المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

لفتح الله بن عبد الواحد الداديخي ومن شعره البديع قوله على - سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - جـ ٤

[محمد خليل المرادي]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌فتح الله الحلبي

- ‌فخري أفندي الموصلي

- ‌السيد فضل الله البهنسي

- ‌فضل الله الصفوري

- ‌فضل الله أفندي الشهيد

- ‌فيض الله الحجازي

- ‌فيض الله الأخسخوي

- ‌حرف القاف

- ‌قاسم الجليلي الموصلي

- ‌قاسم الدوكالي

- ‌قاسم الخاني

- ‌قاسم البكرجي

- ‌قاسم النجار

- ‌حرف الكاف

- ‌كنعان أغت اليرلية

- ‌كمال الدين البكري

- ‌حرف اللام

- ‌لطف الله الواعظ

- ‌لطفي الصيداوي

- ‌حرف الميم

- ‌محمد حاذق

- ‌محمد الشقلاوي

- ‌محمد الجاويش

- ‌محمد البري

- ‌محمد وسيم

- ‌محمد العمادي

- ‌محمد الدمشقي

- ‌محمد العدوي

- ‌السيد محمد الطرابلسي

- ‌محمد الأيوبي

- ‌محمد الدكدكجي

- ‌محمد الكوراني

- ‌محمد سعيد الكوراني

- ‌محمد بن أبي الحسن الكوراني

- ‌محمد سعدي الدمشقي

- ‌السيد محمد العاني

- ‌محمد قولقسز

- ‌محمد البصير

- ‌محمد الديري

- ‌محمد عقيلة

- ‌محمد السفاريني

- ‌محمد العشماوي

- ‌محمد الزرقاني

- ‌محمد رجائي

- ‌محمد المزطاري

- ‌محمد بن جدي

- ‌محمد حياة السندي

- ‌محمد الأسكداري

- ‌محمد الشافعي

- ‌محمد الجفري

- ‌محمد القاري

- ‌محمد عارف

- ‌محمد همات زاده

- ‌محمد أفندي بن فروخ

- ‌محمد الحنفي

- ‌محمد العجلوني

- ‌محمد البغدادي

- ‌محمد الغزي

- ‌محمد حاكم

- ‌محمد أفندي السنطي

- ‌محمد الضيائي

- ‌محمد زين الدين الغزي

- ‌محمد الكفيري

- ‌محمد رحمة الله الأيوبي

- ‌محمد الحفني

- ‌محمد المواهبي

- ‌محمد الروزنامجي

- ‌السيد محمد القدسي

- ‌محمد التاجي

- ‌محمد الغزي

- ‌محمد بن أبي اللطف

- ‌محمد الأسكداري

- ‌محمد الريس

- ‌محمد الخليفتي

- ‌محمد الأمير الحلبي

- ‌محمد المغربي

- ‌محمد زين العابدين

- ‌محمد السمان

- ‌محمد المالكي

- ‌محمد المواهبي

- ‌محمد العطار

- ‌محمد الخراشي

- ‌محمد الذهبي

- ‌محمد الصالحي

- ‌محمد السندي

- ‌محمد الخمسي

- ‌محمد البرزنجي

- ‌محمد السندي

- ‌محمد الشرواني

- ‌محمد الكاملي

- ‌محمد بن شيخان

- ‌محمد العمري الدمشقي

- ‌محمد مفتي حلب

- ‌محمد العمري الموصلي

- ‌محمد بن كوجك علي

- ‌محمد الجمالي

- ‌محمد الحصري

- ‌السيد محمد الكردي

- ‌محمد الكناني

- ‌محمد أمين المحبي

- ‌محمد بن الطيب

- ‌محمد

- ‌محمد الخليلي

- ‌الوزير محمد باشا

- ‌محمد بن محمد الطيب المالكي

- ‌محمد الحنفي

- ‌محمد الغزي

- ‌محمد العمري

- ‌محمد المالكي

- ‌محمد العجي

- ‌محمد الوليدي

- ‌محمد البليدي

- ‌محمد الدمياطي

- ‌محمد الكردي

- ‌محمد النابلسي

- ‌محمد بن حجيج

- ‌محمد الحنفي

- ‌محمد السندروسي

- ‌السلطان محمد أورنك سلطان الهند

