المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ثواب صلة الرحم وإثم من قطعها - شرح السنة للبغوي - جـ ١٣

[البغوي، أبو محمد]

فهرس الكتاب

- ‌33 - كتاب البر والصلة

- ‌بَاب بر الْوَالِدين

- ‌بَاب صلَة الْوَالِد الْمُشرك

- ‌بَاب تَحْرِيم العقوق

- ‌بَاب ثَوَاب صلَة الرَّحِم وإثم مِن قطعهَا

- ‌بَاب لَيْسَ الْوَاصِل بالمكافئ

- ‌بَاب بر أم الرَّضَاع

- ‌بَاب رَحْمَة الْوَلَد وَتَقْبِيله

- ‌بَاب رَحْمَة الْخلق

- ‌بَاب رَحْمَة الصَّغِير وإجلال الْكَبِير

- ‌بَاب ثَوَاب كافل الْيَتِيم

- ‌بَاب السَّاعِي عَلَى الأرملة

- ‌بَاب تعاون الْمُؤمنِينَ وتراحمهم

- ‌بَاب ثَوَاب المتحابين فِي الله

- ‌بَاب الْحبّ فِي اللَّه عز وجل

- ‌بَاب زِيَارَة الإخوان

- ‌بَاب يحب لِأَخِيهِ مَا يحب لنَفسِهِ

- ‌بَابالْمَرْء مَعَ مَن أحب

- ‌بَاب الْقَصْد فِي الْحبّ والبغض

- ‌بَاب إِعْلَام مِن يُحِبهُ

- ‌بَاب الجليس الصَّالح وَالْأَمر بِصُحْبَة الصَّالِحين

- ‌بَاب حق الْجَار

- ‌بَاب الرِّفْق

- ‌بَاب حُسْنِ الْخُلُقِ

- ‌بَاب طلاقة الْوَجْه

- ‌بَاب حَسَن الْمُعَامَلَة مَعَ النَّاس

- ‌بَاب الحذر

- ‌بَاب لَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون الثَّالِث

- ‌بَاب النَّصِيحَة

- ‌بَاب نصْرَة الإخوان

- ‌بَابالسّتْر

- ‌بَاب النَّهْي عَن هجران الإخوان

- ‌بَاب وَعِيد المتهاجرين والمتشاحنين

- ‌بَاب النَّهْي عَن تتبع عورات الْمُسلمين

- ‌بَاب الذب عَن الْمُسلمين

- ‌بَاب مَا لَا يجوز مِن الظَّن وَالنَّهْي عَن التحاسد والتجسس

- ‌بَاب إصْلَاح ذَات الْبَين وَإِبَاحَة الْكَذِب فِيهِ

- ‌بَاب التعزي بعزاء الْجَاهِلِيَّة

- ‌بَاب العصبية

- ‌بَاب الافتخار بِالنّسَبِ

- ‌بَاب وَعِيد مِن سبّ مُسلما أَو رَمَاه بِكفْر

- ‌بَاب تَحْرِيم اللَّعْن

- ‌بَاب تَحْرِيم الْغَيْبَة

- ‌بَاب ذكر أهل الْفساد بِمَا فيهم

- ‌بَاب من قَالَ هلك النَّاس

- ‌بَاب وَعِيد ذِي الْوَجْهَيْنِ

- ‌بَاب وَعِيد النمام

- ‌بَاب مَا يكره من التمادح

- ‌بَاب الصدْق وَالْكذب

- ‌بَاب فِي المعاريض مندوحة عَن الْكَذِب

- ‌بَاب مَا يحذر من الْغَضَب وَمَا يجوز مِنْهُ فِي أَمر الدَّين

- ‌بَاب الْوضُوء عِنْد الْغَضَب

- ‌بَاب الصَّبْر عَلَى أَذَى الْمُسلمين والتجاوز عَنْهُم

- ‌بَاب الْكبر ووعيد المتكبرين

- ‌بَاب الْحيَاء

- ‌بَاب التأني والعجلة

- ‌بَاب المزاح

- ‌بَاب الدّلَالَة عَلَى الْخَيْر

- ‌بَاب شكر الْمَعْرُوف

- ‌بَاب المشورة وَأَن المستشار مؤتمن

- ‌34 - كتاب الْفَضَائِل

- ‌بَاب فَضَائِل سيد الْأَوَّلين والآخرين مُحَمَّد صلوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وعَلى آله أَجْمَعِينَ وشمائله

- ‌بَاب أَسمَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب خَاتم النُّبُوَّة

- ‌بَاب صفة النَّبِي

- ‌بَاب شَيْبه وخضابه صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب طيب رِيحه عليه السلام

- ‌بَاب حسن خلقه صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب تواضعه صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب جوده صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب حيائه وَقلة كَلَامه صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب شجاعته صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب تبسمه صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب اخْتِيَاره أيسر الْأَمريْنِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب جَامع صِفَاته صلى الله عليه وسلم

