الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفوا عنهم
نعم هذا مذهب أهل السنة والجماعة، يرجون للمحسنين يرجون الله أن يعفو عنهم، ويتجاوز عن سيئاتهم نعم.
ويدخلهم الجنة برحمته
هكذا نرجو للمؤمن، إذا رأينا الشخص مستقيما محافظا على ما أوجب الله عليه، نرجو له المغفرة، ونرجو أن الله يدخله الجنة، لكن ما نشهد له بالجنة إلا لمن شهدت له النصوص، من شهد له النبي بالجنة كالعشرة المبشرين، والحسن والحسين وغيرهم، نشهد لهم، لكن نشهد بالجنة للعموم، نقول كل مؤمن في الجنة، أما فلان بن فلان تشهد له بالجنة؟، ما تشهد، لكن إذا رأيته مستقيما ترجو له الخير، وإذا رأيته منحرفا ما تشهد له بالنار، لكن إذا رأيته منحرفا تخاف عليه، لكن نشهد بالنار للكفرة على العموم، كل كافر في النار، كل مؤمن في الجنة، لكن فلان بن فلان منحرف تشهد له بالنار؟ لا ما أشهد له بالنار إلا إذا علمت أنه مات على الكفر، وعلى الردة، وقامت عليه الحجة، مات يعبد الأصنام، وأقمت عليه الحجة، وقال: لا أنا أعبد الأصنام، هذا لا بأس أفتي أنه مات على الكفر ولا عنده شبهة والشهادة بالجنة، لا يشهد لأحد إلا من شهدت له النصوص، لكن نرجو ونخاف، نرجو للشخص المستقيم نرجو له الخير، والمنحرف نخاف عليه، فالرجاء والخوف هذا من معتقد أهل السنة، الرجاء للمحسنين والخوف على المسيئين، مذهب أهل السنة في المحسنين من المؤمنين في الآخرة، يرجون أن يعفو الله عنهم، ويدخلهم الجنة برحمته، ولا يشهدون لهم بالجنة إلا لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يأمنون عليهم، فهم يرجون لهم المغفرة بلا أمن عليهم من مكر الله.
ومذهب أهل السنة في المسيئين من المؤمنين في الآخرة يستغفرون لهم ويخافون عليهم من النار، ولا يقنطونهم، فهم يخافون عليهم، ولا يقنطونهم من رحمة الله، هكذا هكذا.
المؤمن المستقيم، نرجو له الخير، ونرجو أن يغفر الله له، ونرجو أن يدخله الله الجنة، لكن ما نجزم ولا يعني لا نجزم، ولا نأمن عليه مادام حيا، ما يؤمن عليه ما دام حيا على قيد الحياة، ما يؤمن على الإنسان الفتنة، ما يؤمن على الإنسان يعني الشخص المستقيم، نرجو له الخير، ولا نشهد عليه به، لا نشهد له بالجنة إلا من شهدت له النصوص، وأيضا نخاف عليه يخشى على الإنسان، القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، ولهذا روي عن الإمام أحمد أنه سمع، وهو يقول عند الموت بعد بعد، ثم أفاق فسئل فقيل له: يا إمام، تقول: بعد بعد، فماذا قال: إن الشيطان جاء إلي، وقال: فتني يا أحمد، فتني يا أحمد، فتني يا أحمد، فقلت: بعد بعد، مادام الروح ما خرجت، ما فتك، بعد بعد، فإذا كان هذا الإمام أحمد رحمه الله فكيف بغيره، فالحي ما تؤمن عليه الفتنة حتى تخرج روحه، وأما المسيئون.. أهل السنة، فإنهم يستغفرون للمسيء، ويخافون عليه من النار، ولا يقنطونه من رحمة الله، فهم يخافون عليهم ولا يقنطونهم، ومذهب أهل السنة أنه يجب على العبد أن يكون خائفا راجيا، فيجمع بين الخوف والرجاء، فلا يأمن ولا ييأس، بل يكون بين الأمن واليأس، فيكون راجيا خائفا كما قال أبو علي الروزباني رحمه الله: الخوف والرجاء كجناحي الطائر، إذا استويا استوى الطير، وتم طيرانه وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في الموت،
وقالوا: ينبغي للعبد أن يكون رجاؤه في مرضه أرجح من خوفه بخلافه في زمن الصحة، فإنه يكون خوفه أرجح من رجائه يعني في زمن الخوف، أن تعبد الله بالرجاء والخوف، لكن في زمن الصحة تغلب الخوف، حتى يحملك على العمل الصالح والبعد عن السيئات، عند الموت تغلب جانب الرجاء حتى لا يموت الإنسان إلا وهو حسن الظن بالله، عملا بالأحاديث، ومنها الحديث القدسي، وهو في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم (يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء) وما ثبت في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله) .
وقال بعض السلف: من عبد الله بالحب وحده، فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده، فهو خارجي، ومن عبده بالرجاء وحده، فهو مرجئي، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد، والله سبحانه وتعالى أثنى على المؤمنين الذين يعبدونه بالخوف والرجاء فقال -سبحانه- من الأدلة على مدح الله وثنائه على من جمع بين الخوف والرجاء قول الله تعالى:{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) } وقول الله تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وقائماً يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ} وقوله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} وقوله سبحانه: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) } وقد دلت الادلة على مدح أهل الخوف والخشية والرهبة والثناء عليهم، قال الله تعالى:{فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) } وقال سبحانه: {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) } وقال: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) } وقال سبحانه: {مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ} وقد مدح الله سبحانه وتعالى أهل الإحسان مع الخشية والخوف، قال سبحانه:{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) } .
