الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
258 - بَابُ الِاسْتِنْثَارِ حِينَ الِاسْتِيقَاظِ
1619 -
حَدِيثُ أَبِي هريرةَ:
◼ عَنْ أَبِي هريرةَ رضي الله عنه، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ [فَتَوَضَّأَ] فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِهِ (خَيْشُومِهِ)» .
[الحكم]:
متفق عليه (خ، م)، دونَ الزيادةِ؛ فللبُخاريِّ وحدَه.
[الفوائد]:
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ:
1 -
"الخَيْشُوم" بفتحِ الخاءِ المعجمةِ وبسكونِ الياءِ التحتانيةِ وضم المعجمةِ وسكون الواو، هو: الأنفُ، وقيلَ: المَنْخِر.
2 -
وقوله: "فَلْيَسْتَنْثِرْ" أكثرُ فائدةً مِن قوله: فَلْيَسْتَنْشِقْ؛ لأن الاستنثارَ يقعُ على الاستنشاقِ بغيرِ عكسٍ، فقد يستنشقُ ولا يستنثرُ، والاستنثارُ من تمام فائدة الاستنشاق؛ لأن حقيقةَ الاستنشاقِ: جذْبُ الماء بريح الأنف إلى أقصاه، والاستنثارُ: إخراجُ ذلك الماء. والمقصودُ من الاستنشاقِ تنظيفُ داخلِ الأنفِ، والاستنثارُ يخرج ذلك الوسخ مع الماء؛ فهو من تمامِ الاستنشاقِ.
3 -
ظاهرُ الحديثِ أنَّ هذا يقعُ لكلِّ نائمٍ، ويحتملُ أن يكونَ مخصوصًا
بمن لم يحترسْ من الشيطانِ بشيءٍ من الذِّكرِ. (فتح الباري 6/ 343).
4 -
قال شيخُ الإسلامِ: "وأما نهيُه صلى الله عليه وسلم أن يغمسَ القائمُ من نومِ الليلِ يدَه في الإناءِ قبل أن يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فهو لا يقتضي تنجيسَ الماءِ بالاتفاقِ، بل قد يكون لأنه يؤثر في الماء أثرًا، وأنه قد يفضي إلى التأثيرِ، وليس ذلك بأعظمَ من النهي عن البولِ في الماءِ الدائمِ، وقد تقدَّمَ أنه لا يدلُّ على التنجيسِ. وأيضًا ففي الصحيحين عن أبي هريرةَ: ((إذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ بِمَنْخِرَيْهِ مِنَ المَاءِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيْشُومِهِ))، فعُلِمَ أن ذلك الغسل ليس مُسبَّبًا عن النجاسةِ، بل هو مُعلَّلٌ بمبيتِ الشيطانِ على خيشومِهِ. والحديثُ المعروفُ: ((فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ)) يمكنُ أن يرادَ به ذلك، فتكون هذه العلةُ مِن العِللِ المؤثِّرةِ التي شَهِدَ لها النَّصُّ بالاعتبارِ"(مجموع الفتاوى 21/ 45).
[التخريج]:
[خ 3295 (والزيادة والرواية له) / م 238 (واللفظ له) / ن 93/ كن 114/ حم 8622/ خز 159/ عه 747/ بغ 212/ مسن 564/ هق 228/ ضح (2/ 212) / طهور 285/ محلى (1/ 208، 209) / بحر (صـ 107) / حداد 269/ غيب 2064].
[السند]:
قال البُخاريُّ: حدثني إبراهيمُ بنُ حمزةَ، قال: حدثني ابنُ أبي حازمٍ، عن يَزيدَ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ، عن عيسى بنِ طلحةَ، عن أبي هريرةَ، به.
يزيدُ هو: ابنُ عبدِ اللهِ بنِ أسامةَ بنِ الهادِ، ومحمدُ بنُ إبراهيمَ هو التَّيميُّ.
وقال مسلمٌ: حدثني بِشْرُ بنُ الحَكَمِ العَبْديُّ، حدثنا عبدُ العزيزِ -يعني: الدَّراوَرْديَّ-، عنِ ابنِ الهَادِ، به.
[تنبيه]:
في القلبِ من هذا الحديثِ شيءٌ؛ وذلك أن المحفوظَ عن أبي هريرةَ مِن أربعةَ عشرَ طريقًا عنه بلفظ: ((إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ)). كذا رواه عن أبي هريرةَ: الأعرجُ، وأبو سلَمةَ، وعبدُ اللهِ بنُ شَقِيقٍ، وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ، وهَمَّامُ بنُ مُنَبِّهٍ، وابنُ سِيرِينَ، وابنُ المُسَيِّبِ، وأبو صالحٍ، وأبو رَزِينٍ، وعبدُ الرحمنِ بنُ يعقوبَ، وثابتٌ مولى عبدِ الرحمنِ بنِ زيدٍ، وأبو مريمَ الأنصاريُّ، وموسى بنُ يَسارٍ، وعمَّارُ بنُ أبي عمَّارٍ.
خالَفَهم جميعًا: عيسى بنُ طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ، فرواه عن أبي هريرةَ بلفظ:«إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ [فَتَوَضَّأَ] فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِهِ» .
ولم نجدْ له متابِعًا، ولا شاهِدًا. والله تعالى أعلم.