- ‌بَاب عَلَامَات النُّبُوَّة

- ‌بَاب المبعث وبدء الْوَحْي

- ‌بَاب دُعَائِهِ صلى الله عليه وسلم الْمُشْركين وَصَبره على أذاهم

- ‌بَاب الْمِعْرَاج

- ‌بَاب الْهِجْرَة

- ‌بَاب الْغَزَوَات

- ‌بَاب غَزْوَة بدر

- ‌بَاب غَزْوَة بني النَّضِير

- ‌بَاب غَزْوَة أحد

- ‌بَاب قتل أهل بِئْر مَعُونَة

الفصل: ‌باب ثواب صلة الرحم وإثم من قطعها

‌بَاب ثَوَاب صلَة الرَّحِم وإثم مِن قطعهَا

قَالَ اللَّهُ سبحانه وتعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} [النِّسَاء: 1]، أَي: اتَّقوا الْأَرْحَام أَن تقطعوها.

وَمن خفض، أَرَادَ تساءلون بِهِ وبالأرحام، وَهُوَ قَوْلك: نشدتك بِاللَّه وبالرحم.

3429 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمْعَانَ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّيَّانِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ

ص: 18

أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْمُظَفَّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّمِيمِيُّ، أَنا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ، أَنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْغَافِقِيُّ، نَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.

هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ مُحَمَّدٌ، عَنْ يَحْيَى بْن بُكَيْر، عَنِ اللَّيْثِ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.

قَوْله: «ينسأ فِي أَثَره» ، مَعْنَاهُ: يُؤَخر فِي أَجله، يقَالَ: نسأ اللَّه فِي عمرك، وأنسأ عمرك، والأثر هَهُنَا: آخر الْعُمر، وَسمي الْأَجَل أثرا، لِأَنَّهُ يتبع الْعُمر، وَقَوله سبحانه وتعالى:{وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12]، أَي: سنوا بعدهمْ مِن السّنَن، فَعمل بهَا.

3430 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ، أَنا أَبُو مَنْصُورٍ السَّمْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّيَّانِيُّ، نَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، نَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عِيسَى الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: لَا أًعْلَمُهُ إِلا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ،

ص: 19

فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَرِ».

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يَزِيدَ، مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

3431 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمْعَانَ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّيَّانِيُّ، نَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ، قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوَيِ

ص: 20

الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: مَهْ.

قَالَتْ: هذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ.

قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ: أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ.

قَالَتْ: بَلَى يَا رب.

قَالَ: فَذَلِكَ لَكِ.

ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [مُحَمَّد: 22] ".

هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي أَبُو الْحُبَابِ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ:«فَأَخَذَتْ بِحَقْوَيِ الرَّحْمَنِ» .

وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَقَالَ:«فَأَخَذَتْ بَحَقْوِ الرَّحْمَنِ» .

وَقَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ} [مُحَمَّد: 22].

قِيلَ فِي معنى التَّعَلُّق بحقو الرَّحْمَن: إِنَّه الاستجارة والاعتصام بِاللَّه سبحانه وتعالى، يقَالَ: عذت بحقو فلَان: إِذا استجرت بِهِ.

وَقيل: الحقو: الْإِزَار، وَإِزَاره عزه، ولاذت الرَّحِم بعزه مِن القطيعة.

قَالَ الْإِمَام: كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث فِي دُعَاء المشتكي: «أعوذ بعزة اللَّه مِن شَرّ مَا أجد» .

ص: 21

3432 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنا أَبُو مَنْصُورٍ السَّمْعَانِيُّ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّيَّانِيُّ، نَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، نَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ عَادَ أَبَا الرَّدَّادِ، قَالَ: يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ جل جلاله:«أَنَا اللَّهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، وَهِيَ الرَّحِمُ، شَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا، وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا، بتَتُّهُ» .

قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

وَقَالَ: اشْتَكَى الرَّدَّادُ اللَّيْثِيُّ، فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، قُلْتُ: وَهُوَ الأَصَحُّ.

3433 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمْعَانَ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الرَّيَّانِيُّ، نَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " ثَلاثَةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: القُرْآنُ يُحَاجُّ الْعِبَادَ لَهُ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَالأَمَانَةُ،

ص: 22

وَالرَّحِمُ تُنَادِي: أَلا مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

3434 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

قَوْله: «شجنة مِن الرَّحْمَن» ، وَهِي بِضَم الشين وَكسرهَا، وَمِنْه قَوْلهم: شجر متشجن: إِذا التف بعضه بِبَعْض، ويقَالَ: الحَدِيث ذُو شجون: يُرَاد تمسك بعضه بِبَعْض، فَقَوله:«شجنة» ، أَي: قرَابَة مشتبكة كاشتباك الْعُرُوق.

3435 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ، أَنا أَبُو مَنْصُورٍ السَّمْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّيَّانِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، نَا ابْنُ لَهِيعَةَ، نَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،

ص: 23

عَنْ جَدِّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" الرَّحِمُ شُجْنَةٌ كَمَا يَنْبُتُ الْعُودُ فِي الْعُودِ، فَمَنْ وصَلَهَا، وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ، وَتُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ ذَلْقٍ: اللَّهُمَّ فُلانٌ وَصَلَنِي، فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَتَقُولُ: إِنَّ فُلانًا قَطَعَنِي، فَأَدْخِلْهُ النَّارَ ".

