الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
السؤال
من معاني محبته صلى الله عليه وسلم محبة أهل بيته حتى ولو كانوا على غير هداه صلى الله عليه وسلم، كيف تردون على هذا؟
الجواب
محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، هي تبع لمحبته صلى الله عليه وسلم، وهي مما يقره أهل السنة والجماعة ويؤمنون به، وإمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لما ضربه المعتصم وعذبه وآذاه في ذات الله عز وجل، حتى أنه ضُرب فانفتقت خاصرته وخرجت منها أمعاؤه، وكاد أن يقضى عليه، فجاءه بعض أصحابه وأصفيائه، وقالوا له: يا إمام! لم لا تدع الله على هذا الظالم؟ وكان الإمام أحمد معروفاً عنه في أصحابه وفي من عاشره أنه كان مجاب الدعوة لصلاحه ولفضله ولاقتدائه بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا يرون أنه لو دعاء على هذا الظالم لاستجاب الله تعالى دعوته، هكذا ظنهم في الإمام أحمد، لما يرون فيه من شدة التمسك بالسنة، فقالوا: ادع الله على هذا الظالم -أي المعتصم - فقال الإمام أحمد: 'لا أفعل ذلك، فإنني قد استغفرت له، ودعوت الله أن يغفر له لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم' فانظروا إلى محبة أهل السنة لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم حتى وهو يفعل ذلك؛ فلقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم جعلته يقول أنا أغفر للمعتصم ذلك، ولا أطالبه بشيءٍ ولا أدعو عليه؛ بل لا أطالبه أمام الله عز وجل لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكثر الناس حباً -المحبة الحقيقية الشرعية- لآل البيت هم أهل السنة والجماعة.
وأما غيرهم فإنه: إما عظمهم وألههم، وإما كفرهم وفسقهم -والعياذ بالله- لكن من خرج من آل البيت عما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لا ينفعه ذلك فهذا عمه أبو طالب الذي حمى الدعوة ونصرها وأيدها، لمّا لم يذعن لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة، لم يكن من المؤمنين، فكل من خرج عن دين النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفعه ذلك، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة بنت محمد يا كذا يا كذا لا أغني عنك من الله شيئاً، فكل من خرج عن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مهما كانت قرابته فإن ذلك النسب لا ينفعه أبداً، ولا ينفعه إلا أن يكون على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وأولى الناس بأن يقتدوا به صلى الله عليه وسلم، وأن يدافعوا عن سنته وأن يمنعوا الابتداع في الدين هم آل بيته صلى الله عليه وسلم.
فنحن نعرف لهم حقهم وقدرهم، كما أوصانا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، ونطيع وصيته فيهم، ولكن أيضاً نوصيهم وندعوهم ونأمرهم بما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم به من تقوى الله والتمسك بالسنة وعدم الخروج عليها، فهذا أيضاً من حق آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا، فإذا جيء بمن ألحد أو أشرك منهم فلا كرامة له حينئذٍ لأننا عرضناه على ميزان رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه بريئاً منه تمام البراءة فإذاً نحن كذلك نتبرأ منه.