة، كان فقيهًا ومحدِّثًا. وُلِد في لاهور في الهند، وتوفي في بغداد. له تصانيف كثيرة، منها:"مجمع البحرين"، و"التكملة" في ستة مجلدات جعلها تكملة لـ "صَحاح" الجوهري، و"العباب" معجم في اللغة، وغيرها. انظر:"بغية الوعاة"(1/ 519)، ومصادر ترجمته في "الأعلام" للزركلي (2/ 233).

ص: 29

وقال ابن الأثير (1)، وابن بري (2) في "حاشية الصَّحاح": هن اثنتا عشرة نسوة.

وقال العتبي (3): قال أبو اليقظان (4): العواتك ثلاث نسوة من بني سُليم، تُسَمَّى كل واحدة منهن عاتكة.

إحداهن: عاتكة بنت هلال بن فالج -بالجيم- بن ذكوان بن

(1) ابن الأثير: هو علي بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري أبو الحسن. مؤرِّخ من علماء النسب، كان منزله مجمع الفضلاء. له:"الكامل"، و"أسد الغابة في معرفة الصحابة" و"اللباب مختصر أنساب السمعاني". توفي سنة 630 هـ. انظر:"سير أعلام النبلاء"(22/ 353)، ومصادر ترجمته في "الأعلام" للزركلي (5/ 153).

(2)

ابن برِّي: عبد الله بن برِّي بن عبد الجبار، المقدسي الأصل، المصري أبو محمد، من علماء العرب النابهين. وُلِد ونشأ وتوفي بمصر. له:"شرح شواهد الإِيضاح حواش على صَحاح الجوهري". توفي سنة 582 هـ. انظر: "بغية الوعاة"(2/ 34)، ومصادر ترجمته في "الأعلام" للزركلي (4/ 200).

(3)

العتبي: هو محمد بن عبيد الله بن عمرو، أبو عبد الرحمن الأموي من بني عتبة بن أبي سفيان، أديب كثير الأخبار من أهل البصرة ووفاته بها. له:"الأخلاق"، و"أشعار الأعاريب"، و"الخيل". توفي في حدود 228 هـ. انظر ترجمته في:"الفهرست" لابن الندي، و"وفيات الأعيان" 1/ 522، و"الأعلام" للزركلي 7/ 139.

(4)

أبو اليقظان: هو عامر بن حفص. عالم بالإنساب، يلقب بسحيم. له مصنفات، منها:"أخبار تميم"، وكتاب "النسب الكبير". توفي سنة 190 هـ. انظر:"الفهرست" لابن النديم (151) ولم يذكر له وفاة، ومصادر ترجمته في "الأعلام" للزركلي (4/ 17).

ص: 30

ثعلبة بن بهتة بن سليم، وهي أم جدّ هاشم. كذا وقع في "الصَّحاح"، و "العباب" و"القاموس"، أي: أم عبد مناف بن قصي، وهكذا نقله العتبي عن أبي اليقظان.

وقال شيخنا المرحوم أبو عبد الله محمد بن الطَّيِّب الفاسي (1) في "حاشيته على القاموس" عند قوله: "أم جد هاشم"، ما نصُّه: الصواب أم والد هاشم، أو أم عبد مناف، انتهى. وهو ظاهر.

ثم إنَّ هذا القول الذي أجمعوا عليه خالفهم فيه شيِخ النسب الزبير بن بكار (2) في كتاب "أنساب قريش"، حيث قال: "فوَلَدُ قُصي عبدَ مناف وعبدَ العزى وعبدَ الدار وعبدَ وبرّه وتَخْمُر (كتنصُر). وأمهم: حُبَّي (تأنيث الأحب) ابنة حُليل (كزبير) بن حُبشية -بالضمِّ- بن سلول بن كعب بن عمرو بن خزاعة.

(1) محمد الطيب الفاسي: محمد بن الطيب محمد بن محمد بن محمد الشرقي الفاسي المالكي، نزيل المدينة، أبو عبد الله. محدِّث، علّامة باللغة. وُلِد بفاس وتوفي بالمدينة، شيخ المؤلف. له:"المسلسلات في الحديث"، و"إضاءة الراموس حاشية على قاموس الفيروزآبادي"، و"شرح كافية ابن مالك"، وغيرها. توفي سنة 1170 هـ. انظر:"كشف الظنون"(6/ 331)، ومصادر ترجمته في "الأعلام" للزركلي (7/ 47).

(2)

الزبير بن بكَّار: أبو عبد الله القرشي الأسدي المكي من أحفاد الزبير بن العوام أبو عبد الله، عالم بالإنساب وأخبار العرب. وُلِد بالمدينة وتوفي بمكة. له تصانيف، منها:"أخبار العرب وأيامها"، و"نسب قريش وأخبارها"، و"الموفقيات"، و"أخبار ابن ميادة"، وغيرها. توفي سنة 256 هـ. انظر:"سير أعلام النبلاء"(12/ 311)، ومصادر ترجمته في "الأعلام" للزركلي (3/ 74).

