الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بدع وضلالات:
وكان سبب هذه المواصلة أن بعض الإخوان قدم بورقة فيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر سادة أهل البيت، وقد أجرى فيها ذكر النذور لمشهد المنتظر، فخوطب من فضائل أهل البيت وحقوقهم بما سر قلبه، وشرح صدره، وكان ما ذكر بعض الواجب، فإن الكلام في هذا طويل، ولم يحتمل هذا الحامل أكثر من ذلك.
وخوطب فيما يتعلق بالأنساب والنذور بما يوجب في دين الله، فسأل المكاتبة بذلك إلى من يذهب إليه من الإخوان، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابة، ولرسوله، والأئمة المسلمين وعامتهم"1.
أما ورقة الأنساب والتواريخ ففيها غلط في مواضع متعددة، مثل: ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي في صفر، وأنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عمرو ابن العلاء بن هاشم، وأن جعفر الصادق توفي في خلافة الرشيد، وغير ذلك.
فإنه لا خلاف بين أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي في شهر ربيع الأول شهر مولده وشهر هجرته، وأنه توفي يوم الاثنين، وفيه ولد، وفيه أنزل عليه، وجده هاشم بن عبد مناف، وإنما كان هاشم يسمى عمر، ويقال له:
1-أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان باب42 ومسلم في صحيحه في كتاب الإيمان حديث 95. وأبو داود في السنن في كتاب الأدب باب 59.والترمذي في البر باب17. والنسائي في البيعة باب 31، و41. والدارمي في المسند كتاب الرقاق باب41. والإمام أحمد في المسند 1/351-2/297-4/102-103.
عمرو العلا، كما قال الشاعر:
عمر العلا هشم الثريد لقومه
…
ورجال مكة مستنون عجاف
وأن جعفر أبا عبد الله توفي في سنة ثمان وأربعين في إمارة أبي جعفر المنصور.
وأما المنتظر فقد ذكر طائفة من أهل العلم بأنساب أهل البيت: أن الحسن ابن علي العسكري لما توفي بعسكر سامراء لم يعقب ولم ينسل، وقال من أثبته: إن أباه لما توفي سنة ستين ومائتين كان عمره سنتين أو أكثر من ذلك بقليل، وإنه غاب من ذلك الوقت، وإنه من ذلك الوقت حجة الله على أهل الأرض، لا يتم الإيمان إلا به، وإنه هو المهدي الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وإنه يعلم لكل ما يفتقر إليه في الدين.
وهذا موضع ينبغي للمسلم أن يتثبت فيه، ويستهدي الله ستعينه، فإن الله قد حرم القول بغير علم، وذكر أن ذلك من خطوات الشيطان وحرم القول بغير علم، وذكر أن ذلك من خطوات الشيطان وحرم القول المخالف للحق، ونصوص التنزيل شاهدة بذلك، ونهى عن اتباع الهوى.
فأما المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم فقد رواه أهل العلم العالمون بأخبار النبي صلى الله عليه وسلم، والحافظون لها، الباحثون عنها وعن رواتها، مثل أبي داود، والترمذي، وغيرهما، ورواه الإمام أحمد في مسنده.
فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا من أهل بيتي يوطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما
وجورا" 1.
وروي هذا المعنى من حديث أم سلمة وغيرها.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "المهدي من ولد ابني هذا" وأشار إلى الحسن2.
وقال صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان خليفة يحثو المال حثوا"3. وهو حديث صحيح.
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه اسمه محمد بن عبد الله، ليس محمد بن الحسن. ومن قال: إن أباه جده الحسين، وأن كنيته الحسين أبو عبد الله فقد جعل النية اسمه، فما يخفى على من يخشى الله أن هذا تحريف للكلم عن مواضعه، وأنه من جنس تأويلات القرامطة.
1-الحديث أخرجه الترمذي ولفظه: " لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي" الحديث. وأخرجه الإمام أحمد وأبو داود عن ابن مسعود رضي الله عنه. وأوردوه السيوطي في الجامع الصغير حديث رقم 7490. وقال الترمذي: "حسن صحيح".
