المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الأول: تأييد الأنبياء بمعجزات لا تحصل لغيرهم0 - سد الذرائع في مسائل العقيدة

[عبد الله الجنيدي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة:

- ‌تمهيد:

- ‌الفصل الأول: سد الذرائع المؤدية إلى الشرك الأكبر

- ‌المبحث الأول: تعريف الشرك الأكبر وبيان خطورته

- ‌المبحث الثاني: بعض الآيات والأمثلة المتعلقة بسد الذرائع إلى الشرك الأكبر

- ‌المبحث الثالث: بعض أحاديث سد الذرائع المتعلقة بالشرك الأكبر0

- ‌الفصل الثاني: سد الذرائع المؤدية إلى الشرك الأصغر

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: سد الذرائع في الألفاظ

- ‌المبحث الثاني: سد الذرائع في الأعمال

- ‌الفصل الثالث: سد الذرائع في توحيد المعرفة والإثبات

- ‌مدخل

- ‌المبحث الأول: سد الذرائع في مضاهاة أفعال الله تعالى:

- ‌المبحث الثاني: سد الذرائع في توحيد الأسماء والصفات0

- ‌الفصل الرابع: سد الذرائع المتعلقة بالنبوة والرسالة

- ‌المبحث الأول: تأييد الأنبياء بمعجزات لا تحصل لغيرهم0

- ‌المبحث الثاني: النهى عن المفاضلة بين الأنبياء سدا لذريعة الانتقاص من أحدهم0

- ‌المبحث الثالث: إرسال المرسلين بلسان أقوامهم ليعقلوا خطابهم

- ‌المبحث الرابع: نهى المؤمنين عن مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ "راعنا"0

- ‌الفصل الخامس: سد الذرائع المتعلقة بالإمامة والخروج على الحاكم

- ‌المبحث الأول: وجوب تنصيب إمام واحد والاجتماع عليه0

- ‌المبحث الثاني: ترك الخروج على الحاكم وطاعته في غير معصية الله0

- ‌الخاتمة

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌المبحث الأول: تأييد الأنبياء بمعجزات لا تحصل لغيرهم0

‌الفصل الرابع: سد الذرائع المتعلقة بالنبوة والرسالة

‌المبحث الأول: تأييد الأنبياء بمعجزات لا تحصل لغيرهم0

الفصل الرابع: سد الذرائع المتعلق بالنبوة والرسالة0

المبحث الأول: تأييد الأنبياء بمعجزات لا تحصل لغيرهم0

اختص الله سبحانه وتعالى أنبياءه ورسله بآيات1، بينات وبراهين ساطعات تدل على صدقهم وتوجب اتباعهم ويطلق عليها المعجزات، وإن كان الدليل على صدق الأنبياء لا ينحصر في المعجزات، إلا أنها من الأدلة الصحيحة على ثبوت النبوة، وما أجرى على يد الأنبياء من المعجزات لا يقع لغيرهم بحال وذلك سدَّا لذريعة تكذيبهم، والاختلاف عليهم والكفر بما أرسلوه به، وحتى يتميزوا عن الكاذبين0

يقول ابن تيمية:"ولهذا يجب في آيات الأنبياء أن لا يعارضها من ليس بنبي، فكل ما عارضها صادرا ممن ليس من جنس الأنبياء فليس من آياتهم، ولهذا طلب فرعون أن يعارض ما جاء به موسى لما ادَّعى أنه ساحر، فجمع السحرة ليفعلوا مثل ما يفعل موسى، فلا تبقى حجته مختصة بالنبوة، وأمرهم موسى أن يأتوا أولا بخوارقهم، فلما أتت وابتلعتها العصا التي صارت حية، علم السحرة أن هذا ليس من جنس مقدورهم فآمنوا إيمانا جازما"20

ويقول أيضا:"وخوارق الأنبياء لا يمكن غيرهم أن يعارضها ولا يمكن أحدا إبطالها، لا من جنسهم ولا من غير جنسهم، فإن الأنبياء يصدق بعضهم بعضا، فلا يتصور أن نبيا يبطل معجزة آخر وإن أتى بنظيرها فإنه يصدقه، ومعجزة كل منهما آية له وللآخر أيضا، كما أن معجزات أتباعهم آيات لهم بخلاف خوارق السحرة، فإنها تدل على أن صاحبها ساحر، يؤثر آثارا غريبة مما هو فساد في العالم، ويسر بما يفعله من الشرك والكذب والظلم، ويستعين على ذلك بالشياطين، فمقصوده الظلم والفساد، والنبي مقصوده العدل والصلح،

1 الآية: هي العلامة الدالة على الشيء، والمراد بها هنا: ما يجريه الله على أيدي أنبيائه ورسله من أمور خارقة للعادة، يعنى مخالفة للسنن الكونية المعتادة عند الناس ولا قدرة لهم عليها0

2 النبوات / 12، 13.

ص: 235

وهذا يستعين بالشياطين، وهذا بالملائكة وهذا يأمر بالتوحيد لله وعبادته وحده لا شريك له، وهذا إنما يستعين بالشرك وعبادة غير الله، وهذا يعظم إبليس وجنوده وهذا يذم إبليس وجنوده"10

والقرآن الكريم هو أعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين، وأهم دليل على ثبوت نبوته صلى الله عليه وسلم، وقد تحدى الله به الإنس والجن مجتمعين على أن يأتوا بمثله، فما استطاعوا إلى ذلك سبيلا0

يقول البيهقي:"فأما "العلم" الذي اقترن بدعوته ولم يزل يتزايد أيام حياته، ودام في أمته بعد وفاته، فهو القرآن العظيم، المعجز المبين، وحبل الله المتين، الذي هو كما وصفه به من أنزله فقال:{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} 20

ومع تأييد الله لنبيه بالآيات المختلفة إلا أنه لم يجب المشركين إلى ما طلبوه من آيات لم يرد الله أن تكون لهم، وذلك سدا لذريعة التكذيب بها، فيهلكم الله، كما هي سنته في ذلك قال تعالى:{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآياتِ إِلَاّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآياتِ إِلَاّ تَخْوِيفاً} 30

قال ابن جرير في تفسيره:"يقول تعالى ذكره: وما منعنا يا محمد أن نرسل بالآيات التي سألها قومك إلا أن من كان قبلهم من الأمم المكذبة سألوا ذلك مثل سؤالهم، فلما أتاهم ما سألوا كذبوا رسلهم فلم يصدقوا مع مجيء الآيات فعوجلوا، فلم نرسل إلى قومك بالآيات، لأنا لو أرسلنا بها إليهم فكذبوا بها سلكنا في تعجيل العذاب لهم مسلك الأمم قبلها"، ثم ساق روايات كثيرة في سبب نزول هذه الآية منها ما ذكره ابن عباس – رضي الله عنه قال: سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا، وأن ينحى عنهم الجبال فيزرعوا، فقيل له: إن شئت أن نستأني بهم، وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم، قال: بل نستأني بهم، فأنزل الله الآية.." 40

1 المرجع السابق ص 21.

2 دلائل النبوة للبيهقى جـ1 / 10، والآيات من سورة فصلت 41، 42.

3 الإسراء / آية: 59.

4 جامع البيان في تفسير القرآن جـ15/ 74.

ص: 236