ص: 31

وتبعه ابن الجواني (1) النَّسابة في "المقدمة الفاضلية"، مقتصرًا عليه، وكذا ابن عَنبَةَ (2) نسَّابة العراق في "عمدة الطالب".

(1) الجوَّاني: شرف الدين أبو علي محمد أسعد بن علي، علوي، أصله من الموصل، مالكي، عالم بالإنساب. وُلِد وتوفي بمصر، وَلِيَ نقابة الأَشراف فيها. له:"طبقات الطالبيين"، و"تاج الأنساب". وله في دار الكتب المصرية:"تحفة ظريفة ومقدمة لطيفة وهدية منيفة في أصول الأحساب وفصول الإنساب" من تأليفه. قال الزركلي: لعله "تاج الأنساب". توفي سنة 588 هـ. انظر: "الوافي بالوفيات"(2/ 202)، ومصادر ترجمته في "الأعلام" للزركلي (6/ 256)، ومعجم المؤلفين (3/ 128).

(2)

ابن عَنَبَةَ: هو جمال الدين أحمد بن علي بن حسين بن علي بن مهنا الحسيني، المعروف بابن عنبة، ويقال: الداودي والطالبي، نسابة عراقي شيعي، مؤرِّخ. توفي في 828 أو 827 هـ بكرمان. قال سركيس في "معجم المطبوعات العربية" (1/ 193):"ابن عنبسة الحسيني". وهو غلط، مع أنه ذكر أن جرجي زيدان ذكر اسمه ابن عنبة الداودي.

وفي "كشف الظنون"(2/ 1167): "ابن عقبة"، وفي "هدية العارفين" (5/ 123):"ابن عنبسة". قال الشيخ بكر أبو زيد في "طبقات النسابين" ترجمة 364 (حاشية): ذكره في الأول -يعني "الكشف"- "ابن عقبة"، وفي الثاني -يعني "هدية العارفين" - "ابن عتبة"، ثم قال: كلاهما غلط.

* قلت: والذي في "هدية العارفين": "ابن عنبسة" وليس "عتبة". وذكره أيضًا إدوارد فنديك في "اكتفاء القنوع بما هو مطبوع" صفحة 100 باسم أحمد بن علي بن عتبة الأصفر الداودي.

له: "عمدة الطالب في أنساب أبي طالب" مطبوع في الهند -لكنهو، وفي النجف- دار الأندلس، وفي بيروت -دار الحياة، وفي الأخيرة كتب اسمه على الغلافين "ابن عتبة" وترجم له المحققون ترجمة طويلة، وله: "عمدة الطالب =

ص: 32

قال الزبير: وحدثني إبراهيم بن المنذر، عن الواقدي، عن موسى بن يعقوب الزّمعي، عن أبيه، عن جدِّه قال: سمعتُ أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: لمَّا نكح قُصيّ حُبَّى ابنة حُليل الخزاعي؛ ولدت: عبد الدار بن قصي، وعبد مناف، وعبد العزى. فهذا السياق دالّ على أنَّ أم عبد مناف خزاعية لا سُلمية، فتأمل ذلك (1).

الثانية: عاتكة ابنة مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهتة بن سُليم. وهي أم هاشم بن عبد مناف، وهو ثالث (2) جَدّ لسيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والثالثة: عاتكة ابنة الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكران بن ثعلبة بن بهتة بن سليم. وهي أم وهب بن عبد مناف بن زهرة والد آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها.

هكذا أوردوه. وفي الأخيرة خلاف؛ فقد نقل ابن الجواني في "المقدمة الفاضلية" أنَّ أم وهب بن عبد مناف والد آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم:

= الصغرى"، وله أيضًا: "بحر الأنساب"، وله أيضًا: "التحفة الجمالية في الإنساب" بالفارسية. انظر ترجمته في: "معجم المؤلفين" (1/ 201)، "أعيان الشيعة" محسن أمين (9/ 97).

* قلت: وفي "تاج العروس"(13/ 60) ابن عقبة النسابة، وهو خطأ.

(1)

قلت: الذي في جميع كتب الأنساب، ولا خلاف عليه، أنَّ أم عبد مناف (واسمه: المغيرة) هي حُبَّي ابنة حُليل الخزاعي.

(2)

هامش في الأصل: قلت: صوابه ثالث أب كما قاله محققه شيخنا الحجَّة محمد محمود التركزي حفظه الله.