قال المناوي في شرح الجامع الصغير في الكلام عن هذا الحديث: فيه رد لقول الرافضة إن المهدي هو الإمام أبو القاسم محمد الحجة ابن الإمام أبي محمد الحسن الخالص وأنه المهدي المنتظر لأنه وإن وافق اسمه لكن اسم أبيه ليس موافقا لاسم أبيه، "انظر فيض القدير 5/332".
2-
لم أقف عليها بهذا اللفظ فيما أتيح لي من مصادر. ووجدت معناه من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المهدي من عترتي من ولد فاطمة" أخرجه ابن ماجة.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة" أخرجه الإمام أحمد في مسنده.
3-
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الفتن باب 18 أحاديث رقم 67-68-69 من أحاديث الباب.
وقول أمير المؤمنين صريح في أنه حسني لا حسيني، لأن الحسن والحسين مشبهان من بعض الوجوه بإسماعيل وإسحاق، وإن لم يكونا نبيين.
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهام: "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة"1.
ويقول: "إن إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق".
وكان إسماعيل هو الأكبر والأحلم.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على المنبر: "إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"2.
فكما أن غالب الأنبياء كانوا من ذرية إسحاق، فهكذا كان غالب السادة الأئمة من ذرية الحسين، وكما أن خاتم الأنبياء الذي طبق أمره مشارق الأرض ومغاربها كان من ذرية إسماعيل، فكذلك الخليفة الراشد المهدي الذي هو آخر الخلفاء يكون من ذرية الحسن.
وأيضا فإن من كان ابن سنتين كان في حكم الكتاب والسنة مستحقا أن يحجر عليه في بدنه، ويحجر عليه في ماله، حتى يبلغ ويؤنس منه الرشد، فإنه يتيم، وقد قال الله تعالى:{وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} 3.
1-أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب 10. وأبو داود في تاب السنة باب 20. والترمذي في الطب باب 18 وابن ماجة في الطب باب 36. وأحمد 1/236-270.
2-
أخرجه البخاري في كتاب الصلح باب9، وفي فضائل أصحاب النبي باب22، وفي الفتن باب20، وفي المناقب باب 25. وأبو داود في كتاب السنة باب 12، وفي المهدي باب8. والترمذي في المناقب باب25. وأبو داود في كتاب السنة باب12، وفي المهدي باب 8. والترمذي في المناقب باب30. والنسائي في كتاب الجمعة باب27.
3-
سورة النساء، آية:6.
فمن لم تفوض الشريعة إليه أمر نفسه كيف تفوض إليه أمر الأمة؟
وكيف يجوز أن يكون إماما على الأمة من لا يرى ولا يسمع له خبر؟ مع أن الله لا يكلف العباد بطاعة من لا يقدرون على الوصول إليه، وله أربعمائة وأربعون سنة ينتظره من ينتظره وهو لم يخرج، إذ لا وجود له.
وكيف لم يظهر لخواصه وأصحابه المأمون عليه كما ظهر آباؤه، وما الموجب لهذا الاختفاء الشديد دون غيره من الآباء؟
وما زال العقلاء قديما وحديثا يضحكون بمن يثبت هذا، ويعلق دينه به، حتى جعل الزنادقة هذا وأمثاله طريقا إلى القدح في الملة، وتسفيه عقول أهل الدين إذا كانوا يعتقدون مثل هذا.
لهذا قد اطلع أهل المعرفة على خلق كثير منافقين زنادقة يتسترون بإظهار هذا وأمثاله، ليستميلوا قلوب وعقول الضعفاء وأهل الأهواء، ودخل بسبب ذلك من الفساد ما الله به عليم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والله يصلح أمر هذه الأمة ويهديهم ويرشدهم.
النذور للمشاهد والمساجد:
وكذلك ما يتعلق بالنذور للمساجد والمشاهد، فإن الله في كتابه وسنة نبيه التي نقلها السابقون والتابعون من أهل بيته وغيرهم قد أمر بعمارة المساجد، وإقامة الصلوات فيها بحسب الإمكان، ونهى عن بناء المساجد على القبور، ولعن من يفعل ذلك، قال الله تعالى:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} 1.
