المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فحمل ما بعد الفاء على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: - شرح التسهيل لابن مالك - جـ ٤

[ابن مالك]

الفصل: فحمل ما بعد الفاء على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره:

فحمل ما بعد الفاء على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: فهو راحة، والجملة جواب للو، وجاز أن تجاب بجملة اسمية مقرونة بالفاء تشبيها بإن. ويجوز عندي أن يكون ما بعد الفاء معطوفا على فاعل كان، وجواب لو محذوف تقديره: لو كان قتل فراحة لثَبَتُّ، كما حذف في مواضع كثيرة، كقوله تعالى:(إنّ الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به) وكما حذف هو والشرط في قول الشاعر:

إنْ يكنْ طبُّكِ الدلالَ فلو في

سالف الدهرِ والسنينَ الخوالي

قال أبو الحسن: يريد فلو كان في سالف الدهر لكان كذا وكذا.

فصل: ص: إذا وَلِيَ "‌

‌لمّا

" فعلٌ ماض لفظا ومعنى فهو ظرف بمعنى "إذ" فيه معنى الشرط، أو حرفٌ يقتضي فيما مضى وجوبا لوجوب، وجوابها فعل ماض لفظا ومعنى، أو جملة اسمية مع إذا المفاجأة أو الفاء، وربما كان ماضيا مقرونا بالفاء، وقد يكون مضارعا.

ش: من حروف المعاني "لمّا" وهي في الكلام على ثلاثة أقسام: الأول: أن تكون نافية جازمة، تقلب المضارع إلى المضي، وقد تقدم ذكرها.

والثاني: أن تكون بمعنى إلا في قسم، أو بعد نفي دون قسم، وتليها الأسماء والأفعال إلا الماضي لا يكون بعدها إلا مستقبل المعنى. فمن مجيئها في القسم قوله: عزمت عليك لمّا ضربت سوطا أو سوطين، وقول الراجز:

قالتْ له بالله ياذا البُرْدَيْن

لمّا غَنِثْتَ نَفَسا أو اثنَيْنْ

ومن مجيئها بعد النفي الخالي من القسم قراءة عاصم وحمزة: (وإنْ كلٌّ لما

ص: 101

جميعٌ لدينا مُحْضَرون): (وإنْ كلّ ذلك لمّا متاعُ الحياةِ الدنيا) أي ما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا.

والثالث: أن تدل على وجوب شيء لوجوب غيره، ولا يلزمها إلا فعل ماض لفظا ومعنى، وهي حرف يقتضي فيما مضى وجوبا لوجوب عند سيبويه، وظرف بمعنى "إذ" فيه معنى الشرط عند أبي علي.

قال شيخنا رحمه الله: والصحيح قول سيبويه، واستدل بقوله تعالى:(وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا) فإن المراد أنهم هلكوا بسبب ظلمهم، لا أنهم أهلكوا حين ظلمهم، لأن الهلاك متأخر عنه، وربما ينوى.

قال سيبويه: إن اسميتها مشكوك فيها، وحرفيتها ظاهرة، لأنها دالة على معنى الشرط، فتقتضي فيما مضى وجوبا لوجوب، كما تقتضي "لو" امتناعا لامتناع، والحكم بالظاهر راجح. قال الشيخ: ويقوى قول أبي علي أنها قد جاءت لمجرد الوقت في قول الراجز:

إنّي لأرجو مُحْرِزًا أن يَنْفَعا

إيّايَ لمّا صرتُ شَيخا قَلِعا

وجواب لما فعل ماض لفظا ومعنى، نحو:(فلما أنْ جاء البشير ألقاه) أو جملة اسمية مع إذا المفاجأة، كقوله تعالى:(فلما أحسُّوا بأسنا إذا هم منها يركُضون) أو مع الفاء كقوله تعالى: (فلمّا نجّاهم إلى البر فمنهم

ص: 102

مُقْتَصِد) وربما كان ماضيا مقرونا بالفاء كقول الشاعر:

فلما رأى الرحمن أنْ ليس فيكم

رَشيدٌ ولا ناهٍ أخاه عن الغَدْر

فصَبّ عليكم تَغْلِب ابنةَ وائلٍ

فكانوا عليكم مثل راغِيةِ البَكْرِ

ص: 103