المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وَقَالَ مُسلم: " أَبُو الْخطاب حَرْب بن شَدَّاد الْقطَّان، سمع - شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

[أبو شامة المقدسي]

الفصل: وَقَالَ مُسلم: " أَبُو الْخطاب حَرْب بن شَدَّاد الْقطَّان، سمع

وَقَالَ مُسلم: " أَبُو الْخطاب حَرْب بن شَدَّاد الْقطَّان، سمع شهر بن حَوْشَب وَيحيى بن أبي كثير وَالْحسن، روى عَنهُ عبد الصَّمد وَأَبُو دَاوُد وَابْن رَجَاء ".

‌فصل

رَاوِي حَدِيث عَائِشَة وَجَابِر عَن عقيل هُوَ اللَّيْث بن سعد، وَعَن يُونُس عبد الله بن وهب، وَعَن معمر عبد الرَّزَّاق.

اللَّيْث بن سعد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْحَارِث الفهمي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ:

فَقِيه أهل مصر، سمع يزِيد بن أبي حبيب وَالزهْرِيّ وَأَبا الزبير الْمَكِّيّ ونافعا مولى ابْن عمر وَابْن أبي مليكَة وَعَطَاء والمقبري وَغَيرهم من التَّابِعين.

روى عَنهُ مُحَمَّد بن عجلَان وَهُوَ من شُيُوخه وَابْن لَهِيعَة وَابْن الْمُبَارك وهشيم وَابْن وهب والوليد بِمَ مُسلم وقتيبة وَغَيرهم، وَمَعَ كَونه من أَصْحَاب الزُّهْرِيّ فقد روى عَن جمَاعَة من أقرانه من أَصْحَاب الزُّهْرِيّ، كَمَا روى هَذَا الحَدِيث عَن عقيل عَن الزُّهْرِيّ.

ص: 214

وَمن أعجب مَا وَقع لي من رِوَايَته أَنه روى عَن ثَلَاثَة من أَصْحَاب الزُّهْرِيّ بَعضهم عَن بعض عَن الزُّهْرِيّ، وَقع ذَلِك فِي " كتاب الْأَرْبَعين " لأبي الْمَعَالِي ابْن الْجُوَيْنِيّ الْفَقِيه رحمه الله، قَالَ يحيى بن عبد الله بن بكير: حَدثنِي اللَّيْث بن سعد، عَن ابْن الْهَاد، عَن إِبْرَاهِيم بن سعد، عَن صَالح بن كيسَان، عَن ابْن شهَاب الحَدِيث.

قَالَ مُحَمَّد بن سعد: " وَكَانَ اللَّيْث قد اسْتَقل بالفتوى بِمصْر، وَكَانَ ثِقَة كَبِير الحَدِيث صَحِيحه، وَكَانَ سريا من الرِّجَال نبيلا، سخيا لَهُ ضِيَافَة ".

وَمَات بِمصْر فِي شعْبَان سنة خمس وَسبعين وَمِائَة، وَقيل: سنة أَربع وَسبعين، وَمَات مَالك بن أنس سنة تسع وَسبعين.

قَالَ الإِمَام الشَّافِعِي: " مَا فَاتَنِي أحد فأسفت عَلَيْهِ مَا أسفت على اللَّيْث وَابْن أبي ذِئْب ".

وَقَالَ أَيْضا: " اللَّيْث أفقه من مَالك إِلَّا أَن أَصْحَابه لم يقومُوا بِهِ ".

ص: 215

عبد الله بن وهب بن مُسلم أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ:

من كبار أهل مصر فِي الْعلم والزهد والورع، صنف الْكتب وَنشر الْعلم وَلزِمَ النّسك.

سمع عَمْرو بن الْحَارِث وَابْن جريج ومالكا وَالثَّوْري وَاللَّيْث وحيوة وَغَيرهم، روى عَنهُ اللَّيْث وَسَعِيد بن أبي مَرْيَم وَإِسْمَاعِيل بن أبي أويس وَسَعِيد بن مَنْصُور وَغَيرهم، وَكثر أَصْحَابه من أهل مصر وَغَيرهَا.

وَعرض عَلَيْهِ يحيى بن خَالِد الْقَضَاء فَكتب إِلَيْهِ: " إِنِّي لم أكتب الْعلم أُرِيد أَن أحْشر بِهِ فِي زمرة الْقُضَاة وَلَكِنِّي كتبت الْعلم أُرِيد أَن أحْشر (بِهِ) فِي زمرة الْعلمَاء ".

ثمَّ طلبه لولاية الْقَضَاء أَمِير مصر من قبل الْمَأْمُون وَهُوَ عباد بن مُحَمَّد فتغيب فَسمع وَهُوَ يَقُول: " يَا رب، يقدم عَلَيْك إخْوَانِي غَدا عُلَمَاء حكما فُقَهَاء وأقدم عَلَيْك قَاضِيا، لَا يَا رب، وَلَو قرضت بِالْمَقَارِيضِ ".

وَقَالَ لَهُ أَهله: " لَعَلَّ الله يحيي الْحق على يَديك، فَقَالَ: أردتم أَن تَأْكُلُوا ديني ".

وَقَالَ لبَعْضهِم: " ألم تعلم أَن الْقُضَاة يحشرون يَوْم الْقِيَامَة مَعَ السلاطين، ويحشر الْعلمَاء مَعَ الْأَنْبِيَاء ".

ص: 216

ولد ابْن وهب سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة، وَمَات بِمصْر سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة، قرئَ عَلَيْهِ " كتاب أهوال الْقِيَامَة " فَخر مغشيا عَلَيْهِ فَلم يتَكَلَّم بِكَلِمَة حَتَّى مَاتَ ".

عبد الرَّزَّاق بن همام بن نَافِع أَبُو بكر الْحِمْيَرِي مَوْلَاهُم الصَّنْعَانِيّ:

إِمَام أهل الْيمن بعد معمر وَهُوَ مثل وَكِيع بِالْكُوفَةِ وَابْن وهب بِمصْر وَابْن الْمُبَارك بخراسان.

أَخذ الْعلم والْحَدِيث عَن معمر بن رَاشد بِالْيمن، وَمَالك بن أنس بِالْمَدِينَةِ، وَابْن جريج بِمَكَّة، وسُفْيَان الثَّوْريّ بِالْكُوفَةِ، وَالْأَوْزَاعِيّ بِالشَّام وَغَيرهم، روى عَنهُ من الْأَئِمَّة أَحْمد وَيحيى وَإِسْحَاق وَعبد بن حميد وَمن لَا يُحْصى كَثْرَة.

يُقَال: لم يرحل إِلَى أحد بعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَمَا رَحل إِلَى عبد الرَّزَّاق، ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة، وَمَات بعد أَن عمى سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ بِصَنْعَاء.

ص: 217