المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الاختلاف بين المشيئة الكونية والشرعية: - الاختلاف في العمل الإسلامي الأسباب والآثار

[ناصر العمر]

فهرس الكتاب

- ‌أولًا: مقدمات

- ‌ الاختلاف باعتبار حقيقة المسائل المختلف فيها

- ‌ الاختلاف باعتبار ما يوجبه

- ‌ الاختلاف باعتبار أثره

- ‌ الاختلاف باعتبار مدح أصحابه وذمهم:

- ‌النوع الثاني: اختلاف ينقسم أهله إلى محمود ومذموم

- ‌ نوع آخر من الاختلاف:

- ‌الاختلاف بين المشيئة الكونية والشرعية:

- ‌مسألة هل الاختلاف رحمة وخير أم عذاب وشر

- ‌عمل أهل العلم على الخروج من الخلاف:

- ‌حكم الاختلاف في العمل الإسلامي

- ‌ثانيًا: أسباب الافتراق

- ‌أولًا: تفاوت الناس في الطبائع والميول وتفاضلهم في العقول

- ‌أولًا: البغي

- ‌ثانيًا: الغرور بالنفس

- ‌ثالثًا: سوء الظن بالآخرين

- ‌رابعًا: حب الظهور بالجدل والمماراة

- ‌ عوامل خارجية قادت إلى تفاقم الاختلاف

- ‌أولًا: الضعف والعجز

- ‌ثانيًا: هلاك الأمة

- ‌ثالثًا: العقوبات المعنوية

- ‌رابعًا: الجهل بالحق والبعد عنه

- ‌خامسًا: براءة الرسول صلى الله عليه وسلم من المفترقين:

- ‌سادسًا: اسوداد وجوه طوائف من المفترقين يوم القيامة:

الفصل: ‌الاختلاف بين المشيئة الكونية والشرعية:

‌الاختلاف بين المشيئة الكونية والشرعية:

الاختلاف سنة كونية وقدر واقع لا محالة بمشيئة الله الكونية، قال الله تعالى:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} .

والقدر الكوني إن كان شرًا فيجب أن يسعى الإنسان للخروج منه وعدم الوقوع فيه، كالكفر فهو قدر كوني حكم الله بوجوده كونًا، ومع ذلك واجب على كل إنسان أن يجتنبه وكذلك المعاصي، وكل ذلك مقدر شاء الله وقوعه كونًا بناء على علمه باختيار الإنسان، فالله عز وجل وهب خلقه مشيئة واختيارًا خاضعة لمشيئة الله مع علمه باختيارهم وكتابته له وتقدير كونه منهم.

فالخلاف قد يكون قدرًا كونيًا فيه شر ولا يخلو من خير -فالله لا يخلق شرًا محضًا- فلا يستسلم له العبد بل يقاومه بالقدر، فإن لم يزله خفف من آثاره وخرج بأقل أضراره.

ص: 22