ومن السنة ما في المسند والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: (قلت: يا رسول الله، {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} هو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق قال لا يابنة الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يقبل منه) قال الحسن رحمه الله عملوا والله بالطاعة واجتهدوا فيها، وخافوا أن ترد عليهم، إن المؤمن جمع إحسانا وخشية، والمنافق جمع إساءة وأمنا. نعم.
الأسباب التي تسقط بها عقوبة جهنم عن فاعل السيئات
ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة، ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم ولا نقنطهم.
وهناك أسباب تسقط بها عقوبة جهنم عن فاعل السيئات، عرفت بالاستقراء من الكتاب والسنة، يعني المؤمن، هناك أشياء إذا فعلها إحدى عشر تسقط بها عقوبة جهنم عنه.
الأول: التوبة: والتوبة النصوح هي الخالصة، وهي الخالصة لا يختص بها ذنب دون ذنب، وكون التوبة سببا لغفران الذنوب وعدم المؤاخذة بها مما لا خلاف فيه بين الأمة، وليس شيء يكون سببا لغفران جميع الذنوب إلا التوبة، قال الله تعالى:{* قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) } وهذا لمن تاب.
وقد أجمع العلماء على أن هذه الآية نزلت في التائبين، وقال بعدها:{لَا تَقْنَطُوا} وقال بعدها: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} .
الثاني: السبب الثاني الاستغفار، قال الله تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) } لكن الاستغفار تارة يذكر وحده وتارة يقرن بالتوبة، فإن ذكر وحده دخلت معه التوبة، كما إذا ذكرت التوبة وحدها شملت الاستغفار، والتوبة تتضمن الاستغفار، والاستغفار يتضمن التوبة، فكل واحد منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق.
وأما عند الاقتران، وأما عند اقتران أحدهما بالآخر، فيفسر الاستغفار بطلب وقاية شر ما مضى، والتوبة تفسر بالرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله، فهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، ونظير هذا الفقير والمسكين والإثم والعدوان والبر والتقوى والفسوق والعصيان والكفر والنفاق والإيمان والإسلام، كل هذه الأمور إذا أطلق أحدهما دخل فيه الآخر، وإذا اجتمعا صار لكل واحد منهما معنى.
الثالث: الحسنات، قال الله تعالى:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} وقال صلى الله عليه وسلم (وأتبع السيئة الحسنة تمحها) .
رابعا: المصائب الدنيوية، وفي الحديث ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا غم ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر بها من خطاياه.
خامسا: عذاب القبر، يعني قد يعذب الإنسان في قبره ثم تسقط عنه عقوبة جهنم.
سادسا: دعاء المؤمنين واستغفارهم في الحياة، وبعد الممات، قد يكون الإنسان مستحقا للعذاب، ثم يغفر الله له بسبب دعاء المسلمين واستغفارهم له.
سابعا: ما يهدى إليه بعد الموت من ثواب صدقة أو قراءة أو حج أو نحو ذلك، إذا أهداه صدقة تصدق عنه، قد تسقط عنه عقوبة جهنم.
ثامنا: أهوال يوم القيامة وشدائده، قد يخفف عنه تسقط عنه عقوبة جهنم، تصيبه أهوال وشدائد في موقف القيامة، فتسقط بها عقوبة جهنم عنه.
تاسعا: اقتصاص المؤمنين بعضهم من بعض، حينما يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار بعد عبور الصراط إذا كان لك مظلمة على شخص، ثم أخذت حقك قبل دخول الجنة سقطت عنه عقوبة جهنم.
عاشرا: شفاعة الشافعين قد يشفع له، فلا يدخل جهنم.
حادي عشر: عفو أرحم الراحمين، قد يعفو الله عن بعض الناس بدون شيء، عفوه أرحم الراحمين من غير شفاعة، قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ويعفى لصاحب الإحسان العظيم ما لا يعفى لغيره، وإذا كان كذلك فلا يقطع لأحد معين من الأمة بالجنة أو النار، إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم لكن نرجو للمحسنين ونخاف على المسيئين نعم اقرأ العبارة قبل الآخر نعم.
ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة، ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم ولا نقنطهم
هكذا هكذا مذهب أهل السنة والجماعة، يرجون للمحسن ويخافون على المسيء، ولا يقنطون المسيء، كما أنهم لا يؤمنون لا يؤمنون المحسن، يرجون للمحسن، ولا يؤمنونه من مكر الله، ويخافون على المسيء، ولا يقنطونه من رحمة الله، نقف على قوله، والأمن والإياس.. معذرة الإطالة، ولعل الليلة الجمعة -إن شاء الله- ونحاول بهذا حتى -إن شاء الله- نستطيع ننهي العقيدة الطحاوية، وإذا كان هناك بعض الأسئلة، إن شئتم علشان الليلة الجمعة نأخذ بعض الأسئلة، فلا مانع أحسن الله إليكم.