الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تمهيد]
هذا التمهيد يقوم على ثلاثة محاور:
(1)
الرجوع إلى أهل العلم الراسخين فيه: احرص على النظر الصائب الذي يوافق نظر السلف عند الاشتباه، وعند تغير الأحوال.
وَصَفَ عمرُ بنُ عبد العزيزِ - رحمه الله تعالى - الصحابةَ وساداتِ التابعين بما وصفهم به، ومنها قوله:" إِنهم على علمٍ وَقَفُوا، وببصرٍ نافذٍ كَفُّوا ".
قال: " على علمٍ وقفوا "
فإنه يجب على المرء وبخاصة أهل العلم والتوجيه أن يقفوا على العلم.
والعلم قسمان:
(1)
علم لا يدركُهُ المرءُ، ويتعلَّمُه قبل حلول الحَدَثِ، فيحيطُ به بما أعطاه الله - جل وعلا - وقد لا يحيطُ به.
(2)
علم لم يبحثه إلا وقتَ الحدث.
وهذا في الأغلب أنه لا يحيط بكلام أهل العلم فيه؛ لأنه لم يتعلمْهُ مِنْ قَبْل.
فَمَنْ عَلِمَ من نفسه حينئذٍ أنه إنما اطّلع على بحوث المسائلِ حين حلولِ الأحداثِ فيجب عليه أن لا يثقَ بجودةِ نظرهِ. . عليه أن يطلبَ براءةَ الذمَّةِ بالرجوع إلى أهل العلم الراسخين فيه.
*****
(2)
المسجد في الإسلام للعبادة والعلم: ومهمة المسجد في الإسلام ما يلي:
(1)
أنه مكانُ عبادةِ الله - جل وعلا -.
(2)
أنه أعظمُ ما يجبُ أن يُحَقَّقَ فيه دينُ الله - جل وعلا - بكماله.
(3)
تقامُ فيه الصلواتُ المفروضةُ.
(4)
يكون فيه نشرُ الخيرِ، وتعليمُ الجاهلِ.
(5)
يكون فيه الأمر بالمعروفِ والنهيُ عن المنكر. على وَفْقِ ما تقتضيه الشريعةُ.
(6)
تقام فيه الخطبُ النافعةُ.
والخطيب قائم فيها مقامَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
ولهذا تَعْظُمُ التّبِعَةُ بعِظَمِ المنصبِ والمسئوليةِ.
ومن أشدِّ من يُعَذَّبُ يوم القيامة - كما جاء في حديث البخاري - فيمن رآهم صلى الله عليه وسلم ليلة عُرِج به، الخطباءُ الذين لم يوافقوا أمْرَ الله سبحانه وتعالى، وأمْرَ رسوله، فرآهم
يعَذبونَ بأنواعٍ من العذاب (1)
(7)
الإمامُ يقومُ فيه مقامَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في أداء هذه المهمةِ؛ لأنَّ أصلَ الإمامةِ للنبي صلى الله عليه وسلم ولمَنْ أنابَهُ عليه الصلاة والسلام أو كَلَّفَهُ، والإمامةُ لولاةِ الأمورِ في ذلك عند كثرة المساجد.
فإذاً الواجبُ على الأئمة والخطباء أن يحققوا منهج السلف، وأن لا يُعَرِّضُوا أنفسَهم والمسلمينَ إلى ما فيه العقوبةُ.
*****
(1) أوردَ ابن حجر في " فتح الباري " في شرح (كتاب مناقب الأنصار - باب حديث الإسراء)(7 200) ط السلفية؛ حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند الطبراني والبزار قال: مرَّ بقومٍ تقرض ألسنتهم وشفاهُهُم، وكلما قُرِضتْ عادت.
قال - القائل: جبريل عليه السلام: هؤلاء خطباء الفتنة.
ومر بثورِ عظيم يخرج من ثقب صغير يريد أن يرجع فلا يستطيع.
قال - القائل: جبريل عليه السلام: هذا الرجل يتكلم بالكلمة فيندم فيريد أن يردَها فلا يستطيع.
(3)
الحذر من البغي والتأويل: أُحذِّرُكم وأحذرُ جميعَ المسلمين من البغي والتأويل؛ لأنهما الأساسُ في الفرقةِ والفتنةِ والبغضاءِ بين أفرادِ الأمة الإسلامية.
ويجب السمعُ والطاعةُ لولي الأمر؛ لما في ذلك من سدٍّ للذرائع.
وبعد فيا أيها الإخوان:
فإن للمؤمنين سماتٍ عليهم أن يتخَلَّقُوا بها، وهي: