الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سد الذرائع في مسائل العقيدة
على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة
تأليف الدكتور/ عبد الله شاكر محمد الجنيدى
رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين
بالقنفذة - السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
ال
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى0
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله0
أما بعد:
فلعل من نافلة القول ومكرور الكلام أن يقال: إن التوحيد وإفراد الله بجميع أنواع العبادة أساس دعوة الأنبياء والمرسلين فما من نبي بُعث في قومه إلا أمرهم به ودعاهم إليه كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} 4، وهو مفتتح دعوة الأنبياء والمرسلين، فكل منهم قال لقومه:{اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} ، والمتتبع لكتاب الله الكريم يجد هذا واضحاً فيه غاية الوضوح، كما أنه كان من أعظم ما اعتنى به نبينا الأمين صلى الله عليه وسلم حيث مكث في مكة ثلاثة عشر عاماً يركز ويكرر ويؤكد الدعوة إلى هذا
1 آل عمران / آية: 102.
2 النساء / آية: 1.
3 الأحزاب / آية: 70، 71.
4 الأنبياء / آية: 25.
التوحيد، ثم بعد هجرته كان ينافح ويدافع ويزيل العقبات التي تعترض طريقه حتى يُبَلَّغ ما أوحى الله به ويدخل الناس بهذا التوحيد إلى الدين الذي ارتضاه الله لهم، ووضع القواعد اللازمة لصيانته، وقضى على كل وسيلة مفضية إلى الإخلال به، وسدَّ كل ذريعة يمكن أن تؤدى إلى شائبة فيه – كما سيتضح من خلال هذا البحث – إن شاء الله تعالى – وهذا من كمال الشريعة ومقاصدها الحميدة0
يقول العلامة ابن القيم – رحمه الله: "لما كانت المقاصد لا يتوصل إليها إلا بأسباب وطرق تفضي إليها كانت طرقها وأسبابها تابعة لها معتبرة بها، فوسائل المحرمات والمعاصي في كراهتها والمنع منها بحسب إفضائها إلى غاياتها وارتباطاتها بها، ووسائل الطاعات والقربات في محبتها والإذن فيها بحسب إفضائها إلى غايتها، فوسيلة المقصود تابعة للمقصود وكلاهما مقصود لكنه مقصود قصد الغايات، وهى مقصودة قصد الوسائل، فإذا حرَّم الرب تعالى شيئاً وله طرق ووسائل تفضي إليه فإنه يحرمها ويمنع منها، تحقيقاً لتحريمه وتثبيتاً له، ومنعا أن يقرب حماه، ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضا للتحريم، وإغراءً للنفوس به، وحكمته تعالى وعلمه يأبى ذلك كل الإباء" 10
ولأهمية هذا الموضوع وتجليته، وعدم وجود كتاب يجمع شتات ما تفرق من أقوال لعلماء السلف فيه0 استعنت الله عز وجل في الكتابة حوله سائلا العلى الأعلى أن ينفع به0
وقد تضمن البحث بعد هذه المقدمة والتمهيد خمسة فصول وخاتمة، وبيان ذلك فيما يلي:
1 إعلام الموقعين جـ3 / 147.
- المقدمة: وقد بينت فيها أهمية دراسة هذا الموضوع والكتابة حوله0
- التمهيد: وقد بينت فيه مفهوم الذريعة، والأدلة على وجوب سدها من القرآن والسنة وأقوال بعض الأئمة0
- الفصل الأول: سد الذرائع المؤدية إلى الشرك الأكبر0
وتحته ثلاثة مباحث:
1-
المبحث الأول: تعريف الشرك الأكبر وبيان خطورته0
2-
المبحث الثاني: بعض الآيات والأمثلة المتعلقة بسد الذرائع إلى الشرك الأكبر0
3-
المبحث الثالث: بعض أحاديث سد الذرائع المتعلقة بالشرك الأكبر0
- الفصل الثاني: سد الذرائع المؤدية إلى الشرك الأصغر0
وتحته مبحثان:
1-
المبحث الأول: سد الذرائع في الألفاظ0
2-
المبحث الثاني: سد الذرائع في الأعمال0
- الفصل الثالث: سد الذرائع في توحيد المعرفة والإثبات0
وتحته مبحثان:
1-
المبحث الأول: سد الذرائع في مضاهاة أفعال الله تعالى0
2-
المبحث الثاني: سد الذرائع في توحيد الأسماء والصفات0
- الفصل الرابع: سد الذرائع المتعلق بالنبوة والرسالة0
وتحته أربعة مباحث:
1-
المبحث الأول: تأييد الأنبياء بمعجزات لا تحصل لغيرهم0
2-
المبحث الثاني: النهى عن المفاضلة بين الأنبياء0
3-
المبحث الثالث: إرسال المرسلين بلسان أقوامهم ليعقلوا خطابهم0
4-
المبحث الرابع: نهى المؤمنين عن مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ "راعنا"0
- الفصل الخامس: سد الذرائع المتعلق بالإمامة والخروج على الحاكم0
وتحته مبحثان:
1-
المبحث الأول: وجوب تنصيب إمام واحد والاجتماع عليه0
2-
المبحث الثاني: ترك الخروج على الحاكم وطاعته في غير معصية الله0
الخاتمة:
هذا وقد جعلته بين التطويل الممل والتقصير المخل، مع رغبة في العودة إليه عند فسحة من الوقت0
وأسأل الله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يثيبني عليه خيرا يوم الدين، وأن يغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين0