الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابتغاء وجه الله تعالى ويبذل الأموال الجزيلة في وجوه الخير وإذا أظلم الليل خرج بما يحتاج إلى المرضى والمحاويج فيغسل لهم جراحاتهم ويعللهم بالأدوية ويطعمهم الطعام ويغسل لهم أقذارهم بيده مع إن الواحد منهم لا يقدر الانسان أن يصل إليه لشدة نتنه وريحه وأوصافه كريمة لا يمكن استقصاؤها وله من المؤلفات رسالة في تحرير النصاب الشرعي من الدنانير والدراهم وغيرها وله غير ذلك من المؤلفات النافعة وفضائله كثيرة ومزايا مشهورة ولم يزل على طريقته المثلى عاكفاً على الافادة والاستفادة إلى أن توفي وكانت وفاته بالمدينة المنورة شهيداً في ثامن عشري رجب الحرام سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف ودفن بالبقيع وبنو الأسكداري طائفة مشهورون في المدينة تقدم ذكر بعضهم وسيأتي ذكر بعض آخر رحمهم الله تعالى.
محمد الشافعي
ابن إسمعيل الملقب بشمس الدين الضرير الأزهري البقري المصري الشافعي شيخ القراء بالجامع الأزهر الامام العلامة الفقيه المقرئ قرأ عليه القرآن بالروايات من لا يحصى عددهم منهم المرحوم شيخ الاسلام أبو المواهب الدمشقي مفتي الحنابلة بها وغيره وعمر كثيراً واشتهر إنه جاوز مائة عام وكان ملازماً للأقراء والتدريس بالجامع الأزهر وألف مؤلفات جمة كان يمليها على الطلبة ومات بمصر سنة سبع ومائة وألف وصلى عليه بدمشق صلاة الغائب رحمه الله تعالى.
محمد الجفري
ابن السيد حسين العلوي المدني الشافعي الشهير بالجفري الشريف ابن الشريف الشهم الفاضل الغطريف ذو الفهم الوقاد والذكاء النقاد ولد بالمدينة المنورة في حدود سنة تسع وأربعين ومائة وألف ونشأ بها وحفظ القرآن وطلب العلم وشمر عن ساق الاجتهاد فقرأ على الشيخ جمعة السندي والشيخ صالح البغدادي والعلامة محمد بن سليمان الكردي وغيرهم ونبل قدره واشتهر بالفضل أمره ودرس بالمسجد النبوي وانتفعت به الطلبة وألف مولداً للنبي صلى الله عليه وسلم وكتاباً في مناقب الخلفاء الأربعة والسيدة فاطمة والسيد عائشة رضي الله تعالى عنهم وكان يؤلف خطباً بليغة جداً تقرأ عند عقود الأنكحة وله في المراسلات والمحاورات الرسائل الأنيقة والتراتيب الرشيقة وكان من أفراد العالم فضلاً وذكاء ونباهة وكانت وفاته بالمدينة المنورة في حادي عشر ذي الحجة سنة ست وثمانين ومائة وألف ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى ورحم من مات من المسلمين أجمعين.
محمد القاري
ابن حسين بن محمد بن علي بن عمر المعروف كأسلافه بالقاري الفاضل الأديب الكامل أحد المتنبلين من بني المجد والسيادة ومن نبغوا من ذروة العز وامتطوا صهوة الفضل والسعادة كما قال الأمين في نفحته من البيوت التي تقلد فحرها جيد الدهر واكتسب النسيم بعرف ثراها أرج الزهر مدائحهم كصحائف المحسنين بياضاً ونقاً وذكراهم كعهد الموقنين وفاء وبقا انتهى أقول وجده الشيخ عمر كان رئيس أجلاء شيوخ الشام وصدر الصدور اماماً عالماً مفنناً بارعاً وحيداً محدثاً فقيهاً أصولياً آثاره كثيرة وفضائله لا تعد ولا تحد وترجمه الأمين المحبي في ذيل نفحته وقال في وصفه ماجد خلقه مترع هدى وايقان يفجر المعروف غصنه المهتصر من أطيب العنصر الزاكي وأطيب المعتصر فهو مخصوص بعوارف الألطاف وبرد وجاهته لم يزل حالي الاعطاف اصطبح العزة واغتبق وتناول قصب الغايات فاستبق وروض أدبه موشي بالبديع موشع وميدان جولانه في القريض مرحب موسع وأنا مداحه الذي أباهي به وأفاخر وودي له كله من الأول إلى الآخر وقد أنجب فرعاً فرع وأصل وتحصل له من توفر أمانيه ما به إلى الغاية القصوى توصل ومن رقيق غزله
لعب الهوى بعقولنا من أجل من
…
سلب الرقاد بمقلة وسناء
الخدّ منه كجلنار أحمر
…
والقدّ منه كصعدة سمراء
وله أيضاً
من لقلبي في هوى عذب اللمى
…
من سبي الألباب لما ابتسما
مخجل الأغصان بالقدّ الذي
…
حمل البدور في حقف نما
ثالث البدرين نهاب النهى
…
من هواه في فؤادي خيما
وامتدحه الأمين المذكور بهذه القصيدة
ميلة الغصن والقنا السمهريّ
…
أثر من قوامه الألفيّ
والذي يفعل الحسام نراه
…
مستفاداً من لحظه السيفي
في سطاه يرى ظلوماً ولكن
…
بانكسار الجفون مثل بريّ
سلبت مقلتاه كل فؤاد
…
أسرته بسحرها البابلي
ثم راشت وسط القلوب سهاماً
…
أرسلتها حواجب كالقسي
رشأكم أمات يعقوب حزن
…
قبل يحظى بريحة اليوسفيّ
قام يجلو من الجبين صباحاً
…
تحت ليل من فرعه المرخي
وأدار الكؤس فينا ثلاثاً
…
حيث لم يدفع الظما بالريّ
كأس راح من راحتيه وكأساً
…
من رضاب وكأس خد ندي