1-سورة التوبة، آية:18.
وقال: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} 3.
وقال: {وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً} 4.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة"5.
وقال: "وبشر المشائين في ظلم الليل إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة "6.
1-سورة البقرة، آية:114.
2-
سورة النور، آية:36.
3-
سورة الجن، آية:18.
4-
سورة الحج: آية:40.
5-
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب المساجد حديث 34-35، وفي المسافرين حديث 103، وفي الزهد حديث حديث 43-44. والبخاري في كتاب الصلاة باب 65. وأبو داود في كتاب التطوع باب1. والترمذي في كتاب الصلاة باب120-189-204 والنسائي في كتاب المساجد باب 1، وفي قيام الليل باب66-67. وابن ماجة في الإقامة باب 100، 185، وفي المساجد باب1-9-وفي التجارات باب 40 والدارمي في الصلاة باب 113. والإمام أحمد في المسند 1/20، 53-61-70-241-2/221-296-386-413-498-6/326-428-461.
6-
أخرجه ابن ماجة في سننه في كتاب المساجد باب 14.
وقال: "من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له نزلا كلما غدا أو راح"1.
وقال: "صلاة الرجل في المسجد تفضل على صلاته في بيته وسوقه بخمس وعشرين درجة"2.
وقال: "من تطهر في بيته فأحسن الطهور، وخرج إلى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة، كانت خطوتاه إحداهما ترفع درجة، والأخرى تضع خطيئة"3.
وقال: "صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر أحب إلى الله"4.
وقال: "سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها، فصلوا الصلاة لوقتها ثم اجعلوا صلاتكم معهم نافلة"5.
1-أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الآذان باب37. والإمام أحمد بن حنبل في مسنده 2/509.
2-
أخرجه البخاري ف صحيحه في كتاب الأذان باب30-31. والترمذي في المواقيت باب47.والنسائي في كتاب الصلاة باب21، وفي الإمامة باب42. وابن ماجة في كتاب المساجد باب16 ومالك في الموطأ في كتاب الجماعة حديث 1. وأحمد 1/376-452-2/102-112-233-328-454-520-525-3/55.
3-
أخرجه البخاري في كتاب البيوع باب49، ومسلم في كتاب الطهارة حديث 12، وفي المساجد حديث 272، وأبو داود من الصلاة باب48. والنسائي في المساجد باب 6.وابن ماجة في الطهارة باب 6، وفي المساجد باب14. والإمام أحمد 2/176-252.
4-
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/145. وأبو داود في سننه في كتاب الصلاة باب 47. والنسائي في كتاب الإمامة باب 45.
5-
أخرجه مسلم في كتاب المساجد حديث 241-243. والنسائي في كتاب الإمامة وابن ماجة في كتاب الإقامة باب 150. والدارمي في كتاب الصلاة باب 25. والإمام أحمد 6/7.
وقال: "يصلون لكم، فإن أحسنوا فلكم، وإن أساءوا فلكم وعليهم".
وهذا الباب واسع جدا.
وقال أيضا: "لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". ويحذر مما فعلوا قالوا: ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن كره أن يتخذ مسجدا. وهذا قاله في مرضه.
وقال قبل موته بخمس: "إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذون القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك"1.
ولما ذكر كنيسة الحبشة قال: "أولئك إذا مات الرجل فيهم بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك التصاوير، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة"2.
وكل هذه الأحاديث في الصحاح المشاهير.
وقال أيضا: "لعن الله زوارات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج"3. رواه الترمذي وغيره وقال: حديث حسن.
