الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحدة المسلمين بالكتاب والسنة:
إن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا بالكتاب والحكمة ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.
وقال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ} 2.
وقال لأزواج نبيه: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} 3.
والذي كان يتلوه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه: كتاب الله والحكمة.
فكتاب الله هو القرآن، والحكمة هي ما كان يذكره من كلامه، وهي سنته. فعلى المسلمين أن يتعلموا هذا وهذا.
1-سورة آل عمران، آية 164.
2-
سورة البقرة، آية: 231
3-
سورة الأحزاب، آية:34.
وفي الحديث المشهور الذي رواه الترمذي وغيره عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ستكون فتنة. قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعى إليه هدى إلى صراط مستقيم 1.
وقال الله تعالى في كتابه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} 2.
وقال في كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} 3.
فذم الذين تفرقوا فصاروا أحزابا وشيعا، وحمد الذين اتفقوا وساروا جميعا معتصمين بحبل الله الذي هو كتابه شيعة واحدة للأنبياء.
كما قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} 4 وإبراهيم هو إمام الأنبياء كما قال تعالى:
1-الحديث أخرجه الترمذي في ثواب القرآن باب 14. والدارمي في المسند، في كتاب فضائل القرآن باب1. والإمام أحمد في المسند 9111.
2-
سورة آل عمران، آية:103.
3-
سورة الأنعام، آية:159.
4-
سورة الصافات، آية:83.
وقال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} 2.
إلى أن قال: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} 3.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أمته أن يقولوا إذا أصبحوا: "أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين"4.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، فلا ألفين رجلا شبعان على أريكته يقول: بيننا وبينكم هذا القرآن، فما وجدنا فيه من حلال حللناه، ما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا إني أوتيت الكتاب ومثله ومعه"5.
فهذا الحديث موافق لكتاب الله، فإن ذكر في كتابه أنه "صلى الله عليه وسلم"6
1-سورة البقرة، آية:124.
2-
سورة النحل، آية:120.
3-
سورة النحل، آية:123.
4-
أخرجه الدارمي في مسنده، كتاب الاستئذان باب 54. والنسائي في سننه، كتاب السهو باب 62. والإمام أحمد في المسند 1/4، 63،3/406،407،5/123.
5-
أخرجه ابن ماجة في سننه، في المقدمة باب2، والترمذي في العلم باب10، والإمام أحمد 4/132.
6-
مابين المعقوفتين سقطت من الأصل.
يتلو الكتاب والحكمة، وهي التي أوتيها مع الكتاب.
وقد أمر في كتابه بالاعتصام بحبله جميعا، ونهى عن التفريق، الاختلاف، و"أمر"1 أن نكون شيعة واحدة، لا شيعا متفرقين، وقال الله تعالى في كتابه:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} 2.
فجعل المؤمنين إخوة، وأمر بالإصلاح بينهم بالعدل مع وجود الاقتتال والبغي.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"3.
وقال: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" 4 وشبك بين أصابعه.
فهذه أصول الإسلام التي هي الكتاب والحكمة، والاعتصام بحبل الله جميعا "واجب" على أهل الإيمان للاستمساك بها.
1- مابين المعقوفتين سقطت من الأصل.
2-
سورة الحجرات، آية: 9،10.
3-
الحديث أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الأدب باب 27. ومسلم في صحيحه في كتاب البر حديث 66-67. والإمام أحمد في المسند4/268-270-274-276-278-375. وأورده الإمام السيوطي في الجامع الصغير حديث رقم 8155 وعزاه إلى الإمام أحمد ومسلم عن النعمان بن بشير، وأشار إلى صحته.
4-
أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة باب88، وفي كتاب الأدب باب36،=