- ‌السيد محمد المرادي

- ‌محمد الحبال

- ‌محمد طبيعة الدمشقي

- ‌محمد النهالي

- ‌محمد الأسبيري

- ‌محمد البقري

- ‌محمد المنير

- ‌محمد الدقاق

- ‌محمد الضرير الإسكندري

- ‌محمد الخالدي الديري

- ‌محمد الزمار

- ‌السيد محمد البيلوني

- ‌محمد السؤالاتي

- ‌محمد المورلي القاضي بدمشق

- ‌محمد الغلامي

- ‌محمد العبدلي

- ‌محمود الغزي

- ‌محمود الجزري الكردي

- ‌محمود العبدلاني

- ‌محمود المعروف بالسالمي

- ‌محب الله بن زين العابدين

- ‌محب الدين الحصني

- ‌محب الدين بن شكر

- ‌محيي الدين المصري

- ‌مراد المرادي

- ‌مكي الجوخي

- ‌مصطفى القنيطري

- ‌السيد مصطفى العلواني

- ‌مصطفى اللقيمي

- ‌مصطفى الغزي

- ‌مصطفى الترزي

- ‌مصطفى السندوبي

- ‌مصطفى المكي

- ‌مصطفى العزيزي

- ‌مصطفى النابلسي

- ‌مصطفى بن اظب

- ‌السيد مصطفى الصمادي

- ‌مصطفى الجعفري

- ‌مصطفى بن الدفتري

- ‌مصطفى اللطيفي

- ‌مصطفى التميمي

- ‌مصطفى النابلسي الحنبلي

- ‌مصطفى الخليفة

- ‌مصطفى العمري

- ‌مصطفى بن مياس

- ‌مصطفى البكري

- ‌مصطفى البيري

- ‌مصطفى السفرجلاني

- ‌مصطفى بن سوار

- ‌مصطفى العلمي

- ‌مصطفى الموستاري

- ‌مصطفى أريب

- ‌مصطفى الشرواني

- ‌مصطفى كيلاني

- ‌مصطفى المعروف بنعيما الحنفي الحلبي

- ‌مصطفى الشيباني

- ‌موسى المحاسني

- ‌موسى الخاشقجي

- ‌حرف النون

- ‌ناصر الدين الشافعي

- ‌نعمان البشمقجي

- ‌نعمان الحنفي الخواجكان

- ‌نعمة الفتال

- ‌نوح شيخ زاده

- ‌نور الدين الأسدي

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف اللام ألف

- ‌حرف الياء التحتية

- ‌يحيى البري

- ‌يحيى الدجاني

- ‌يحيى الجالقي

- ‌يحيى الاسطواني

- ‌يحيى بن بعث

- ‌يحيى الجليلي

- ‌يحيى التاجي

- ‌يحيى الموصلي

- ‌يحيى البغدادي

- ‌يحيى العقاد

- ‌السيد يعقوب الكيلاني

- ‌يعقوب العفري

- ‌يعقوب الهندي

- ‌يعقوب باشا الوزير

- ‌يعقوب الموصلي

- ‌يس اللدي

- ‌يس الهيتي

- ‌يس الكيلاني

- ‌يس طه زاده

- ‌يوسف الغزي الشهير بالمقري

- ‌يوسف الشرواني

- ‌يوسف القباقبي

- ‌يوسف الحفني

- ‌يوسف المالكي

- ‌يوسف الطباخ

- ‌يوسف النابلسي

- ‌يوسف الأنصاري

- ‌يوسف الخطيب المدني الحنفي

- ‌يوسف الجابري

- ‌يوسف الحنفي

- ‌يوسف الديري

- ‌يوسف أفندي الذوق

- ‌يوسف الصباغ الموصلي

- ‌يوسف الكاتب الموصلي

- ‌يوسف العطار

- ‌يوسف النقيب الحلبي

- ‌يوسف أفندي النابي

- ‌يوسف رئيس الأطباء

- ‌يوسف باشا

- ‌يوسف الصباغ

- ‌يونس

- ‌الشيخ يونس المصري

الفصل: لفتح الله بن عبد الواحد الداديخي ومن شعره البديع قوله على

لفتح الله بن عبد الواحد الداديخي ومن شعره البديع قوله

على الشفة الحمرا من المسك نقطة

كشحرور روض في شقيق على نهر

أتى لاقطاً حب اللآلي بمورد

فصيد باشراك نصبن من الدر

وكانت وفاته بدمشق سنة أربع عشرة ومائة وألف عن نحو تسعين سنة رحمه الله تعالى.

