المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[المبحث الثالث صفة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم] - خطبة الجمعة في الكتاب والسنة

[عبد الرحمن بن محمد الحمد]

الفصل: ‌[المبحث الثالث صفة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم]

قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن، والعمل عليه عند أهل العلم: كرهوا الرجل أن يتكلم والإمام يخطب، وقالوا إن تكلم غيره فلا ينكر عليه إلا بالإشارة.

واختلفا في رد السلام وتشميت العاطس، فرخص بعض أهل العلم في رد السلام وتشميت العاطس والإمام يخطب وهو قول أحمد وإسحاق. وكره بعض أهل العلم من التابعين وغيرهم ذلك وهو قول الشافعي (1) .

[المبحث الثالث صفة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم]

المبحث الثالث

صفة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم عن جابر عن عبد الله رضي الله عنهما «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: " صبحكم ومساكم "، ويقول: " بعثت أنا والساعة كهاتين " ويقرن بين أصابعه السبابة والوسطى ويقول: -أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة في ضلالة» . رواه مسلم.

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كنت أصلي مع رسول الله فكان صلاته قصدا وخطبته قصدا» . رواه مسلم.

(1) المباركفوري (تحفة الأحوذي) شرح جامع الترمذي - ج3 - ص40.

ص: 23

والمعنى: أنها معتدلة بين الطول الظاهر والتخفيف الماحق.

وروى مسلم عن أبي وائل قال: «خطبنا عمار فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست فقال: إني سمعت رسول الله يقول: إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا» .

ومعنى: تنفست: أطلت قليلا.

ومئنة بمعنى: علامة دالة على فقهه.

إن بعضا من الخطباء درج الإطالة في الخطبة مما قد يدعو إلى السأم والملل، والسنة الإيجاز والاختصار بعيدا عن الإخلال من الاهتمام بالموضوع الذي سوف يطرحه الخطيب، ومن المستحسن في نظري أن تكون الخطبة في الأحوال العادية في حدود عشرين دقيقة، ومن المهم مراعاة الحاضرين فقد يكون بعض المسلمين في برد شديد خارج المكان الدافئ كما أنهم قد يكونون في حر شديد خارج المكان المكيف كما أن بعضهم قد يجيء مبكرا إلى المسجد وقد يضايقه البول إذا ما أطيلت الخطبة، وقد وردت النصوص تحث على مراعاة الناس وعدم الإثقال عليهم فقد يكون فيهم الضعيف الذي لا يتحمل الإطالة وقد يكون فيهم صاحب حاجة يتضرر بالتأخير، والاعتدال هو المطلوب فلا تكون الخطبة قصيرة جدا فيها إخلال ولا طويلة جدا فيها إملال.

ص: 24