1- أخرجه البخاري في كتاب الصلاة باب 48-52 وفي كتاب الجنائز باب 96، وفي الأنبياء باب 50، وفي اللباس باب19، وفي المغازي باب 83 ومسلم في المساجد حديث 19-20-21-22-23. وأبو داود في كتاب الجنائز باب 72-78 والترمذي في الصلاة باب121. والنسائي في المساجد باب 13، وفي الجنائز باب 106. ومالك في الموطأ في كتاب السفر حديث85، وفي المدينة حديث 17. والدارمي في كتاب الصلاة باب 120. وأحمد 1/195-218-405-435-454-2/229-246-284-285-287-324-337-366-396-454-518-5/184،186-204-6/34-80-121-149-229-252-255-274-275.
2-
أخرجه البخاري في كتاب الصلاة باب48-54، وفي الجنائز باب 70، وفي مناقب الأنصار باب37. ومسلم في المساجد حديث 16، وفي الفتن حديث 110-116-131. والنسائي في المساجد باب13.
3-
أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز باب 61. وابن ماجة في كتاب الجنائز باب 49.=
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد لعن الذين يتخذون على القبور المساجد ويسرجون عليها الضوء، فكيف يستحيل مسلم أن يجعل هذا طاعة وقربة؟!!
وفي صحيح مسلم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني ألا أدع قبر مشرفا إلا سويته، ولا تمثالا إلا طمسته"1.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد"2.
وقال: "لا تتخذوا قبري عبدا، وصلوا علي حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني"3.
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاجتماع عند قبره.
وأمر بالصلاة عليه في جميع المواضع، فإن الصلاة عليه تصل إليه من جميع المواضع.
وهذه الأحاديث رواها أهل بيته، مثل: علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي، ومثل عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
فكانوا هم وجيرانهم من علماء أهل المدينة ينهون عن البدع التي عند قبره أو غير قبر غيره، امتثالا لأمره، ومتابعة لشريعته.
=وأحمد 2/337-356 و3/443.
1-
أخرجه مسلم في كتاب الجنائز حديث 93، وأبو داود في كتاب الجنائز باب68. والترمذي في كتاب الجنائز باب56 والنسائي في كتاب الجنائز باب99. والإمام أحمد 1/87-96-129-138-145.
2-
أخرجه مالك في الموطأ في كتاب السفر حديث 85 والإمام أحمد 2/246.
3-
أخرجه أبو داود في كتاب المناسك باب 96، والإمام أحمد في المسند 2/367.
فإن من مبدأ عبادة الأوثان: العكوف على الأنبياء والصالحين، والعكوف على تماثيلهم، وإن كانت وقعت بغير ذلك.
وقد ذكر الله في كتابه عن المشركين أنهم قالوا:
وقد روى طائفة من علماء السلف أن هؤلاء كانوا قوما صالحين، فلما ماتوا بنوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم.
وكذلك قال ابن عباس في قوله: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} 2. قال ابن عباس: كان اللات رجلا يلت السويق للحجاج، فلما مات عكفوا على قبره، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد" نهى أن يصلى عند قبره.
ولهذا لما بنى المسلمون حجرته حرفوا مؤخرها، وسنموه لئلا يصلي إليه "أحد"3. فإنه صلى الله عليه وسلم قال:"لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها"4. رواه مسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى أهل البقيع يسلم عليهم، ويدعو لهم.
1-سورة: نوح، آية:23.
2-
سورة النجم، آية:19.
3-
ما بين المعقوفتين سقطت من الأصل.
4-
أخرجه مسلم في الجنائز حديث 97-98. وأبو داود في الجنائز باب 73. والترمذي في الجنائز باب 57. والنسائي في القبلة باب11. والإمام أحمد 4/135. وأورده السيوطي في الجامع الصغير حديث 47-97 وصححه.
وعلم أصحابه أن يقولوا إذا زاروا القبور: "سلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين، وإن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، نسأل لكم العافية، اللهم آجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر. لنا ولهم"1.
هذا مع أن في البقيع إبراهيم وبناته أم كلثوم ورقية، وسيدة نساء العالمين فاطمة، وكانت إحداهن دفنت فيه قديما قريبا من غزوة بدر، ومع ذلك فلم يحدث على أولئك السادة شيئا من هذه المنكرات، بل المشروع التحية لهم، والدعاء بالاستغفار وغيره.