‌محمد الضيائي

ابن عبد الهادي الضيائي امام جامع درويش باشا بدمشق الشيخ الفاضل الكامل مولده في حدود الثمانين وألف وتوفي في ثالث عشر جمادي الأولى سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف وأرخ وفاته الأستاذ النابلسي.

‌محمد زين الدين الغزي

ابن زين العابدين بن زكريا ابن شيخ الاسلام البدر محمد الغزي العامري الدمشقي الشافعي الشيخ الامام أبو الاقبال صدر الدين كان عالماً عاملاً بارعاً في سائر العلوم سليم الباطن ولد بدمشق في غرة شهر ربيع الأول سنة عشر ومائة وألف ونشأ في كنف أبيه وأعمامه السادة الأعلام مشايخ الاسلام بدمشق الشام وقرأ القرآن العظيم واشتغل بطلب العلم وقرأ على والده وتفقه على ابن عمه الشهاب أحمد بن عبد الكريم الغزي والشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي والعلاء علي بن أحمد الكزبري وقرأ العلوم العقلية كالمنطق والرياضي والكلام على المحب محمد بن محمود الحبال والشمس محمد بن خليل البغدادي نزيل دمشق وأجاز له كل من الشمس محمد بن علي الكاملي وولده العز عبد السلام والعماد إسمعيل العجلوني ونبل قدره ودرس بجامع الأموي بكرة النهار وفي الجامع الذي تجاه الحمام بمحلة الخراب بين العشاءين ولم يزل على هذه الطريقة إلى أن توفي وكانت وفاته ليلة السبت غرة محرم افتتاح سنة احدى وثمانين ومائة وألف ودفن بحضور جمع حافل بتربة الباب الصغير بالجهة القبلية بالقرب من سيدنا بلال رحمه الله تعالى.

‌محمد الكفيري

ابن زين الدين عمر الملقب باسطا العالم بن عبد القادر ابن العلامة شمس الدين أبي عبد الله محمد الكفيري صاحب التآليف المفيدة منها شرحه علي البخاري في ست مجلدات الحنفي الدمشقي البصير الشيخ العالم العلامة الفقيه الفاضل الأديب الماهر المتقن كان متبحراً في الفنون معقولاً ومنقولاً ولد بدمشق في يوم الجمعة بعد صلاتها الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وألف وسماه والده بيحيى ثم بعد أيام قليلة سماه جده لأمه بمحمد لأمر اقتضى ذلك وأقره على ذلك ولما توفي والده كان عمره ثمان سنوات فحفظ

ص: 41

القرآن وقرأ على جده لأمه الشيخ محمد بن محمد الدكاني بمكتب السنانية ثم اشتغل بعلم التجويد على الشيخ حسين بن اسكندر الرومي الحنفي نزيل كلاسة دمشق صاحب التآليف وغيره من الشيوخ لازمهم وقرأ عليهم وأخذ عنهم كالشيخ إسمعيل الحنفي الحائك وهو أجلهم والشيخ أبي المواهب الحنبلي والشيخ رمضان العطيفي والشيخ عثمان القطان والأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ يحيى الشاوي المغربي والشيخ حسن العجيمي المكي والشيخ أحمد النخلي المكي والشيخ علي الشبلي المكي والشيخ حسن ابن الشيخ حسن الشرنبلالي صاحب التآليف والشيخ خير الدين الرملي والشيخ محمد الدكدكجي والشيخ الأستاذ العارف زين العابدين الصديقي المصري حين قدم دمشق وغيرهم وتفوق بالعلوم وأحرز قصبات السبق وألف وحرر فمن تآليفه حاشيته على الأشباه والنظائر في الفقه الحنفي وكان شيخه الحائك قد شرع في تآليفه ولم يكملها فبعد وفاته أتمها هو وله شرح على الآجرومية في العربية سماه الدرة البهية على مقدمة الآجرومية واعراب على ألفاظها سماه الأنوار المضية في اعراب ألفاظ الآجرومية وكان قبل ذلك نظمها في أبيات تنوف على مائتي بيت وسبعين بيتاً سماها غرر النجوم في نظم ألفاظ ابن آجروم وله مقدمة في القراءة سماها بغية المستفيد في أحكام التجويد وله العرف الندي في تخميس لأمية ابن الوردي وله غير ذلك من التحريرات المفيدة والتقريرات السديدة كما هو محرر في ثبته المسمى باضاءة النور اللامع فيما اتصل من أحاديث النبي الشافع وكان مرة في مكتب السنانية وعنده الشيخ رجب الحريري الحمصي الشاعر لكونه كان كثير التردد إليه فبينما هما جالسان إذا برجل مار في الطريق خارج المكتب فلما دنا من الكفيري المترجم عرفه فقال أين الغرض فقال له في غد وانصرف من ساعته فالتفت الشيخ رجب الحريري للكفيري وقال له ما هذا الرجل قال له انني من مدة أيام أعطيته ماعوناً من الورق ليصقله لي فأخذه ولم يرده لي فأنا من ذلك اليوم كلما رأيته أطالبه به وهو يقول لي في غد آتيك به كما رأيته الآن فقال الشيخ رجب للمترجم هات القلم والدواة فأعطاه إياهما فكتب ارتجالاً هذين البيتين وهما قوله

