المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[المبحث الرابع نموذج من خطب الجمعة للنبي صلى الله عليه وسلم] - خطبة الجمعة في الكتاب والسنة

[عبد الرحمن بن محمد الحمد]

الفصل: ‌[المبحث الرابع نموذج من خطب الجمعة للنبي صلى الله عليه وسلم]

[المبحث الرابع نموذج من خطب الجمعة للنبي صلى الله عليه وسلم]

المبحث الرابع

نموذج من خطب الجمعة للنبي صلى الله عليه وسلم (1) خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الحمد لله أحمده، وأستعينه، وأستغفره، وأستهديه وأومن به ولا أكفره، وأعادي من يكفر به، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق والنور والموعظة والحكمة على فترة من الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس، وانقطاع من الزمان، ودنو من الساعة، وقرب من الأجل. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى وفرط، وضل ضلالا بعيدا.

أوصيكم بتقوى الله، فإنه خير ما أوصى المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة، وأن يأمره بتقوى الله، واحذروا ما حذركم الله نفسه، فإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة.

ومن يصلح الذي بينه وبين ربه من أمره في السر والعلانية لا ينوي إلا وجه الله يكن له ذكرا في عاجل أمره، وذخرا فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم، وما كان سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا من {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30] (2) هو الذي

(1) القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) - 18 - ص98.

(2)

سورة - آل عمران الآية: 30.

ص: 25

صدق قوله وأنجز وعده، لا خلف لذلك، فإنه يقول:{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق: 29](1) فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله، في السر والعلانية فإنه {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5] (2) ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما، وإن تقوى الله توقي مقته، وتوقي عقوبته، وتوقي سخطه. وإن تقوى الله تبيض الوجوه، وترضي الرب، وترفع الدرجة، فخذوا بحظكم، ولا تفرطوا في جنب الله فقد علمكم كتابه، ونهج لكم سبيله، ليعلم الذين صدقوا، ويعلم الكاذبين.

فأحسنوا كما أحسن الله إليكم، وعادوا أعداءه، وجاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتباكم، وسماكم المسلمين، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيي عن بينة، ولا حول ولا قوة إلا بالله فأكثروا ذكر الله تعالى، وأعملوا لما بعد الموت، فإنه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس، ذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه، ويملك من الناس ولا يملكون منه، الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ".

(1) سورة ق - الآية 29.

(2)

سورة الطلاق - الآية 5.

ص: 26