وكذلك في حقه، أمر بالصلاة والسلام عليه من القرب والبعد، وقال:"أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة علي. قالوا: كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يعني: بليت. قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"2.
وقال: "ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام"3.
1-أخرجه مسلم في كتاب الجنائز حديث 102. وأبو داود في كتاب الجنائز باب79. والنسائي في كتاب الطهارة باب 109، وفي الجنائز باب103. وابن ماجة في الجنائز باب 36. وفي الزهد باب36. ومالك في الموطأ في كتاب الطهارة حديث رقم 28.
2-
أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب201، وفي الوتر باب26. والنسائي في كتاب الجمعة باب5. وابن ماجة في كتاب الإقامة باب79، وفي الجنائز باب65. والدارمي في كتاب الصلاة باب206. والإمام احمد 4/8.
3-
أخرج أبو داود في سننه في كتاب المناسك باب 96 عن أبي هريرة رضي الله عنه قالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أحد يسلم علي رد علي روحي حتى أرد عليه السلام"ز وأورده السيوطي في الجماع الصغير حديث 86،79 وضعفه.
وكل هذه الأحاديث ثابتة عن أهل المعرفة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
فالدعاء والاستغفار يصل إلى الميت عند قبره، وهو الذي ينبغي للمسلم أن يعامل به موتى المسلمين من الدعاء لهم بأنواع الدعاء، كما كان حياته يدعو لهم.
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا أن نصلي عليه ونسلم تسليما في حياته ومماته، وعلى آل بيته.
وأمرنا أن ندعو للمؤمنين والمؤمنات في محياهم ومماتهم، عند قبورهم وغير قبورهم.
ونهانا الله أن نجعل لله أندادا، أو نشبه بيت المخلوق الذي هو قبره ببيت الله الذي هو الكعبة البيت الحرام، فإن الله أمرنا أن نحج ونصلي إليه، ونطوف به، وشرع لنا أن نستلم أركانه، ونقبل الحجر الأسود الذي جعله الله بمنزلة يمينه.
قال ابن عباس: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن استلمه وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه".
وشرع كسوة الكعبة، وتعليق الأستار عليها، وكان يتعلق من يتعلق بأستار الكعبة كالمتعلق بأذيال المستجير به، فلا يجوزان تضاهى بيوت المخلوقين ببيت الخالق.
ولهذا كان السلف ينهون من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبله، بل يسلم عليه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، ويصلى عليه كما كان السلف يفعلون.
فإذا كان السلف أعرف بدين الله وسنة نبيه وحقوقه، وحقوق السابقين والتابعين من أهل البيت وغيرهم، ولم يفعلوا شيئا من هذه البدع التي تشبه
الشرك وعبادة الأوثان، لأن الله ورسوله نهاهم عن ذلك، بل يعبدون الله وحده لا شريك له، مخلصين له الدين كما أمر الله به ورسوله، ويعمرون بيوت الله بقلوبهم وجوارحهم من الصلاة والقراءة، والذكر والدعاء وغير ذلك.
فكيف يحل للمسلم أن يعدل عن كتاب الله، وشريعة رسوله، وسبيل السابقين من المؤمنين، إلى ما أحدثه ناس آخرون، إما عمدا وإما خطأ.
فخوطب حامل هذا الكتاب بان جميع هذه البدع التي على قبور الأنبياء والسادة من آل البيت والمشايخ المخالفة للكتاب والسنة، ليس للمسلم أن يعين عليها، هذا إذا كانت القبور صحيحة، فكيف وأكثر هذه القبور مطعون فيها؟
وإذا كانت هذه النذور للقبور معصية قد نهى الله عنها ورسوله والمؤمنون والسابقون، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من نذر أن يعطي الله فليطعمه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه"1.
وقال صلى الله عليه وسلم: "كفارة النذر كفارة اليمين"2. وهذا الحديث في الصحاح.