تباً وسحقاً لصقال صحائفه

مسودّة لم يزل للكذب ينقله

أعطيته الدست كي يصقله من ورق

فلم يعده فليت الدست يصقله

أقول وهذا مثل جار على ألسنة العوام والدست في العربية له معان أربع وفي الفارسية اليد والدست الصحراء معرب دشت قال الأعمش

قد علمت فارس وحمير

والأعراب بالوست أيكم نزلا

ومن الثياب والورق وصدر البيت قال ابن الكمال إنه لغة مشتركة في الفارسية كما قدمناه

ص: 42

بمعنى اليد وفي العربية يجئ بمعان أربع وهي اللباس والرياسة والحيلة ودست القمار وجمعها الحريري في قوله نشدتك بالله ألست الذي أعاره الدست قلت لا والذي أجلسك في هذا الدست ما أنا بصاحب ذلك الدست بل أنت الذي تم عليه الدست انتهى والدست تستعمله العامة لقدر النحاس ولسليمان بن عبد الحق في بعض أهل الديوان وكان يلقب بالقط

ما نال قط الدست من فعله

غير سخام الوجه والسخط

ولي عن الدست على رغمه

وانقلب الدست على القط

ولصاحب الترجمة نظم كثير فمن ذلك قوله مضمناً

بي ظبي أنس له ليث الشري خضعا

محجب لو رآه البدر ما طلعا

مهفهف القدّ قاني الخد شمس ضحى

في حندس الشعر بدر نوره سطعا

حلو المراشف معسول اللمى رشأ

أحوى لقد حاز أوصاف البها جمعا

يسطو بذابل قدّ راق منظره

وسهم مقلته في مهجتي وقعا

قد هدّ ركن اصطباري طول جفوته

وأكسب الجسم بعد الصحة والوجعا

خفيت سقماً عن العذال حين أتوا

يبغون ما لم يروا فيه لهم طمعا

رقوا لما قد رأوا من حالتي وبكوا

وأخبروا الحب عني فانثنى جزعا

فقلت والشهد في فيه الشهيّ بدا

والورد والآس في خديه قد جمعا

يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما

قد حدثوك فما راء كمن سمعا

وهذا البيت قد ضمنه جماعة كثيرون فمن ذلك قول الشيخ رمضان العطيفي

عذالنا مزقوا شملاً قد اجتمعا

وشتتوه فليت الحب ما صنعا

فبان عني فبات الجمر في جسدي

ودمع عيني على خديّ قد هما

فمذ رأوا حالتي رقوا لما نظروا

فأخبروه فأضحى خائفاً جزعا

فقلت لكن بلا لفظ أحدثه

والصبر فارقني والشوق قد جمعا

يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما

قد حدثوك فما راء كمن سمعا

ومن ذلك تضمين الشيخ حسن البوريني

قد حدثوك على بعد المزار بما

قد أودع السقم في جسمي وما صنعا

يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما

قد حدثوك فما راء كمن سمعا

ومن ذلك تضمين الشيخ عبد اللطيف المنقاري

تباً ليوم النوى كم أثخنت يده

قلبي جراحاً فطر في بالدما همعا

أمسيت فيه طريحاً من جفا رشا

حو الشمائل في روض الحشا رتعا

ص: 43

سارت إليه الصبا تنبيه عن خبري