وَقَدْ صَحَّ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ ".

3436 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمْعَانَ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّيَّانِيُّ، نَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، نَا ابْنُ

ص: 24

أَبِي أُوَيْسٍ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونَ، وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ، وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَئِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ، لَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلا تَزَالُ تَرَى مَعَكَ ظَهِيرًا مِنَ اللَّهِ مَا زِلْتَ عَلَى ذَلِكَ ".

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُثَنَّى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلاءِ.

قَوْله: «تسفهم المل» .

أَي تسفي فِي وُجُوههم المل مِن السفوف، قَالَ الْأَزْهَرِي: أصل الْملَّة: التربة المحماة تدفن فِيهَا الخبزة.

وَقَالَ القتبي: المل الْجَمْر، ويقَالَ للرماد الْحَار أَيْضا: المل، فالملة مَوضِع الخبزة، يَقُولُ: إِذا لم يشكروك، فَإِن عطاءك إيَّاهُم حرَام عَلَيْهِم، ونار فِي بطونهم

3437 -

أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيُّ، أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أَنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفًّارُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ،

ص: 25

عَنْ أَبِيهِ، قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ» .

هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ مُحَمَّدٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.

3438 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَنا شُعْبَةُ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يُدَّخَرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ»

وَسُئِلَ الْحَسَن: مَا بر الْوَالِدين؟ قَالَ: أَن تبذل لَهما مَا ملكت، وتطيعهما فِيمَا أمراك مَا لم يكن مَعْصِيّة، قِيلَ: فَمَا العقوق؟ قَالَ: أَن تهجرهما وتحرمهما، ثُمَّ قَالَ: أما علمت أَن نظرك فِي وُجُوه والديك

ص: 26

عبَادَة، فَكيف بِالْبرِّ بهما.

وَقَالَ عُرْوَة بْن الزبير: مَا بر وَالِده مِن سد الطّرق إِلَيْهِ.

وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لرجل وَهُوَ يعظه فِي بر أَبِيهِ: «لَا تمش أَمَام أَبِيك، وَلَا تجْلِس قبله، وَلَا تَدعه باسمه» .

وَقَالَ ابْن محيريز: مِن مَشى بَين يَدي أَبِيهِ، فقد عقه إِلَّا أَن يميط لَهُ الْأَذَى عَن الطَّرِيق، وَإِن كناه، أَو سَمَّاهُ باسمه، فقد عقه إِلَّا أَن يَقُولُ: يَا أبه.

وَقَالَ طَاوس: مِن السّنة أَن يوقر أَرْبَعَة: الْعَالم، وَذُو الشيبة، وَالسُّلْطَان، وَالْوَالِد، وَمن الْجفَاء أَن يَدْعُو الرجل وَالِده باسمه.

3439 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنا أَبُو مَنْصُورٍ السَّمْعَانِيُّ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّيَّانِيُّ، نَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا أَبُو إِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فِي حَلْقَةٍ، فَقَالَ:«إِنَّا لَا نُحِلُّ لِرَجُلٍ أَمْسَى قَاطِعَ رَحِمٍ إِلا قَامَ عَنَّا» ، فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ إِلا فَتًى كَانَ فِي أَقْصَى الْحَلْقَةِ، فَأَتَى خَالَتَهُ، فَقَالَتْ: مَا جَاءَ بِكَ؟ مَا هذَا عَنْ أَمْرِكَ، فَأَخْبَرَهَا بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعَ، فَجَلَسَ فِي مَجْلِسِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا لِي لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنَ الْحَلْقَةِ غَيْرَكَ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لِخَالَتِهِ، وَمَا قَالَتْ لَهُ، فَقَالَ: اجْلِسْ فَقَدْ أَحْسَنْتَ، أَمَا إِنَّهُ لَا تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ عَلَى قَوْمٍ

ص: 27

فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ "

أَبُو إدام ضَعِيف، قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل: سُلَيْمَان بْن زيد أَبُو إدام الْمحَاربي، كُوفِي، نَا عُبَيْد اللَّه، أَنَا سُلَيْمَان، عَن ابْن أَبِي أوفى.

3440 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أَنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الذُّهْلِيُّ، أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَمْرٍو النَّحْوِيُّ الرَّازِيُّ، بِالرَّيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنْظَلِيُّ، نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ زَيْدٍ الْمَحَارِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«لَا تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ»

3441 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ، أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ، أَنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جِهَارًا، غَيْرَ

ص: 28

سِرٍّ، يَقُولُ:" إِنَّ آلَ أَبِي، قَالَ عَمْرٌو: فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ بَيَاضٌ، لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ، إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ، وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ".

زَادَ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:«وَلَكِنْ لَهُمْ رَحِمٌ أَبُلُّهَا بِبِلالِهَا» .

هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ،

ص: 29