ص: 33

قيلة (1) بنت جزء بن غالب بن عامر بن الحارث بن غسان الخزاعي، فتأمل ذلك.

قالوا: الأولى من العواتك عمَّة الوسطى، والوسطى عمَّة الأخرى، وهذه صورة ذلك:

عاتكة (وأمها هوزانية وأمها مذحجية) = (بنت)

عاتكة (وأمها قحطانية وأمها مذحجية) = (بنت)

= عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان

والجدَّات البواقي من غير بني سُليم.

فعلى قول الجوهري والصَّاغاني: ست، وعلى قول ابن برّي: تسع، وهن: اثنتان من قريش، واثنتان من عدوان، وكنانية، وأسدية، وهذلية، وقضاعية، وأزدية، انتهى.

قلت: أمّا العدوانية الأولى، فهي: عاتكة ابنة عبد الله بن وائل بن ظرب بن عمرو بن عائذ بن يشكر بن الحارث -وهو: عدوان (كسحبان) لأنه عدا على أخيه، فقتله-. وهي الجدَّة الخامسة لعبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم.

(1) قلت: لا خلاف بَين كتب الأنساب في أن أم وهب -والد آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم اسمها: قيلة وليست عاتكة. انظر: "بحث مختصر في الشجرة النبوية" لمحمد نبيل القوتلي ص 229.

ص: 34

والثانية: عاتكة بنت الحارث -وهو عدوان- أخت يشكر، وهي عمَّة الجد الخامس لعاتكة السابعة، وهي أم مالك بن النضر بن كنانة الجدّ الثاني عشر لسيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهاتان عدوانيتان، وعدوان من قبائل قيس، فإذا قلنا: اثنتان قيسيتان؛ لايضر.

وأمَّا الكنانية فهي عاتكة ابنة يخلد بن النضر بن كنانة، أم لؤي ابن غالب الجدّ التاسع لسيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأمَّا القُرشية: فيحتمل أنها عاتكة ابنة أبي همهمة، واسمه: حبيب بن عبد العزى بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهو: الجدَّة الخامسة لفاطمة ابنة أسد، أم علي رضي الله عنهما، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: هي أمي بعد أمي (1)، فتأمَّل!

(1) الحديث أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط عن أنس بن مالك قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال: "رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي وتشبعيني وتعريني وتكسيني وتمنعين نفسك طيِّبًا وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة، ثم أمران تغسل ثلاثًا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وأخرج ترابه بيده، ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فألبسها إياه وكفنها ببرد فوقه، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلامًا أسود يحفرون، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه ثم قال: "الله الذي يحيى ويميت وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقِّنها حجَّتها، ووسِّع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي =

ص: 35

وأم أبي همهمة: قلابة بنت عبد مناف (تكميل).

روى ابن عساكر في التاريخ قول النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين: "أنا ابن الفواطم"(1).

قال صاحب "القاموس": والفواطم اللاتي ولدن النبي صلى الله عليه وسلم: قرشية، وقيسيتان، ويمانيتان، وأزدية، وخزاعية. -هكذا هو نصّه- فهن سبع. ونصّ الصاغاني في "التكملة على الصحاح": قُرشية، وقيسيتان، ويمانيتان -أزدية وخزاعية- فالأخيرتان بدل من قوله: و"يمانيتان"، والأزد وخزاعة كلاهما من اليمن، فعلى هذا هن خمس لا سبع، والواو العاطفة في سياق "القاموس" إما سهو أو زيادة من النسَّاخ.

= فإنك أرحم الراحمين، وكبَّر عليها أربعًا وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصدِّيق رضي الله عنهم.

قال محققه حمدي السلفي: ورواه المصنف في الأوسط (356 - 357 مجمع البحرين) وقال: لم يروه عن عاصم إلَّا سفيان، تفرد به روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه أبو نعيم من طريق المصنف في الحلية (3/ 121).

واعترض شيخنا في "السلسلة الضعيفة"(رقم 23) على قول الحافظ الهيثمي في المجمع: وبقية رجاله رجال الصحيح، بأنَّ أحمد بن حماد وإن كان ثقة في نفسه، فإنه لم يرو له أصحاب الصحيح وإنما روى له النسائي فقط

إلخ، ثم قال -أي الشيخ الألباني-: فالحديث ضعيف.

انظر: "المعجم الكبير" للطبراني (24/ 351 - 352).

(1)

أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(3/ 158) طبعة دار الفكر، بسنده المذكور عن بعض الطالبيين، ثم ذكره وهو بلاغ ولم يدرك هذا الطالبي النبي صلى الله عليه وسلم فهو لم يصح.

ص: 36

فأمَّا القرشيَّة فهي جدَّته أم أبيه وعمِّه أبي طالب: فاطمة ابنة عائذ بن عمران بن مخزوم.