وكيف سهم النوى في مهجتي صنعا

قالت له إنه ما فيه من رمق

مثلي عليل فأبدى اللهف والجزعا

فقلت والدمع من عينيّ منحدر

وبدر سؤدده في الأفق قد طلعا

ومن ذلك ما ضمنه الشيخ محمد بن محمود امام جامع يلبغا بدمشق

قد حدثوا من أطار النوم وانتزعا

بحال مضني كئيب القلب ما هجعا

فقلت إذ لم يفوا في بعض ما وصفوا

به غرامي وما بي الشوق قد صنعا

يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما

قد حدثوك فما راء كمن سمعا

ومن ذلك تضمين الفاضل الشيخ ابن علي الصفوري الدمشقي

إن جئت حي أميري صف له شجني

وطول سقمي وما ألقى فإن سمعا

فأشرح له حال صب مغرم دنف

قد قطع البعد عنه قلبه قطعا

لا يستقرّ له في منزل جسد

وطرفه بعده والله ما هجعا

وأذكر له أن حبي زاد فيه وهل

يخشى تغير ما في الطبع قد طبعا

وأنشده عهداً مضى بالأبرقين لنا

والبدر شاهدنا لما إليه سعى

عساه تعطفه تلك العهود وكم

خل إلى العهد والميثاق قد رجعا

وأسرع بلطف وقل مستعطفاً ملكاً

بيتاً إلى ذكره حال المشوق دعا

يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما

قد حدثوك فما راء كمن سمعا

وقد ضمنه أيضاً المولى حسين بن محمد القاري الدمشقي فقال

بالله سل طرفي السهران هل هجعا

وما به العشق والتبريح قد صنعا

قد حدث الناس عن مضنى الهوى دنف

وما أصابوا ولكن شنعوا شنعا

يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما

قد حدثوك فما راء كمن سمعا

وللمترجم مخمساً بيتي الأمير منجك المنجكي بقوله

يا من بمحتده ارتقى

مؤملاً عدم الشقا

قد غره طول البقا

عمر فؤادك بالتقى

واحذر بأنك تلتهى

لأتركننّ لجاحد

نعم الآله معاند

وألزم طريقة هاجد

وأعمل لوجه واحد

يكفيك كل الأوجه

وكنت في الروم شطرت هذين البيتين المذكورين فقلت

ص: 44

عمر فؤادك بالتقى

وعن الخطا كن منتهى

واعبد الهك دائماً

واحذر بأنك تلتهى

واعمل لوجه واحد

وارغب به بتوله

فرضاً الآله وعفوه

يكفيك كل الأوجه

ثم رأيت في أحد المجاميع تشطيرهما للشيخ مصطفى أسعد اللقيمي الدمياطي نزيل دمشق وهو قوله

عمر فؤادك بالتقى

فلك السعادة تنتهى

وعن الدنا كن معرضاً

واحذر بأنك تلتهى

واعمل لوجه واحد

مع صدق حسن توجه

وبحكمه كن راضياً

يكفيك كل الأوجه

وللمترجم مشطراً

ما تم إلا ما يري

د فمن تعني ما ربح

إن رمت بنا الارتيا

ح فدع همومك واطرح

واترك وساوسك التي

منها صميمك قد جرح

ودع الشواغل عنك إن

شغلت فؤادك تسترح

وقد ضمن البيتين المذكورين العلامة المولى محمد بن حسن الكواكبي مفتي حلب الشهباء بقوله

