الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعلامته أَن يدلَّ على الطلب بالصيغة، مع قبوله ياء المؤنثة المخاطبة، مثل "اجتهدي".
(2)
المتعدي واللازم
ينقسم الفعل باعتبار معناه إلى متعدِّ ولازم:
(الفعل المتعدي)
الفعل المتعدّي هو ما يتعدَّى أَثرُهُ فاعلَه، ويتجاوزه إلى المفعول به، مثل "فتحَ طارقٌ الأندَلسَ".
وهو يحتاج إلى فاعل يفعله ومفعولٍ به يقَع عليه.
ويسمى أيضاً، "الفعلَ الواقعَ" لوقوعه على المفعول به، و"الفعلَ المجاوزَ" لمجاوزته الفاعل إلى المفعول به.
وعلامته أَنْ يقبلَ هاء الضمير التي تعود إلى المفعول به، مثل "إجتهد الطالب فأكرمه أُستاذه".
(اما هاء الضمير التي تعود إلى الظرف، او المصدر، فلا تكون دلالة على تعدي الفعل إن لحقته. فالاول مثل "يوم الجمعة سرته"، والثاني مثل "تجمل بالفضيلة تجملا كان يتجمله سلفك الصالح". فالهاء في المثال الاول في موضع نصب على انها مفعول فيه؛ وفي المثال الثاني في موضع نصب على انها مفعول مطلق) .
المتعدي بنفسه والمتعدي بغيره
الفعل المتعدي، إما متعدٍ بنفسه، وإما متعدٍ بغيره.
فالمتعدي بنفسه ما يصل إلى المفعول به مباشرةً (أَي أَي بغير واسطةِ حرف الجر) ، مثل "بريت القلمَ". ومفعوله يسمى "صريحاً".
والمتعدي بغيره ما يصل إلى المفعول به بواسطة حرف الجر، مثل "ذهبتُ بكَ" بمعنى "أَذهبتُكَ". ومفعوله يسمى "غير صريح".
وقد يأخذ المتعدي مفعولين أَحدهما صريحٌ، والآخر غير صريحٍ، نحو أَدُّوا الأمانات إلى أَهلها.
(فالامانات مفعول به صريح وأَهل مفعول به غير صريح، وهو مجرور لفظا بحرف الجر، منصوب محلا على انه مفعول به غير صريح) .
المتعدي الى اكثر من مفعول واحد
ينقسم الفعل المتعدي إلى ثلاثة اقسام. متعدٍ إلى مفعول به واحد، ومتعد إلى مفعولين، ومتعد إلى ثلاثة مفاعيل.
فالمتعدي إلى مفعولٍ به واحدٍ كثيرٌ، وذلك مثل "كتب وأخذ وغفر وأكرم وعظم".
التعدي إِلى مفعولين
المتعدي إلى مفعولين على قسمين قسمٍ ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبراً، وقسم ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبرٌ.
فالأل مثل أَعطى وسأل ومنح ومنع وكسا وأَلبس وعلَّم"، تقول "أَعطيتك كتاباً. منحت المجتهد جائزةً. منعت الكسلان التنزُّه. كسوت الفقير ثوباً. أَلبست المجتهدة وساماً، علّمت سعيداً الأدب".
والثاني على قسمين أفعال القلوب، وأفعال التحويل.
(1)
افعال القلوب
أفعال القلوب المتعدية إلى مفعولين هي "رأى وعلم ودرى ووَجدَ وألفى وتعلَمْ وظنَّ وخالَ وحسبَ وجعل وحَجا وعدَّ وزَعمَ وهَبْ".
(وسميت هذه الافعلا "أفعال القلوب"، لانها ادراك بالحس الباطن، فمعانيها قائمة بالقلب. وليس كل فعل قلبي ينصب مفعولين. بل منه ما ينصب مفعولا واحداً كعرف وفهم. ومنه ما هو لازم كحزن وجبن) .
ولا يجوزُ في هذه الأفعال أن يُحذَفَ مفْعولاها أو أحدُهما اقتصاراً (أي بلا دليل) . ويجوز سُقوطهما، أو سقوطُ أحدهما، اختصاراً (أي لدليل يَدُل على المحذوف) .