فإذا كان النذر طاعة الله ورسوله، مثل أن ينذر صلاة أو صوما أو حجا أو صدقة أو نحو ذلك، فهذا عليه أن يعني به.
1-أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب28، 31 وأبو داود في كتاب الإيمان باب 19. والترمذي في كتاب النذور باب2. والنسائي كتاب الإيمان باب27-28 وابن ماجة في كتاب الكفارات باب 16. والدارمي في النذور باب3. ومالك في الموطأ كتاب النذور حديث 8. والإمام أحمد في المسند 9/36 -41-208-224.
2-
أخرجه مسلم في النذر حديث 12. وأبو داود في كتاب الإيمان باب 25. والترمذي في النذور باب 4. والنسائي في الأيمان باب 41. وأحمد في المسند 4/144-136-147.
وإذا كان المنذر معصية كفرا أو غير كفر، مثل، أن ينذر للأصنام كالنذور التي بالهند، ومثلما كان المشركون ينذرون لآلهتهم، مثل: اللات التي كانت بالطائف، والعزى التي كانت بعرفة قريبا من مكة، مناة الثالثة الأخرى التي كانت لأهل المدينة.
وهذه المدائن الثلاث هي مدائن أرض الحجاز، كانوا ينذرون لها النذور، ويتعبدون لها، ويتوسلون بها إلى الله في حوائجهم، كما أخبر عنهم بقوله:
{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} 1 ومثلما ينذر الجهال من المسلمين لعين ماء، أو بئر من الآبار، أو قناة ماء أو مغارة، أو حجر، أو شجرة من الأشجار، أو قبر من القبور، وإن كان قبر نبي أو رجل صالح، أو ينذر زيتا أو شمعا أو كسوة أو ذهبا، أو فضة لبعض هذه الأشياء، فإن هذا كله نذر معصية لا يوفى به.
لكن من العلماء من يقول: على صاحبه كفارة يمين، لما روى أهل السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم:" لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين"2.
وفي الصحيح عنه أنه قال: "كفارة النذر كفارة يمين"3.
وإذا صرف من ذلك المنذور شيء في قربة من القربات المشروعة كان حسنا، مثل أن يصرف الدهن إلى تنوير بيوت الله، ويصرف المال والكسوة إلى من يستحقه من المسلمين ومن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسائر المؤمنين، وفي سائر المصالح التي أمر الله بها ورسوله.
1-سورة الزمر، آية:3.
2-
أخرجه مسلم في النذر حديث 8. وأبو داود في الأيمان باب12-19 والترمذي في النذور باب1. والنسائي في الأيمان باب17-31-41. وابن ماجة في الكفارات باب 16. والإمام أحمد 2/207-429-432-6/247.
3-
سبق تخريجه.
وإذا اعتقد بعض الجهال أن بعض هذه النذور المحرمة قد قضت حاجته يجلب المنفعة من المال والعافية ونحو ذلك، أو بدفع المضرة من العدو ونحو، فقد غلط في ذلك.
فقد صح عن النبي صلى لله عليه وسلم أنه نهى عن النذر وقال: "إنه لا يأتي بخير، ولكنه يستخرج به من البخيل"1.
فعد النذر مكروها، وإن كان الوفاء به واجبا إذا كان المنذور طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن النذر لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من بخيل، وهذا المعنى قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، فيما كان قربة محضة لله، فكيف بنذر شرك؟ فإنه لا يجوز نذره ولا الوفاء به.
وهذا وإن كان قد عمر الإسلام، وكثر العكوف على القبور التي هي للصالحين من أهل البيت وغيرهم، فعلى الناس أن يطيعوا الله ورسوله، ويتبعون دين الله الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا يشرعوا من الدين ما لم يأذن به الله، فإن الله إنما أرسل الرسل، وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله، وليعبدوا الله وحده لا شريك له.
كما قال تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} 2.
1-أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب26،وفي القدر باب6.ومسلم في كتاب القدر حديث 2-3-4-5-6-وأبو داود في كتاب الأيمان باب18. والترمذي في كتاب النذور باب11. والنسائي في كتاب الأيمان 24-26. وابن ماجة في كتاب الكفارات باب15. والإمام أحمد 2/61-235-242-401-314-412-436.
