المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الدرس الرابع أقسام التوحيد] - الأحكام الملمة على الدروس المهمة لعامة الأمة

[عبد العزيز بن داود الفايز]

الفصل: ‌[الدرس الرابع أقسام التوحيد]

[الدرس الرابع أقسام التوحيد]

الدرس الرابع أقسام التوحيد: 1 - توحيد الألوهية.

2 -

توحيد الربوبية.

3 -

توحيد الأسماء والصفات.

ص: 30

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[الشرح]

والخوف، والرجاء، والتوكل والدعاء وغير ذلك من أنواع العبادة، وهذا النوع الذي أنكره المشركون (1) .

أقسام الشرك ثلاثة: شرك أكبر

شرك أصغر

شرك خفي

فالشرك الأكبر يوجب: حبوط العمل، والخلود في النار، كما قال تعالى:{وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 88](2) وقال سبحانه: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} [التوبة: 17](3) .

وأن من مات عليه فلن يغفر الله له، والجنة عليه حرام، كما قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48](4) . وقال سبحانه: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72](5) . ومن أنواعه: دعاء الأموات والأصنام،

(1) الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد، ص9.

(2)

الأنعام، آية 88.

(3)

التوبة، آية 17.

(4)

النساء، آية 48.

(5)

المائدة، آية 72.

ص: 31

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[الشرح]

والاستغاثة بهم، والنذر لهم، والذبح لهم، ونحو ذلك.

أما الشرك الأصغر: فهو ما ثبت بالنصوص من الكتاب أو السنة تسميته شركا، لكنه ليس من جنس الشرك الأكبر: كالرياء في بعض الأعمال، والحلف بغير الله، وقول ما شاء الله وشاء فلان، ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال: الرياء» رواه الإمام أحمد والطبراني، والبيهقي، عن محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه بإسناد جيد، ورواه الطبراني بأسانيد جيدة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم:«من حلف بشيء دون الله فقد أشرك» رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما

ص: 32

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[الشرح]

شاء الله ثم شاء فلان» أخرجه أبو داود بإسناد صحيح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

وهذا النوع لا يوجب الردة، ولا يوجب الخلود في النار، ولكنه ينافي كمال التوحيد.

أما النوع الثالث: وهو الشرك الخفي: فدليله قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى. قال: الشرك الخفي. . . يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته، لما يرى من نظر الرجل إليه» رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

ويجوز أن يُقسم الشرك إلى نوعين فقط: أكبر وأصغر.

أما الشرك الخفي فإنه يعمهما. فيقع في الأكبر كشرك المنافقين لأنهم يخفون عقائدهم الباطلة، ويتظاهرون بالإسلام رياء وخوفا على أنفسهم. ويكون في الشرك الأصغر كالرياء كما في حديث محمود بن لبيد الأنصاري المتقدم وحديث أبي سعيد المذكور. . . والله ولي التوفيق.

لما انتهى المؤلف حفظه الله تعالى من أقسام التوحيد وأقسام الشرك، شرع في أركان الإسلام الخمسة. فقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» (1) .

قوله: ((بُني الإسلام على خمس)) أي خمس دعائم. . وفي رواية: ((بني الإسلام على خمسة)) أي خمسة أركان،

(1) رواه البخاري ومسلم.

ص: 33