فسقوطهما معاً لدليل، كأنْ يُقالَ "هل ظننتَ خالداً مُسافراً؟ " فتقولُ "ظننتُ" أي "ظننتُهُ مُسافراً"، قال تعالى "أينَ شُركائيَ الذين كنتم تزعمونَ؟ "، أي "كنتم تزعمونهم شركائي" وقال الشاعر [الكميت الأسدي - من الطويل]
بأَيِّ كِتابٍ، أَم بأَيَّةِ سُنَّةِ
…
تَرى حُبَّهُمْ عاراً عليَّ، وتَحْسَبُ؟
أي "وتحسبُهُ عاراً".
وسُقوطُ أحدهما لدليلٍ، كأن يُقالَ "هل تظُنُّ أحدا مسافرا؟ "، فتقولُ "أظُنُّ خالدا"، أي "أظُنُّ خالدا مسافِرا؟ "، ومنه قولُ عنترةَ [من الكامل]
وَلَقَدْ نَزَلتِ، فَلا تَظُني غَيْرَهُ،
…
مِنَِّي بِمَنْزِلةِ المُحَبِّ المُكْرَم
أي "نزلتِ مني منزلةَ المحبوب المُكرَمِ، فلا تظني غيره واقعاً".
ومما جاء فيه حذفُ المفعولين لدليل قولُهم "مَنْ يسمع يَخَلْ" أي "يخَل ما يسمعُه حقاً".
فإن لم يدُلَّ على الحذف دليلٌ لم يجُز، لا فيهما ولا في أحدهما. وهذا هو الصحيحُ من مذاهب النّحويين.
وأفعالُ القلوب نوعان نوعٌ يفيدُ اليقينَ (وهو الاعتقاد الجازم) ، ونوعٌ يفيدُ الظنَّ (وهو رُجحانُ وقوع الأمر) .
أفعال اليقين
أفعالُ اليقين، التي تنصبُ مفعولين، ستةٌ
الأولُ "رأى" - بمعنى "علم واعتقد" - كقول الشاعر [من الوافر]
رأيتُ اللهَ أكبرَ كلِّ شيءٍ
…
مُحاولةً، وأكثرَهمْ جنودا
ولا فرقَ أن يكون اليقينُ بحسب الواقع، أو بحسب الاعتقاد الجازم، وإِن خالفَ الواقع، لأنه يقينٌ بالنسبة إلى المعتَقد. وقد اجتمع الأمران في قوله تعالى "إنهم يرَوْنهُ بعيداً ونراهُ قريبا" أي إنهم يعتقدون أن البعثِ مُمتنعٌ، ونعلمُه واقعا. وإِنما فُسّرَ البُعدُ بالامتناع، لأن العرب تستعملُ البعدَ في الانتفاء، والقُرب فى الحُصول.
ومثل "رأى" اليقينيَّة (أي التي تفيد اليقينَ)"رأى" الحُلميَّةُ، التي مصدرُها "الرّؤْيا" المناميَّةُ، فهي تنصب مفعولين، لأنها مثلها من حيثُ الادراكُ بالحِسّ الباطن؛ قال تعالى {إني أراني أعصرُ خمراً} فالمفعولُ الأَولُ ياء المتكلم، والمفعول الثاني جملةُ أعصرُ خمراً.
(فان كانت "رأى" بصرية، أي بمعنى "أبصر ورأى بعينه"، فهي متعدية الى مفعول واحد. وان كانت بمعنى "اصابة الرئة" مثل "ضربه فرآه"، أي أصاب رئته، تعدّتْ الى مفعول واحد ايضا) .
والثاني "عَلَم" - بمعنى "اعتقدَ" - كقوله تعالى "فإن علِمتموهنَّ مُؤْمناتٍ"، وقول الشاعر [من الطويل]
عَلِمْتُكَ مَنّاناً، فلَسْتُ بآمِلٍ
…
نَداكَ، ولو ظَمْآنَ، غَرْثانَ، عاريا
وقولِ الآخر [من البسيط]
عَلِمْتُكَ الباذلَ المعروفِ فانبعَثَتْ
…
إِليكَ بي واجفاتْ الشوق والأَملِ
(فان كانت بمعنى "عرف" كانت متعدية الى واحد، مثل "عملت الامر"، أي عرفته، ومنه قوله تعالى {والله اخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا} وان كانت بمعنى "شعر واحاط وادرك"، تعدت الى مفعول واحد بنفهسا او بالباء مثل "علمت الشيء وبالشيء".
والثالث "دَرَى" - بمعنى "عَلِم عِلمَ اعتقاد" كقول الشاعر [من الطويل]
دُرِيتَ الوَفِيَّ العهدِ يا عَمْرُو، فاغتَبطْ،
…
فإنَّ اغتِباطاً بالوَفاءِ حميدٌّ
والكثير المُستعمل يها أن تَتعدّى إلى واحد بالباء، مثل "دريت به".
