الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} {سورة المدثر، الآيات: 1-7 {وَمَعْنَى {قُمْ فَأَنْذِرْ} يُنْذِرُ عَنِ الشِّرْكِ وَيَدْعُو إِلَى التَّوْحِيدِ. {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} أَيْ: عَظِّمْهُ بِالتَّوْحِيدِ، {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} أَيْ: طَهِّرْ أَعْمَالَكَ عَنِ الشِّرْكِ. {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} الرُّجْزَ: الأَصْنَامُ وَهَجْرُهَا تَرْكُهَا، وَالْبَرَاءَةُ منها وأهلها.
ــ
(1)
أي أن النبي صلى الله عليه وسلم بقي عشر سنين يدعو إلى توحيد الله عز وجل وافراده بالعبادة سبحانه وتعالى،.
المعراج
…
أَخَذَ عَلَى هَذَا عَشْرَ سِنِينَ يَدْعُو إِلَى التَّوْحِيدِ (1) وَبَعْدَ الْعَشْرِ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ (2) ،......
ــ
(2)
العروج الصعود ومنه قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [سورة المعارج، الآية: 4] وهو من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة التي فضله الله به قبل أن يهاجر من مكة، فبينما هو نائم في الحجر في الكعبة أتاه آت فشق ما بين ثغره نحره إلى اسفل بطنه ثم استخرج قلبه فملأه حكمة وإيماناً تهيئة لما سيقوم به ثم أتى بداية بيضاء دون البغل وفوق الحمار يقال لها البراق يضع خطوه عند منتهى طرفه فركبه صلى الله عليه وسلم وبصحبته جبريل الأمين حتى وصل بيت المقدس فنزل هناك وصلى بالأنبياء إماماً بكل الأنبياء والمرسلين يصلون خلفه ليتبين بذلك فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرفه وأنه الإمام المتبوع، ثم عرج به جبريل إلى السماء الدنيا فأستفتح فقيل من هذا؟ قال: جبريل. قيل ومن معك؟ قال: محمد قيل: وقد أرسل إليه؟
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
قال: نعم. قيل: مرحباً به فنعم المجىء جاء ففتح له فوجد فيها آدم فقال جبريل: هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلم عليه فرد عليه السلام، وقال مرحباً بالأبن الصالح والنبي الصالح، وغذا على يمين آدم أرواح السعداء وعلى يساره أرواح الأشقياء من ذريته فإذا نظر إلى اليمين سر وضحك وإذا نظر قبيل شماله بكى، ثم عرج به جبريل إلى السماء الثانية فاستفتح.. إلخ. فوجد فيها يحيى وعيسى عليهما الصلاة والسلام وهما ابنا الخالة كل واحد منهما ابن خالة الآخر فقال جبريل: هذان يحيى وعيسى فسلم عليهما، فردا السلام وقالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم عرج به جبريل إلى السماء الثالثة فأستفتح
…
إلخ. فوجد فيها يوسف عليه الصلاة والسلام فقال جبريل هذا يوسف فسلم عليه فسلم عليه، فرد السلام، وقال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم عرج به جبريل إلى السماء الرابعة فاستفتح.. إلخ فوجد فيها إدريس صلى الله عليه وسلم فقال جبريل هذا إدريس فسلم عليه فسلم عليه فرد السلام، وقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم عرج به جبريل إلى السماء الخامسة فأستفتح....إلخ. فوجد فيها هارون بن عمران أخا موسى صلى الله عليه وسلم فقال جبريل هذا هارون فسلم عليه، فسلم عليه فرد عليه السلام وقال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم عرج به جبريل إلى السماء السادسة فأستفتح.... إلخ. فوجد فيها موسى صلى الله عليه وسلم فقال جبريل هذا موسى فسلم عليه، فسلم عليه فرد عليه السلام وقال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما تجاوزه بكى موسى فقيل له ما يبكيك قال: "أبكي لأن غلاماً
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي" فكان بكاء موسى حزناً على ما فات أمته من الفضائل لا حسداً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم عرج به إلى السماء السابعة فأستفتح
…
إلخ. فوجد فيها إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم فقال جبريل: هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه، فسلم عليه فرد عليه السلام وقال مرحباً بالأبن الصالح والنبي الصالح. وإنما طاف جبريل برسول الله صلى الله عليه وسلم، على هؤلاء الأنبياء تكريماً له وإظهاراً لشرفه وفضله صلى الله عليه وسلم وكان إبراهيم الخليل مسنداً ظهره إلى البيت المعمور في السماء السابعة الذي يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة يتعبدون ويصلون ثم يخرجون ولا يعودون في اليوم الثاني يأتي غيرهم من الملائكة الذين لا يحصيهم إلا الله، ثم رفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى فغشيها من أمر الله من غير البهاء والحسن ما غشيها حتى لا يستطيع أحد أن يصفها من حسنها ثم فرض الله عليه الصلاة خمسين صلاة كل يوم وليلة فرضي بذلك وسلم ثم نزل فلما مر بموسى قال: ما فرض ربك على أمتك؟ قال: خمسين صلاة في كل يوم. فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك وقد جربت الناس من قبلك وعالجت بني إسرائيل اشد المعالجة فأرجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. قال النبي صلى الله عليه وسلم فرجعت فوضع عن يعشراً وما زال راجع حتى استقرت الفريضة على خمس، فنادى مناد أمضيت فريضتي وخففت على عبادي. وفي هذه الليلة أدخل النبي صلى الله عليه وسلم الجنة فإذا فيها قباب اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى مكة بغلس وصلى فيها الصبح. (1)
(1) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة. ومسلم، كتاب الإيمان، باب: الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض الصلوات.