الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى عباد الله الصالحين
ثم شرع له أن يسلم على عباد الله الذين اصطفى بعد تقدم الحمد والثناء عليه بما هو أهله فطابق ذلك قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل: 59] وكأنه امتثال له.
وأيضًا فإن هذه تحية المخلوق فشرعت بعد تحية الخالق وقدم في هذه التحية أولى الخلق بها، وهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي نالت أمته على يده كل خير، وعلى نفسه بعده، وعلى سائر عباد الله الصالحين وأخصهم بهذه التحية الأنبياء، ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع عمومها لكل عبد لله صالح في الأرض والسماء.
شهادة الحق
ثم شرع له بعد ذكر هذه التحية والتسليم على من يستحق التسليم خصوصًا وعمومًا أن يشهد شهادة الحق التي بنيت عليها الصلاة، وهي حق من حقوقها ولا تنفعه إلا بقرينتها وهي شهادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة
وختمت بها الصلاة، كما قال عبد الله بن مسعود (فإذا قلت ذلك فقد قضيت صلاتك فإن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد (1).
وهذا إما أن يحمل على قضاء الصلاة حقيقة كما يقوله الكوفيون، أو على مقاربة انقضائها ومشارفته كما يقوله أهل الحجاز وغيرهم.
وعلى التقديرين فجعلت شهادة الحق خاتمة الصلاة كما شرع أن تكون خاتمة الحياة، فمن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة (2). وكذلك شرع للمتوضئ أن يختم وضوءه بالشهادتين (3).
(1) رواه أبو داود وكتاب الصلاة باب التشهد (1/ 254) والدارقطني كتاب الصلاة، باب صفة التشهد (1/ 353).
(2)
إشارة إلى حديث معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كا ن آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» وقد أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب في الثقلين (3/ 190).
(3)
إشارة إلى حديث عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من توضأ فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» رواه مسلم كتاب الطهارة باب الذكر المستحب عقب الوضوء (1/ 210).