الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اهدنا الصراط المستقيم
ثم يشهد الداعي بقوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} شدة فاقته وضرورته إلى هذه المسألة التي ليس هو إلى شيء أشد فاقة وحاجة منه إليها البتة، فإنه محتاج إليه في كل نفس وطرفة عين، وهذا المطلوب من هذا الدعاء لا يتم إلا بالهداية إلى الطريق الموصل إليه سبحانه، والهداية فيه وهي هداية التفصيل وخلق القدرة على الفعل وإرادته وتكوينه وتوفيقه لإيقاعه له على الوجه المرضي المحبوب للرب سبحانه وتعالى، وحفظه عليه من مفسداته حال فعله وبعد فعله.
أمور الهداية
ولما كان العبد مفتقرًا في كل إلى هذه الهداية في جميع ما يأتيه ويذره من:
1 -
أمور قد أتاها على غير الهداية، فهو يحتاج إلى التوبة منها.
2 -
وأمور هُدي إلى أصلها دون تفصيلها.
3 -
أو هدي إليها من وجه دون وجه فهو يحتاج إلى إتمام الهداية فيها ليزداد هدى.
4 -
وأمور هو يحتاج إلى أن يحصل له من الهداية فيها بالمستقبل مثل ما حصل له في الماضي.
5 -
وأمور هو خال عن اعتقاد فيها، فهو يحتاج إلى الهداية فيها.
6 -
وأمور لم يفعلها فهو يحتاج إلى فعلها على وجه الهداية.
7 -
وأمور قد هدي إلى الاعتقاد الحق والعمل الصواب فيها، فهو محتاج إلى الثبات عليها.
إلى غير ذلك من أنواع الهدايات فَرَضَ (1) الله سبحانه عليه أن يسأله هذه الهداية في أفضل أحواله مرات متعددة في اليوم والليلة.
ثم بين أن أهل هذه الهداية هم المختصون بنعمته دون «المغضوب عليهم» وهم الذين عرفوا الحق، ولم يتبعوه ودون «الضالين» وهم الذين عبدوا الله بغير علم، فالطائفتان اشتركتا في القول في خلقه وأمره وأسمائه وصفاته بغير علم، فسبيل المنعم عليه مغايرة لسبيل أهل الباطل كلها علمًا وعملاً.
(1) جواب "لما" السابق أول الفقرة.