الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صور من قيام السلف الصالح رحمهم الله
.
1 -
عن انس رضى الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال: ((ما هذا)) فقالوا هذا حبل لزينب تطرد عن نفسها النعاس. فقال ((حلوه، ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد)) (1) ومن هذا الحديث يتبين لنا مدى الاجتهاد الذى كان عليه السلف الصالح فهذه أم المؤمنين زينب تربط حبلا بين عمودين من أعمدة المسجد، وتقيم الليل فإذا غلبها النعاس قامت فتعلقت فى هذا الحبل
(1) - متفق عليه.
لتطرد عن نفسها النعاس.
2 -
وعن عبد الله بن قيس قال: دخلت على أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها فقالت: ياعبد الله لا تدع قيام الليل، فان النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى وهو قاعد ((1))
3 -
وعنه أيضا انه سأل عائشة رضى الله عنها: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر أم يسر فى قيام الليل؟ قالت كل ذلك فعل ((2))
4 -
وفى مستدرك الحاكم بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أبى بكر وهو يتهجد خافضا صوته، ثم مر
(1) - رواه أبو داود بإسناد صحيح.
(2)
- رواه الحاكم فى المستدرك بسند صحيح.
بعمر وهو قائم يرفع صوته، فسأل أبى بكر فقال: يا رسول الله لقد أسمعت من ناجيت، وسأل عمر فقال: لأطرد الشيطان، وأوقظ السنان - يعنى النائم - فقال لأبى بكر:((أرفع قليلا)) وقال لعمر: ((أخفض قليلا))
5 -
وفى موطأ الإمام مالك عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: كان عمر يصلى فى الليل حتى إذا كان أخر الليل أيقظ أهله وقرأ ((وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا يسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى))
6 -
وفى صحيح البخاري، ومسند أحمد عن أبى عثمان النهدى فال: تضيفت أبا هريرة سبعة أيام - أي نزلت ضيفا
عليه - فكان هو وزوجته وخادمه يقتسمون الليل ثلاثا. الزوجة ثلثا، وخادمه ثلثا، وأبى هريرة ثلثا ..
7 -
وفى تذكرة الحفاظ للذهبي أن سليمان التيمى كان عنده زوجتان كانوا يقتسمون الليل أثلاثا.
8 -
الحسن بن صالح - وهو من رجال مسلم - كان يقتسم الليل هو وأخوه وأمه أثلاثا، فماتت أمه فاقتسم الليل هو وأخوه على، فمات أخوه فقام الليل بنفسه.
9 -
الحسن بن صالح كان عنده جارية فباعها فأيقظتهم فى الليل، فقالوا: أسفرنا - يعنى طلع الفجر - فقالت لا ألا تتهجدوا؟ فقالوا لا نقوم ألا لصلاة الفجر، فجاءت إلى الحسن
تبكى، وتقول: ردني لقد بعتني لأناس لا يصلون ألا الفريضة! فردها.
10 -
أبو سليمان لداراني يقول: والله لولا قيام الليل ما أحببت الدنيا، والله أن أهل الليل فى ليلهم ألذ من أهل اللهو فى لهوهم، وانه لتمر بالقلب ساعات يرقص فيها طربا بذكر الله، فأقول: أن كان أهل الجنة فى مثل ما أنا فيه من النعيم انهم لفي نعيم عظيم.
11 -
رياح بن عمرو القيسى تابعى جليل تزوج امرأة يقال لها (زؤابة) فلما جاء النهار فأراد أن يختبرها فقامت تعجن
عجينها فقال: أحضر لك أمة؟ قالت أنا تزوجت رياحا ولم أتزوج جبارا عنيدا، فلما حاء الليل تناوم رياح فقامت ربع الليل فقالت: يا رياح قم، فقال: أقوم، وظل نائما، فقامت الربع الثاني وقالت يا رياح قم فقال أقوم، وظل نائما، فمضى الربع الثالث فقالت: يا رياح قم، فقال أقوم، فدخل الربع الرابع فقالت يا رياح قد عسكر المعسكرون، وفاز المحسنون، يا ليت شعري من غرني بك؟!.وكانت إذا دخل الليل فى أجمل هيئة، فإذا كان له بها حاجة أصابها ثم تفرغا لعبادة الله.
12 -
محمد بن واسع كان إذا جن عليه الليل يقوم ويتهجد يقول أهله: كان حاله كحال من قتل أهل الدنيا جميعا
13 -
أبو إسحاق الشيرازي كان إذا جاءه الليل يقوم ويناجى ربه ويقول:
لبس ثوب الرجا والناس قد رقدوا
…
وقمت أشكو إلى مولاي ما أجدوا
وقلت ياعدتى من كل نائبة
…
ومن عليه فى كشف الضر أعتمد
أشكو إليك أمورا أنت تعلمها
…
ما لي على حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل معترفا
…
إليك يا خير ما مدت إليه يد
فلا تردها يا رب خائبة
…
فبحر جودك يروى كل من يرد
يردده ويبكى.
14 -
روى أن مالك بن دينار بات ليلة يردد هذه الآية حتى أصبح ((أم حسب الذين اجتروا السيئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات)) (1)
(1) - سورة الجاثية الآية (21)
15 -
عن زائدة قال: صليت مع أبى حنيفة فى مسجد عشاء الآخرة، وخرج الناس ولم يعلم أنى فى المسجد، وأردت أن أسأله عن مسألة من حيث لا يراني أحد، فقام فقرأ وقد أفتتح الصلاة حتى بلغ هذه الآية ((فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم)) (1) فأقمت فى المسجد أنتظر فراغه. فلم يزل يرددها حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر.
(1) - سورة الطور الآية (27)