(فان كانت بمعنى "ختل" أي خدع، كانت متعدية الى واحد بنفسها، مثل "دريت الصيد" أي ختلته وخدعته. وان كانت بمعنى "حَكّ" مثل "درى رأسه بالمدرى"، أي حكه به، فهي كذلك) .
والرابع "تَعَلّمْ - بمعنى "اعلمْ واعتقِدْ" كقول الشاعر [من الطويل]
تَعَلَّمْ شفاءَ النَّفسِ قَهرَ عَدُوِّها
…
فَبالِغْ بِلُطْفٍ في التَّحيُّلِ والْمَكْرِ
والكثيرُ المشهور استعمالُها في "أنْ" وصِلَتها؛ كقول الشاعر [من الوافر]
تَعَلَّمْ أَنَّ خيرَ النّاسِ مَيْتٌ
…
على جفْرِ الهَباءَةِ لا يَرِيمُ
وقال الآخر [من الطويل]
فَقُلْتُ تَعلَّمْ أَنَّ لِلصَّيْدِ عِرَّةَ
…
وإِلَاّ تُضَيِّعْها فإِنَّكَ قاتِلُه
وفي حديث الدّجالِ "تَعلّموا أنّ رَبكم ليس بأعورَ".
وتكون "أن" وصِلَتُهما حينئذٍ قد سَدّتا مَسَدّ المفعولين.
(فان كانت أمراً من "تعلم يتعلم"، فهي متعدية الى مفعول واحد، مثل "تعلموا العربية وعلموها الناس") .
والخامس "وجد" - بمعنى "عَلِمَ واعتقد" - ومصدرها "الوُجودُ والوجدان"، مثل "وجدتُ الصدقَ زينةَ العُقلاء"، قال تعالى {وإِنْ وجدْنا أكثرهم لفاسقين} .
(فان لم تكن بمعنى العلم الاعتقادي، لم تكن من هذا الباب. وذلك مثل "وجدت الكتاب وجوداً ووجدانا" بكسر الواو فى الوجدان - أى اصبته وظفرت به بعد ضياعه. ومثل "زجد عليه موجدة" - بفتح الميم وسكون الواو وكسر الجيم - اي حقد عليه وغضب. وفي حديث الايمان "اني سائلك فلا تجد عليّ"، أي لا تغضب من سؤالي. ومثل "وجد
به وجداً" - بفتح الواو وسكون الجيم - اي حزن به، و"وجد به وجداً ايضا" اي احبه، يقال "له بأصحابه وجد"، أي محبة. وثل "وجد جدة" بكسر الجيم وفتح الدال - اي استغنى غنى يأمن بعده الفقر) .
والسادسُ "ألفى - بمعنى "علِمَ واعتقد" - مثل "الفَيْتُ قولكَ صواباً".
(فان كانت بمعنى "اصاب الشيء وظفر به"، كانت متعدية إلى واحد، "الفيت الكتاب"، قال تعالى "وألفيا سيدها لدى الباب") .
افعال الظن
أفعال الظن (وهي ما تفيد رُجحان وقوع الشىء) نوعان
نوعُ يكونُ الظنّ واليقين، والغالبُ كونُهُ الظنّ، ونوع يكونُ الظنَ فحَسْبُ.
فالنوعُ الأول ثلاثةُ أفعالٍ
الأول "ظنّ" - وهو لرُجحان وقوعِ الشىء - كقول الشاعر [من الطويل]
ظَنَنْتُكَ، إن شَبَّتْ لظى الحربِ، صالِياً
…
فَعَرَّدْتَ فيمن كانَ فيها مُعرَّدا
وقد تكون لليقين، كقوله تعالى:{يَظُنُّونَ أَنَّهُم ملاقوا رَبِّهِمْ} [البقرة: 46] وقولِه: {وظنوا أَن لَاّ مَلْجَأَ مِنَ الله إِلَاّ إِلَيْهِ} [التوبة: 118]، أي: علموا واعتقدوا.
(فان كانت بمعنى، "اتهم" فهي متعدية إلى واحد، مثل "ظن
القاضي فلانا"، أي اتهمه والظنين والمظنون المتهم. ومنه قوله تعالى "وما هو على الغيب بظنين" أي متهم) .