2-
سورة الزخرف، آية:45.
وقال تعالى في حق الذين كانوا يدعون الملائكة والنبيين: {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} 4.
1-سورة الشورى، آية:13.
2-
سورة النحل، آية:36.
3-
سورة الإسراء، آية:56.
4-
سورة آل عمران:8.
5-
سورة الزمر، آية:43.
وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} 2.
وقال تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} 4.
قال: {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} 5.
وكتب الله من أولها إلى آخرها تأمر بإخلاص الدين لله، ولا سيما الكتاب الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم أو الشريعة التي جاء بها فإنها كملت الدين.
قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} 6.
وقال: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ
1-سورة التوبة، آية:31.
2-
سورة البقرة، آية:255.
3-
سورة النجم، آية:26.
4-
سورة الأنبياء، آية:28.
5-
سورة سبأ، آية:23.
6-
سورة المائدة، آية:3.
لا يَعْلَمُونَ} 1.
وقد جعل قوام الأمر بالإخلاص لله والعدل في الأمور كلها، كما قال تعالى:{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ} 2.
ولقد خلص النبي صلى الله عليه وسلم التوحيد من دقيق الشرك وجليله، حتى قال:"من حلف بغير الله فقد أشرك" 3 رواه الترمذي وصححه.
وقال: "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت"4. وهذا مشهور في الصحاح.
وقال: "ولا يقولن أحدكم ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء محمد"5.
وقال له رجل: "ما شاء الله وشئت، فقال: " أجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده" 6.
وروي عنه أنه قال: "الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل"7.
1-سورة الجاثية، آية:18.
2-
سورة الأعراف، آية:29.
3-
أخرجه الترمذي في النذور باب9 والنسائي في الأيمان باب 4. وابن ماجة في الكفارات باب 2. والدارمي في النذور باب6. والإمام أحمد 1/47-2/34-67-69-87-98-125-142.
4-
أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/7. والترمذي في النذور باب8 وغيرهما.
5-
أخرجه الدارمي في الاستئذان باب63. وابن ماجة في الكفارات باب13. والإمام أحمد 5/72-393.
6-
أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/214-224-283-347.
7-
أخرجه الإمام أحمد 4/403.
وروي عنه أن الرياء شرك1.
وقال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} 2.
وعلم بعض أصحابه أن يقول: "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، واستغفرك لما لا أعلم".
ومن هذا الباب الذين يسألون الصدقة أو يعطونها لغير الله، مثل من يقول: لأجل فلان، إما بعض الصحابة، أو بعض أهل البيت، حتى يتخذ السؤال بذلك ذريعة إلى أكل أموال الناس بالباطل، ويصير قوم ممن ينتسب إلى السنة يعطي الآخرين والشيطان قد استحوذ على الجميع، فإن الصدقة وسائر العبادات لا يشرع أن تفعل إلا الله، كما قال تعالى:{وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى} 3.
وقال تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} 4.
وقال: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ
1-أخرجه الترمذي في النذور باب 9. وابن ماجة في الفتن باب 16. والإمام أحمد 5/428.
2-
سورة الكهف، آية:110.
3-
سورة الليل، آية:18.
4-
سورة الروم، آية:39.
جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} 1.
وعبادته تجمع الصلاة وما يدخل فيها من الدعاء والذكر، وتجمع الصدقة والزكاة بجميع الأنواع، ومن الطعام اللباس والنقد وغير ذلك.
والله يجعلنا وسائر إخواننا المؤمنين مخلصين له الدين، تعبده ولا نشرك به شيئا، معتصمين بحبله، متمسكين بكتابه، متعلمين لما أنزل من الكتاب والحكمة، ويصرف عنا شياطين الجن والإنس، ويعيذنا أن تفرق بنا عن سبيله، ويهدينا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.
1-سورة البقرة، آية:256.
2-
سورة الإنسان، آية:8.
3-
سورة البينة، آية:4.