وفي "الروض" للسُّهيلي، هي: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.

وأمَّا الأزدية: فهي فاطمة بنت سعد بن شيَل بالتحتية محركة، من بني عثمان بن عامر الجادر (1)، من أزد شنوءة.

ولم أعرف الثلاث البواقي.

وفي حديث آخر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى عليًّا حُلَّة سِيَراء، وقال: شققها خُمُرًا بين الفواطم"(2).

قال العتبي: إحداهن سيدة النساء فاطمة الزهراء، والثانية: فاطمة بنت أسد أم علي وإخوته رضي الله عنهما. قال: ولا أعرف الثالثة.

وقال ابن الأثير: هي فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب.

وقال الصاغاني: هي فاطمة أم أسماء بنت حمزة.

(1) قلت: سُمِّي الجادر لأنه أول من صنع جدارًا للبيت الحرام ليقيه السيول. هكذا ذكروه في كتب الأنساب.

(2)

حديث عليّ بن أبي طالب قال: إن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير فأعطاه عليًّا، فقال:"شققه خُمرًا بين الفواطم".

وورد بروايات أخرى، ذكرها مسلم في صحيحه في كتاب اللباس.

قال القاضي عياض في "نقل إكمال المعلم بفوائد مسلم"(6/ 578):

* قلت: والحلة السِيَراء هي: الموشاة بالذهب والحرير. ذكره ابن منظور في "اللسان"(2/ 253).

ص: 37

وفي قول الأزهري (1): هي فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس خالة معاوية، قال: وأُراه أراد فاطمة بنت حمزة؛ لأنها من أهل البيت.

قلت: وهند بنت عتبة كانت زوجًا لعقيل بن أبي طالب.

وفي "الروض" للسهيلي: ورواه عبد الغني بن سعيد بَينَ الفواطم الأربع. وذكر فاطمة بنت حمزة مع اللتين تقدَّمتا، وقال: لا أدري من الرابعة، قاله في كتاب:"الغوامض والمبهمات".

وفي "المبهمات" لابن بشكوال (2)، يقال: الرابعة هي فاطمة ابنة

(1) محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي -أبو منصور، أحد الأئمة في اللغة والأدب. وُلِد وتوفي بخراسان، ونسبته إلى جده الأزهر. له:"تهذيب اللغة"، و"غريب الألفاظ"، و"تفسير القرآن"، وغيرها. توفي سنة 370 هـ. انظر:"بغية الوعاة"(1/ 19)، ومصادر ترجمته في "الأعلام" للزركلي (6/ 202).

(2)

واسم كتابه: "الغوامض والمبهمات"، وهو مطبوع.

وابن بشكوال هو: خلف بن عبد الملك بن سعود بن بشكوال الخزرجي، أبو القاسم أندلسي، مؤرِّخ وبحَّاثة، من أهل قرطبة ولادةً ووفاةً. له:"الصلة في تاريخ رجال الأندلس"، و"الغوامض والمبهمات" في مجلدين، و"رواة الموطأ"، و"الفوائد المنتخبة والحكايات المستغربة" في عشرين جزءًا، وغيرها. توفي سنة 578 هـ. انظر:"كشف الظنون"(5/ 349)، ومصادر ترجمته في "الأعلام" للزركلي (2/ 359).

* قلت: جاء في هامش الصفحة ما نصّه: قلت: قول السيِّد محمد مرتضى هذا: "وهند بنت عتبة كانت زوجًا لعقيل بن أبي طالب" تحريف واضح، وإفك مبين فاضح. والصواب وهو الحق اليقين المجمع عليه: أن زوج عقيل أختها فاطمة بنت عتبة لا هند، وإنما هند زوجة أبي سفيان أم معاوية، لم يتزوجها أحد بعده ولا قبله إلَّا الفاكه بن المغيرة، وقصتهما مع الكاهن معلومة عند أهل =

ص: 38

الأصم أم خديجة. قال: ولا أُراها أدركت هذا الزمان.

تنبيه: قال ابن بري: وقيل للحسن والحسين: ابنا الفواطم؛ فاطمة أمهما، وفاطمة بنت أسد جدَّتهما، وفاطمة بنت عمرو المخزوميَّة جدَّة النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه.

قلت: والجدَّة الثالثة لفاطمة بنت أسد هي: فاطمة بنت هرم بن رواحة العامرية. والجدَّة الخامسة لهما أيضًا: فاطمة بنت عُبيد بن منقذ العامرية. وأم جدَّتهما خديجة: فاطمة ابنة الأصم.

= العلم. وكتبه محققه شيخنا وأستاذنا العلامة الثقة محمد محمود التركزي، لطف الله تعالى به، آمين.

ص: 39