الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب النواسخ لحكم المبتدأ والخبر
وهي ثلاثة: "كان وأخواتها، وإنَّ وأخواتها، وظننت وأخواتها ".
الأول كان وأخواتها فأما كان وأخواتها وما تصرف منها، فإنها ترفع الاسم
وتنصب الخبر، وهي ثلاثة أقسام:
ما يعمل هذا العمل من غير شرط، وهو "كان وأمسى وأصبح وأضحى وظلَّ
وبات وصار وليس ".
وما يعمل بشرط تقدّم نفي أو نهيّ أو دعاء، وهو"ما زال وما فتئَ وما انفكَّ وما برح ".
وما يعمل بشرط تقدم ما المصدرية الظرفية، وهو:"ما دام " خاصة، كـ "أعط ما دمت مصيباً درهما"، وكلها يجوز فيها تقدم الخبر على الاسم نحو (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)
و............... فَلَيْسَ سَوَاءً عَالِمٌ وَجَهُولُ
…
الطويل
وكذا على الفعل، نحو "قائما كان زيد، وشديدا أصبحِ البرد"، إلا خبر "ليس، وما دام " فلا يتقدمهما، ومتى كان الخبر استفهاماَ وجب تقديمه نحو"أين كان زيد"، "ومتى كان القيام "، وإن قدر في جميع هذه الأفعال ضمير الشأن كان الخبر مرفوعا وكان خبرهن جملة، نحو "كان زيدا قائم "، وأكثر ما يستعمل هذا المعنى عند التفخيم والتعظيم.
فصل
ومثل كان " كاد، وكرب، وأوشك، وعسى، وحرى، واخلولق، وطفق، وأخذ، وشرع، وأنشأ، وجعل " فيحكم أبدا على مواضع أخبار هذه الأفعال بالنصب
وقد يظهر في اللفظ.
ومثل ليس "ما النافية" عند الحجازيين إن تقدم الاسم ولم يسبق بإن الزائدة، ولا بمعمول الخبر إلا إذا كان ظرفاً أو مجروراً، ولم يسبق الخبر بإلا نحو "ما زيد قائماً"، و (مَا هَذَا بَشَراً) ، "وما عندك عمرو مقيماً، وما بي أنت رحيماً"
بخلاف "مامسيءٌ من أعتب "، و
..... مَا إِنْ أَنْتمُ ذَهَبٌ.................
............... وَمَا كُل مَنْ وَافَى مِنىً أَنا عَارِفُ
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُول)
الثاني: "إِنَّ وأخواتها"؛ فتنصب الاسم وترفع الخبر، وهي:"إنَّ وأَنَّ ولَكِنَّ وكأنَّ وليت ولعَلِّ " ولا يتقدم فيهن الخبر على الاسم إلا إِن كان ظرفاً أو مجروراً، نحو (إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً) ، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً) ،
وإن اقترنت بهنَّ ما الحرفية بطل عملهنَّ نحو (إِنما اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ) ،
إلا "ليت "؛ فيجوز الأمران.
الثالث: "ظنَنْتُ وأخواتها"؛ فتنصب المبتدأ والخبر مفعولين، وهي:"ظننت وحَسِبْتُ وخِلْتُ وزَعَمْتُ ورَأَيْتُ وعَلِمْتُ ووجَدْتُ "، نحو " ظننت زيداً فاضلاً، وعلمت القاضي عادلاً" هذا إن وقعت قبل المفعولين، فإن وقعت بينهما جاز الإِعمال والإِلغاء،
والإِعمال أجود، نحو "زيداً ظننت قائماً"، وإن وقعت بعدهما جاز الوجهان والإِلغاء أجود، نحو " الجود محبوبٌ رأيتُ "، ويجوز ترك المفعولين لدليل، نحو (أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) ،
وإن وليهن: "ما ولا وإن النافيات أو لام الابتداء
أو لام القسم أو الاستفهام " بطل عملهن في اللفظ، ويسمى ذلك تعليقاً، وهو: إبطال العمل لفظاً وإبقاؤه محلاً، نحو "علمت ما زيدٌ قائمٌ، وعلمت والله لا زيد في الدار ولا عمرو، وعلمت والله إن زيدٌ قائمٌ، وعلمت لزيدٌ قائمٌ، وعلمت أيهم أفضل.