الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول
في ذكر زندقة رءوس هؤلاء الملاحدة على سبيل الإجمال
قال الإمام تاج الدين أبو محمد أحمد بن عبد القادر القيسي، المعروف بابن مكتوم، أحد كبار الحنفية (749هـ)، والعلامة نعمان الآلوسي (1317هـ) - نقلاً عن أبي حيان الأندلسي (754هـ) في بيان زندقة هؤلاء الصوفية الاتحادية الحلولية الإلحادية - واللفظ للثاني:
(إن من النصارى من قال: إن المسيح هو الله، ومنهم من قال: هو ابن الله، ومنهم من قال: هو ثالث ثلاثة،
وتقدم أنهم ثلاث طوائف: ملكانية، ويعقوبية، ونسطورية،
وكل منهم يكفر بعضهم بعضاً.
ومن بعض اعتقادات النصارى استنبط من تسربل بالإسلام ظاهراً، وانتمى إلى الصوفية - حلول الله تعالى في الصور الجميلة.
ومن ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة:
كالحلاج [309هـ] ، والشوذي، وابن أحلى، وابن عربي
[638هـ] ، المقيم بدمشق، وابن الفارض [632هـ] ، وأتباع هؤلاء، كابن سبعين [669هـ] ، والششتري تلميذه [668هـ] ، وابن مطرف المقيم بمرسية، والصفار المقتول بغرناطة،
وابن لباج، وابن الحسن المقيم كان بلورقة، وممن رأيناه يرمى بهذا المذهب الملعون، العفيف التلمساني (690هـ) ، وله في ذلك أشعار كثيرة، وابن عياش المالقي الأسود الأقطع المقيم كان بدمشق، وعبد الواحد المؤخر المقيم كان بصعيد مصر، والأيكي العجمي الذي
كان تولى المشيخة بخانقاه سعيد السعداء بالقاهرة من ديار مصر، وأبو يعقوب بن مبشر، تلميذ الششتري المقيم كان بحارة زويلة
في القاهرة، والشريف عبد العزيز المنوفي، وتلميذه عبد الغفار القوصي.
وإنما سردت أسماء هؤلاء - نصحاً لدين الله - يعلم الله تعالى ذلك - وشفقة على ضعفاء المسلمين؛ ليحذروا منهم أشد من الفلاسفة الذين كذبوا الله ورسله، ويقولون بقدم العالم، وينكرون البعث.
وقد أولع جهلة ممن ينتمي للتصوف بتعظيم هؤلاء، وادعائهم أنهم صفوة الله تعالى وأولياؤه.
والرد على النصارى والحلولية والقائلين بالوحدة هو من علم أصول الدين) .
***