والثاني خالَ - وهي بمعنى "ظنّ" التي للرجحان - كقول الشاعر [من الطويل]
إخالُكَ، إِن لم تُغْمِضِ الطَّرْفَ، ذا هَويً
…
يَسومُكَ مالا يُسْتطاعُ منَ الوجْد
وقد تكون لليقين والاعتقاد، كقول الآخر [من الطويل]
دعاني العواني عَمَّهنَّ. وخِلْتُني
…
لِيَ اسمٌ، فَلا أُدْعَى به وَهُوَ أَولُ
(ي دعونني عمَّهنَّ، وقد علمت ان لي اسما، افلا ادعي به وهو اول اسم لي. وياء المتكلم مفعول خال الاول، وجملة "اسم" في موضع نصب على انها مفعوله الثاني) .
والثالث "حَسِبَ" - وهي للرُّجحان، بمعنى "ظنّ" - كقوله تعالى {يَحسَبهمُ الجاهلُ أغنياء من التعفّف} ، وقولهِ {وَتحسبُهم أيقاظاً وهم رُقودٌ} . وقد تكون لليقين، كقول الشاعر [من الطويل]
حَسِبْت التُّقَى والجودَ خيرَ تِجارةٍ
…
رباحاً، إِذا ما الْمَرْءُ أَصبح ثاقِلا
والنوعُ الثاني (وهو ما يُفيدُ الظَّنَّ فَحَسْبُ) خمسةُ أفعال
الأول "جعلَ - بمعنى "ظنّ" كقوله تعالى {وَجعلوا الملائكة - الذين هم عبادُ الرَّحمن - إناثاً} .
(فان كانت بمعنى "أوجد" أو بمعنى "أوجب"، تعدت الى واحد، كقوله تعالى {وجعل الظلمات والنور} أي خلق وأوجد، وتقول (اجعل لنشر العلم نصيباً من مالك) ، أي اوجب. وان كانت بمعنى (صير) فهي من افعال التحويل. و (سيأتي الكلام عليها) . وان كانت بمعنى (أنشأ) فهي من الافعال الناقصة التي تفيد الشروع في العمل، مثل (جعلتِ الامةُ تمشي في طريق المجد) ، أي (أخذت وأنشأت) .
والثاني "حَجا" بمعنى "ظنَّ" - كقول الشاعر [من البسيط]
قد كُنتُ أحجُو أبا عَمْرٍ أَخا ثِقَةٍ
…
حَتَّى أَلمَّتْ بِنا يوماً مُلِماتُ
(فان كانت بمعنى (غلبة في المحاجة) ، أو بمعنى (رد ومنع) أو بمعنى (كتم وحفظ) او بمعنى (ساق) فهي متعدية الى واحد، تقول (حاجيته فحجوته) ، أي فاطنته فغلبته، و (حجوت فلاناً) أي منعته ورددته، و (حجوت السر) ، أي كتمته وحفظته، و (حجت الريح سفينة) ، أي ساقتها. وان كانت بمعنى (وقف أو أقام) ، مثل (حجا بالمكان، او بمعنى (بخل) مثل (حجا بالشيء) أي ضن به، (فهي
لازمة) .
والثالثُ "عَدَّ" - "ظنَّ" كقول الشاعر [من الطويل]
فَلا تَعْدُدِ الْمَوْلى شَريكَكَ في الغنى
…
وَلكنَّما الْمَوْلى شَريكُكَ في العُدْم
(فان كانت (بمعنى "أحصى" تعدَّتْ إلى واحد مثل "عددت الدراهم"، أي (حسبتها واحصيتها) .
والرابع "زعَمَ" - بمعنى "ظنّ ظناً راجحاً" - كقول الشاعر [من الخفيف]
زَعَمَتْني شَيْخاً، ولست بِشَيْخٍ
…
إنَّما الشَّيْخُ مَنْ يَدِبُّ ذَبيبا
والغالبُ في "زعَمَ" أن تُستَعمَلَ للظنِّ الفاسد، وهو حكاية قولٍ يكون مِظنَّةً للكذب، فيقال فيما يُشكّ فيه، أو فيما يُعتقدُ كذبُهُ، ولذلك يقولون "زَعموا مطيِيَّةُ الكذب" أي إنّ هذه الكلمة مركبٌ للكذب. ومن عادة العرب أنّ من قال كلاماً، وكان عندهم كاذباً، قالوا "زَعمَ فلانٌ". ولهذا جاء في القرآن الكريم في كل موضع ذُمّ القائلون به.
