الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرابع: أمْر الله تعالى بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحريم عصيانه:
يعلم كل من تلا القرآن الكريم؛ أن الله تعالى أمر فيه بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، طاعة مطلقة، لا تردد فيها، ولا تلكؤ.
فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله تعالى وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 33].
فكيف نطيع الله الذي أمر بطاعة الرسول، إذا لم نعلم ما أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم، وما نهى عنه في سنته؟؟
وأوجب الله تعالى الأخْذ بما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].
وعليه؛ فلا يمكن لأحد من المسلمين أن يتم دينه إلا يأخذ بما آتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أمرنا الله تعالى بذلك، إذا لم نأخذ بسنته؟!؟
ولذلك؛ ألزم الله تعالى الذين يحبونه، أن يتبعوا رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم} [آل عمران: 31].
فكيف يتم الحب والاتباع .. إذا لم نعرف سنة نبينا؟!؟ ولازم هذا، أن من لا يأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحب الله تعالى، ولو خطب بذلك على المنابر، وألف في ذلك القصائد .. فشهادة الله تحكم بكذب من يدعي حبه ولا يتبع رسوله، ولا يأخذ عنه صلى الله عليه وسلم.
وأمرنا الله تعالى باتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقال تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله تعالى أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
…
} [الأحزاب: 21].
فكيف تتم الأسوة .. إذا لم ندرس سنته، ونتعلم سيرته صلى الله عليه وسلم؟!؟
ولقد أوضح الله عز وجل في القرآن الكريم؛ أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي طاعة الله تعالى، وعصيان الرسول صلى الله عليه وسلم عصيان الله تعالى، قال تعالى:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء: 80].
وحرم الله تعالى عصيان رسوله صلى الله عليه وسلم، تحريماً شديداً، وخص رسوله صلى الله عليه وسلم دون نفسه سبحانه، ذلك في آيات كثيرة منها.
قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ الله تعالى حَدِيثًا} [النساء: 42].