حتام في ليل الهمو

م زناد فكرك ينقدح

قلب تحرّق بالآسى

ودموع عين تنسفح

ارفق بنفسك واعتصم

بحمى المهيمن تنشرح

واضرع له إن ضاق عن

ك خناق حالك تنفسح

ما أمّ ساحة جوده

ذو محنة إلا منح

أو جاءه ذو المعضلا

ت بمغلق الا فتح

فدع السوي وانهج على

النهج القويّ المتضح

واسمع مقالة ناصح

إن كنت ممن ينتصح

ما تمّ إلا ما يري

د فدع همومك واطرح

واترك وساوسك التي

شغلت فؤادك تسترح

وضمنهما أيضاً المولى السيد عبد الله الحجازي الحلبي بقوله

يا أيهذا المصطلح

قل لي بماذا تصطلح

ص: 45

أفسدت عيشك بالعنا

وزعمت انك تنشرح

وأضات حتى كدت في

نار الغواية تلتفح

حتام تهنأ بالذي

تكفي وأنت به الملح

وإلام تركن للحيا

ة ومن وراها تجترح

أو ما ترى الدنيا ويج

معها الشتيت المنكسح

والله ما افتخر العز

يز بعزها إلا طرح

كلا ولا مرح الجوا

د برحبها إلا كسح

فأقنع بمجناها القلي

ل ولا تمار فتفتضح

واجعل مؤنتك التقي

فهو الطريق المتضح

وإذا الهموم تزاوجت

فالصبر أنتج ما لقح

لا تيأسن من أن تدا

ويك الأمور وتنشرح

فلربما سرّ الحزي

ن وربما غمّ الفرح

والله أكرم من ير

جى في المهم المفتضح

فكل الأمور للطفه

وإلزم حماه المنفسح

واعمل بنصح مسدد

من في تجارته ربح

ما تم إلا ما يري

د فدع همومك واطرح

واترك وساوسك التي

شغلت فؤادك تسترح

وضمنهما الأديب حسن المحملي الحلبي فقال

أتعبت قلبك فاسترح

فعليل وهمك لا يصح

فابسط لفكرك واتقي

فمضيق قلبك ينفسح

واقرع إلى باب الآل

هـ بذل نفس ينفتح

ما أمه ذو حاجة

من جوده إلا منح

أو قد دعاه بشدة

من علة إلا صلح

فهو المبعد من يشا

وهو المقرب من نزح

فأجلى إلى غسق الهمو

م بنور عقل قد وضح

وابرئ فؤادك من أذى

بمدى التفكر قد جرح

واسمع مقالة عارف

هو ناصح من ينتصح

ما تم إلا ما يري

د فدع همومك واطرح

واترك وساوسك التي

شغلت فؤادك تسترح

ص: 46

وللمترجم قوله

ثلاث من تكن ياخل فيه

فمغرور وأجدر بالملام

فأولها اليقين بكون أمر

وليس له وجود في الأنام

وثانيها المطامع في مراد

إليه وصوله صعب المرام

وثالثها الركون إلى جليس

بلا عهد يراه ولا ذمام

فحد عنها لكي ترقى مقاماً

وتحظى بالتحية والسلام

عقد في الأبيات قول بعضهم ثلاث من تكن فيه كان مغروراً من صدق بما لا يكون وطمع فيما لا يناله وركن إلى من لا يثق به وله أيضاً

من كان فيه ثلاث حاز مرتبة

أعني حلاوة ايمان فلم يضم

حلم يردّ به جهل الذين خلوا

من سالف العصر عن علم وعن حكم

ومن له ورع قد صار مانعه

عن المحارم فاحذر زلة القدم

ومن له خلق قد زانه حسن

أضحى يداري به الانسان فافتهم

فاجمع خصا لا غدت للمجد جامعة

من نالها يحظ بالاجلال والنعم

عقد في الأبيات أيضاً قول الآخر من كان فيه ثلاث وجد حلاوة الايمان علم يرد به جهل الجهال وورع يمنع به عن المحارم وخلق حسن يداري به الناس وله مشطراً

ولدتك أمك باكياً مستصرخاً

رغماً عليك على القضاء صبورا

لم تدر ما الدنيا ولا نكباتها

والناس حولك ضاحكون سرورا

فاجهد لنفسك أن تكون إذا بكوا

راجين من كرم الآله أجورا

فعسى ترى إن هم بكوا وتحلقوا

من حول قبرك ضاحكاً مسرورا

وله مشطراً

سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب

رجاء بأن تمحي ذنوبي العظائم

فاعفو عن الجاني عليّ بظلمه

وإن كثرت منه عليّ جرائم

وما الناس إلا واحد من ثلاثة

بذا قد قضى بين البرية حاكم

مراتبها أعلى وأدنى ومشبه

شريف ومشروف ومثل مقاوم

فأما الذي فوقي فأعرف قدره

هو الماجد الحبر الذي لا يقاصم

فأقفوه في أقواله واجتهاده

وأتبع فيه الحق والحق لازم

وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا

أقابله بالأغضا لأني مسلم

وإن رام إكراماً وأبدي اعتذاره

تفضلت إن الفضل بالخير لازم

وله مشطراً

ص: 47