المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أصل الإنسان ولما خلق الله سبحانه العبد من الأرض، كان جديرًا - ذوق الصلاة عند ابن القيم

[عادل الزرقي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الرسالة الأولى

- ‌حقيقة الصلاة

- ‌الصلاة مأدبة وغيث

- ‌الصدور من المأدبة

- ‌تجديد الدعوة

- ‌الغفلة قحط

- ‌عاقبة الغفلة

- ‌يبوسة القلب

- ‌مطر القلب

- ‌استعمال الجوارح

- ‌جوارح الطاعة

- ‌جوارح المعصية

- ‌جوارح البطالة

- ‌وافد الملك

- ‌كرم الملك

- ‌سبب القرب

- ‌طهارة القدوم

- ‌استقبال القبلة

- ‌حقيقة التكبير

- ‌دعاء الاستفتاح

- ‌الاستعاذة بالله

- ‌القراءة

- ‌طعم الصلاة

- ‌الحمد لله

- ‌رب العالمين

- ‌الرحمن الرحيم

- ‌مالك يوم الدين

- ‌إياك نعبد وإياك نستعين

- ‌اهدنا الصراط المستقيم

- ‌أمور الهداية

- ‌الناس والهداية

- ‌مشروعية التأمين

- ‌الركوع

- ‌الاعتدال من الركوع

- ‌السجدة الأولى

- ‌سجود القلب

- ‌أسماء الصلاة

- ‌الاعتدال من السجود

- ‌الجلوس بين السجدتين وذوقه

- ‌جماع الخير

- ‌السجدة الثانية

- ‌جلوس التشهد

- ‌التحيات لله

- ‌والصلوات

- ‌والطيبات

- ‌السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى عباد الله الصالحين

- ‌شهادة الحق

- ‌انقضاء الصلاة

- ‌الإقبال على الله

- ‌تسليم النفس

- ‌صورة الصلاة

- ‌قرة العين

- ‌راحة الصلاة

- ‌الرسالة الثانية

- ‌إقامة الصلاة

- ‌أقسام المصلين

- ‌قدر الصلاة

- ‌استفتاح الصلاة

- ‌الاستعاذة

- ‌الحمد لله رب العالمين

- ‌الرحمن الرحيم

- ‌مالك يوم الدين

- ‌إياك نعبد وإياك نستعين

- ‌اهدنا الصراط المستقيم

- ‌أمور الهداية

- ‌التأمين

- ‌الركوع

- ‌الاعتدال من الركوع

- ‌السجود

- ‌أصل الإنسان

- ‌سنن السجود

- ‌تكرار السجود

- ‌الجلوس بين السجدتين

- ‌جلسة التشهد

- ‌التحيات

- ‌السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى عباد الله الصالحين

- ‌الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الاستعاذة من مجامع الشر

- ‌الدعاء قبل السلام

- ‌الرسالة الثالثة

- ‌المشهد الأول: الإخلاص:

- ‌المشهد الثاني: مشهد الصدق والنصح:

- ‌المشهد الثالث: مشهد المتابعة والاقتداء:

- ‌المشهد الرابع: مشهد الإحسان:

- ‌المشهد الخامس: مشهد المنة:

- ‌المشهد السادس: مشهد التقصير:

الفصل: ‌ ‌أصل الإنسان ولما خلق الله سبحانه العبد من الأرض، كان جديرًا

‌أصل الإنسان

ولما خلق الله سبحانه العبد من الأرض، كان جديرًا بأن لا يخرج عن أصله، بل يرجع إليه إذا تقاضاه الطبع والنفس بالخروج عنه، فإن العبد لو ترك طبعه ودواعي نفسه لتكبر وأشر، وخرج عن أصله الذي خلقه منه، ولَوثبَ على حق ربه من الكبرياء والعظمة، فنازعه إياهما، وأُمر بالسجود خضوعًا لعظمة ربه وفاطره، وخشوعًا له وتذللا بين يديه، وانكسارًا له فيكون هذا الخشوع والخضوع والتذلل ردًا له إلى حكم العبودية ويتدارك ما حصل له من الهفوة والغفلة والإعراض الذي خرج به عن أصله.

فتمثل له حقيقة التراب الذي خلق منه، وهو يضع أشرف شيء منه وأعلاه، وهو الوجه، وقد صار أعلاه أسفله خضوعًا بين يدي ربه الأعلى، وخشوعًا له وتذللا لعظمته واستكانة لعزته، وهذا غاية خشوع الظاهر فإن الله سبحانه خلقه من الأرض التي هي مذللة للوطء بالأقدام، واستعمله فيها، ورده إليها، ووعده بالإخراج منها، فهي أُمُّهُ وأبوه وأصله وفصله، ضمته حيًا على ظهرها، وميتًا في بطنها، وجُعلت له طهرًا ومسجدًا فأمر بالسجود، إذ هو غاية خشوع الظاهر، وأجمع العبودية لسائر الأعضاء، فيعفر وجهه في التراب استكانة وتواضعًا وخضوعًا وإلقاء باليدين.

وقال مسروق لسعيد بن جبير: ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في هذا التراب له (1).

(1) أخرجه أحمد في الزهد (2065).

ص: 74