المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[المبحث الثاني الاستماع إلى الخطبة] - خطبة الجمعة في الكتاب والسنة

[عبد الرحمن بن محمد الحمد]

الفصل: ‌[المبحث الثاني الاستماع إلى الخطبة]

أشهد أن لا إله إلا الله، فقال معاوية وأنا، فقال: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال معاوية: وأنا، فلما قضى التأذين قال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المجلس حين أذن المؤذن يقول ما سمعتم مني من مقالتي» .

قال ابن حجر: وفي الحديث من الفوائد: تعلم العلم وتعليمه من الإمام وهو على المنبر وأن الخطيب يجيب المؤذن، وفيه إباحة الكلام قبل الشروع في الخطبة (1) .

[المبحث الثاني الاستماع إلى الخطبة]

المبحث الثاني

الاستماع إلى الخطبة لأهمية خطبة الجمعة شرع الإنصات لها والتدبر لما يذكر فيها وبالمقابل ورد النهي عن الكلام والعبث. فقد روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر» .

(1) ابن حجر (فتح الباري) بشرح صحيح البخاري - ج2 - ص 396.

ص: 21

قوله: إذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر (1) .

استنبط منه الماوردي: أن التبكير لا يستحب للإمام، والمراد بالذكر: ما في الخطبة من المواعظ وغيرها. والمراد بطي الصحف: صحف الفضائل المتعلقة بالمبادرة إلى الجمعة دون غيرها من سماع الخطبة وإدراك الصلاة والذكر والدعاء والخشوع ونحو ذلك فإنه يكتبه الملكان الحافظان.

وروى البخاري: «-إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت» -.

واللغو: ما لا يحسن من الكلام.

ولغوت: خبت من الأجر أو بطلت فضيلة جمعتك، وقيل صارت جمعتك ظهرا.

وفي حديث رواه الإمام أحمد عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال صه فقد تكلم ومن تكلم فلا جمعة له» .

قال العلماء: معناه لا جمعة له كاملة (2) .

وروى الترمذي من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغى» .

(1) صحيح البخاري مع الفتح - ج2 - ص396.

(2)

ابن حجر فتح الباري بشرح صحيح البخاري - ج2 ص408.

ص: 22