وقد يردُ الزَّعم بمعنى القول، مُجرَّداً عن معنى الظنّ الرَّاجحِ، أو الفاسد، أو المشكوك فيه.
(فان كانت "زعم" بمعنى "تأمر ورأس"، أو بمعنى "كفل به" تعدّتْ الى واحد بحرف الجر، تقول "زعم على القوم فهو زعيم"، أي تأمر عليهمْ ورأسهم، و"زعم بفلان وبالمال"، أي كفل به وضمنه، وتقول "زعم اللبن" أي أخذ يطيب، فهو لازم) .
والخامسُ "هبْ" - بلفظ الأمر، بمعنى "ظُنَّ" - كقول الشاعر [من المتقارب]
فَقُلتُ أَجِرْني أَبا خالدٍ
…
وإِلاّ فَهَبْني امرَءًا هالِكا
(فان كانت امراً من الهبة، مثل "هب الفقراء مالاً"، لم تكن من أفعال القلوب، بل هي من "وهب" التي تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبراً. على الفصيح فيها أن تتعدى الى الاول باللام، نحو "هب للفقراء مالا". وان كانت امراً من الهيبة تعدت الى مفعول واحد، مثل "هب ربك"، أي خفه) .
(2)
افعال التحويل
أفعالُ التحويل ما تكونُ بمعنى "صيَّرَ". هي سبعةٌ "صيَّر ورَدَّ وترَك وتَخِذ واتخذ وجعل ووهب".
وهي تنصبُ مفعولين أصلُهما مُبتدأ وخبرٌ.
فالأولُ مثل "صيّرْتُ العدُوَّ صديقاً".
والثاني كقوله تعالى {وَدّ كثيرٌ من أهل الكتاب لوْ يرُدُّونكم من بعد إِيمانِكم كُفَّاراً"، وقال الشاعر [من الوافر]
رَمَى الحِدْثانُ نِسْوَةَ آل حَرْبٍ
…
بِمقْدارٍ سمَدْنَ لهُ سُمُودا
فردَّ شُعُوْرَهنَّ السُّودَ بِيضاً
…
ورَدَّ وُجوهَهُنَّ البِيضَ سُودا
والثالثُ كقوله عز وجل {وتركنا بعضهم يومئذٍ يموجُ في بعضٍ"، وقول الشاعر [من الطويل]
ورَبَّيْتهُ، حتى إِذا ما تَرَكْتُهُ
…
أَخا القومِ، واستَغْنى عن الْمَسْحِ شارِبُهُ
والرابعُ "تَخِذتُكَ صديقاً".
والخامسُ كقوله تعالى {واتخذ اللهُ ابراهيمَ خليلا} .
والسادسُ كقوله سبحانهُ و {قدِمْنا إلى ما عَمِلوا من عمل، فجعلناهُ هباءً منثوراً} .
والسابع مثل وهبَني اللهُ فداء المُخلصين".
(وهذه الافعال لا تنصب المفعولين الا اذا كانت بمعنى "صير" الدالة على التحويل وان كانت "رد" بمعنى "رجع" - كرددته، أي رجعته - و"ترك" بمعنى "خلى" - كتركت الجهل، أي خليته و"جعل" بمعنى "خلق"؛ كانت متعدية الى مفعول واحد. وان كانت "هب" بمعنى أعطى لم تكن من هذا الباب، وان نصبت المفعولين، مثل "وهبتك فرساً". والفصيح أن يقال "وهبت لك فرساً".
المتعدي الى ثلاثة مفاعيل
المتعدِّي إلى ثلاثة مفاعيل، هو "أرى وأعلمَ وأنبأ ونَبَّأ وأخبرَ وخرَّ وحدثَ". ومُضارعها "يُرِي ويُعلِمُ ويُنبِيءُ ويُنبِّىءُ ويُخبر ويُخبِّرُ ويحدِّث"، تقول "أريتُ سعيداً الأمرَ واضحاً، وأعلمتُهُ إياهُ صحيحاً، وأنبأتُ خليلاً الخبرَ واقعاً، ونَبَّأته إيَّاهُ، أو أخبرتهُ إِياهُ، أو أخبرته إياهُ أو حدَّثتهُ إياهُ حقا".
والغالبُ في "أنبأ" وما بعدها أن تُبنى للمجهول، فيكون نائبُ الفاعلِ مفعولها الأول، مثل "أُنبئْتُ سليماً مجتهداً"، قال الشاعر [من الكامل]