المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[المبحث الأول هل تصح الجمعة بدون خطبة] - خطبة الجمعة في الكتاب والسنة

[عبد الرحمن بن محمد الحمد]

الفصل: ‌[المبحث الأول هل تصح الجمعة بدون خطبة]

[الفصل الثالث خطبة الجمعة في السنة المطهرة]

[المبحث الأول هل تصح الجمعة بدون خطبة]

الفصل الثالث

خطبة الجمعة في السنة المطهرة المبحث الأول

هل تصح الجمعة بدون خطبة. . .؟ يشترط للجمعة خطبتان وهذا مذهب الشافعي.

- وقال مالك وغيره يجزئه خطبة واحدة.

الوجه الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب خطبتين وقد قال: «صلوا كما رأيتموني أصلي» ولأنهما أقيمتا مقام الركعتين في الظهر فكل خطبة مكان ركعة فالإخلال بأحدهما كالإخلال بإحدى الركعتين.

ويشترط لكل من الخطبتين:

حمد الله تعالى والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يقرأ شيئا من القرآن؛ ويحتمل أن قراءة القرآن تكفي في إحداهما لما روى الشعبي قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة استقبل الناس فقال: السلام عليكم، ويحمد الله ويثني عليه ويقرأ سورة ثم يجلس ثم يقوم فيخطب ثم ينزل. وكان أبو بكر وعمر يفعلانه» رواه الأثرم (1) .

(1) ابن قدامة (المغني) ج2، ص305.

ص: 19

وقال الخرقي: ويحتمل أن لا يجب شيء سوى حمد الله والموعظة لأن ذلك يسمى خطبة ويحصل به المقصود فأجزأ وما عداه ليس على اشتراطه دليل.

وفي صحيح مسلم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن أخت لها قالت: «ما أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق: 1] إلا من رسول الله يوم الجمعة وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة» .

قال البخاري: (باب الخطبة على المنبر)، وقال أنس رضي الله عنه:«خطبنا النبي على المنبر» : يشرع للإمام إذا خرج على الناس وصعد المنبر أن يسلم عليهم قائلا: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) وقد ورد حديث رواه ابن ماجه عن جابر رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر سلم» .

فهذا الحديث يدل على مشروعية التسليم من الخطيب على الناس بعد أن يرقى المنبر وقبل أن يؤذن المؤذن (1) كما يشرع للإمام أن يجيب المؤذن. فقد روى البخاري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: «سمعت معاوية بن أبي سفيان وهو جالس على المنبر أذن المؤذن قال: الله أكبر. . الله أكبر، قال معاوية: الله أكبر. . . الله أكبر، فقال:

(1) البغوي (شرح السنة) ج4 ص 242.

ص: 20