الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم
السؤال
ما حكم زيارة المدينة؟ وكيف يكون السلام على النبي صلى الله عليه وسلم؟ وما حكم اصطحاب النساء معنا في الزيارة؟
الجواب
النساء يسافرن السفر الواجب والمسنون مع الشروط الشرعية مع ذي محرم، فالمرأة التي تسافر للحج إذا كان واجباً عليها كحجة الإسلام، وكذلك إذا كان الحج أو العمرة تطوعاً فلها أن تسافر، وتشد الرحل لأنه في عمل طاعة، وكذلك زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم هي من الطاعة ومن القربات، فللمرأة أن تسافر مع محرمها لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا شيء في ذلك، بل لها الأجر كما لمحرمها أو وليها -إن شاء الله تعالى-.
أما زيارة القبور إذا وصلت إلى المدينة، فليس لها أن تذهب إلى البقيع، وإلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتزاحم الرجال، وتذهب إلى قبور أخرى، وإذا كنا نحن الرجال يجوز لنا أن ننوي بالزيارة زيارة مسجده صلى الله عليه وسلم لا زيارة قبره، فما بالك بالنساء اللاتي نهين عن زيارة القبور على أصح قولي العلماء.
وأما الرجل فإنه يزور القبور كما أمر وشرع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى عند السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه بأدب وبتوقير، كما كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يفعل:[[السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه]]، ويسلم على أهل البقيع بما ورد، ويسلم على شهداء أحد كما ورد، ويزور القبور كما نفعل نحن في مكة قبل أن نرحل ونسافر، ولا نتجاوز ما ورد في ذلك.
وأما زيارة قبور النساء فقد ورد النهي فيها، ولهذا قلت: على أصح قولي العلماء، فلو أنها - مثلاً- في مكة، فعلى القول الراجح الصحيح لا تزور القبور في مكة، ولكن البعض يفهم أنه لا تشد الرحال لزيارة المدينة، فنقول: لا، إذا شددت الرحل لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يجوز، ولو أن أحداً من الرجال شد الرحل لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يكون مبتدعاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد} أي: لزيارة المسجد لا القبر، فالمرأة حكمها بذلك حكم الرجل، فهذا سفر سنة، وشد الرحل سنة وقربى من القربات، فتذهب معه إلى المدينة، وتزور معه المدينة وتزور مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وتصلي فيه كالرجل، لكن لا تذهب إلى القبور، بل يذهب الرجل وحده وهي لا تذهب.