المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌د- قوله في الصحابة: - اعتقاد الأئمة الأربعة

[محمد بن عبد الرحمن الخميس]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المبحث الأولبيان أن اعتقاد الأئمة الأربعة واحد في مسائل أصول الدينما عدا مسألة الإيمان

- ‌المبحث الثانيعقيدة الإمام أبي حنيفة رحمه الله

- ‌أ- أقوال الإمام أبي حنيفة رحمه الله في التوحيد:

- ‌أولاً: عقيدته في توحيد الله وبيان التوسل الشرعي وإبطال التوسل البدعي:

- ‌ثانيًا: قوله في إثبات الصفات والرد على الجهمية:

- ‌ب- أقوال الإمام أبي حنيفةفي القدر

- ‌ج- أقوال الإمام أبي حنيفةفي الإيمان

- ‌د- قول الإمام أبي حنيفةفي الصحابة

- ‌هـ- نهيه عن الكلام والخصومات في الدين

- ‌المبحث الثالثعقيدة الإمام مالك بن أنس

- ‌أ- قوله في التوحيد:

- ‌ب- قوله في القدر:

- ‌جـ- قوله في الإيمان:

- ‌د- قوله في الصحابة:

- ‌هـ- نهيه عن الكلام والخصومات في الدين:

- ‌المبحث الرابععقيدة الإمام الشافعي

- ‌أ- قوله في التوحيد:

- ‌ب- قوله في القدر:

- ‌جـ- قوله في الإيمان:

- ‌د- قوله في الصحابة:

- ‌هـ- نهيه عن الكلام والخصومات في الدين:

- ‌المبحث الخامسعقيدة الإمام أحمد بن حنبل

- ‌أ- قوله في التوحيد:

- ‌ب- قوله في القدر:

- ‌ج- قوله في الإيمان:

- ‌د- قوله في الصحابة:

- ‌هـ- نهيه عن الكلام والخصومات في الدين:

- ‌الخاتمة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌د- قوله في الصحابة:

الله تعالى، وجه نبيه صلى الله عليه وسلم، من الصلاة إلى بيت المقدس، وأمره بالصلاة إلى الكعبة. وكان المسلمون قد صلوا إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا، فقالوا: يا رسول الله، أرأيت صلاتنا التي كنا نصليها إلى بيت المقدس، ما حالها وحالنا؟

فأنزل الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 143] فسمّى الصلاة إيمانًا، فمن لقي الله حافظًا لصلواته، حافظًا لجوارحه، مؤديًا بكل جارحة من جوارحه ما أمر الله به وفرض عليها - لقي الله مستكمل الإيمان من أهل الجنة، ومن كان لشيء منها تاركًا متعمدًا مما أمر الله به - لقي الله ناقص الإيمان.

قال: وقد عرفت نقصانه وإتمامه، فمن أين جاءت زيادته؟.

قال الشافعي: قال الله، جل ذكره:{وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 124، 125]، وقال:{إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13].

قال الشافعي: ولو كان هذا الإيمان كله واحدًا لا نقصان فيه ولا زيادة - لم يكن لأحد فيه فضل، واستوى الناس، وبطل التفضيل. ولكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله {في الجنة]، وبالنقصان من الإيمان دخل المفرطون النار.

قال الشافعي: إن الله، جل وعز، سابق بين عباده كما سُوبق بين الخيل يوم الرهان. ثم إنهم على درجاتهم من سبق عليه، فجعل كل امرئ على درجة سبقه، لا ينقصه فيها حقه، ولا يقدم مسبوق على سابق، ولا مفضول على فاضل. وبذلك فضل أول هذه الأمة على آخرها. ولو لم يكن لمن سبق إلى الإيمان فضل على من أبطأ عنه - للحق آخر هذه الأمة بأولها» (1).

‌د- قوله في الصحابة:

1 -

أورد البيهقي عن الشافعي أنه قال: «أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل وسبق لهم لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحمهم الله، وهنأهم بما أتاهم من ذلك

(1) مناقب الشافعي (1/ 387 - 393).

ص: 58

ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين، فهم أدوا إلينا سُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشاهدوه والوحي ينزل عليه، فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عامًّا وخاصًّا وعزمًا وإرشادًا، وعرفوا من سُنته ما عرفنا وجهلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد، وورع وعقل، وأمر استدرك به علم واستنبط به وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا والله أعلم» (1).

2 -

وأخرج البيهقي عن ربيع بن سليمان قال: «سمعت الشافعي يقول في التفضيل: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي» (2).

3 -

وأخرج البيهقي عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم (3)

(1) مناقب الشافعي (1/ 442).

(2)

مناقب الشافعي (1/ 432).

(3)

هو محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أبو عبد الله، قال عنه الشيرازي: «صحب الشافعي وتفقه به وحمل في المحنة إلى بغداد إلى ابن أبي دؤاد ولم يجب إلى ما طلب منه ورد إلى مصر

مات في سنة اثنتين وستين ومائتين»، طبقات الفقهاء ص99 وانظر ترجمته في طبقات الشافعية لابن هداية الله ص30 وشذرات الذهب (2/ 154).

ص: 60