المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الرابع: الذكر والدعاء - البركة في الرزق والأسباب الجالبة لها في ضوء الكتاب والسنة

[عبد الله السوالمة]

الفصل: ‌المطلب الرابع: الذكر والدعاء

2 -

يستحب التسمية في أوَّل كل أمر ذي بال كالدخول، والخروج، والأكل، والشراب، والوزن، والكيل، وعدَّ النقود، واللباس، والجماع، ويلحق بها ما في معناها، وحمد الله تعالى في آخره. وقد نقل النووي الإجماع على استحباب التسمية وقال: فإن الشيطان يتمكن من أكل الطعام إذا شرع فيه إنسان بغير ذكر الله تعالى، وأكل الشيطان محمول على ظاهره وأنه يأكل حقيقة إذ العقل لا يحيله، والشرع لم ينكره، بل أثبته، فوجب قبوله واعتقاده1.

3 -

وقد قيل: إن معنى ذلك هو استحسان الشيطان رفع البركة من ذلك الطعام إذا لم يذكر اسم الله عليه2.

4 -

أن الشيطان لم يسلَّط بإذن الله تعالى على من يسمي من أجل بركة التسمية، لأن في ذكر الله تعالى ودعائه اعتصاماً من الشيطان وأعوانه، فلا يشركهم الشيطان ولا يقربهم، وبذلك تحصل البركة3.

1 شرح صحيح مسلم (13/88-90) بتصرف، وانظر الأذكار للنووي (ص305-307) .

2 انظر: فتح الباري (9/522) .

3 فتح الباري (9/229) ببعض التصرف.

4 سورة العنكبوت: من الآية رقم (45) .

5 الصحيح، كتاب الحيض باب تقضي الحائض المناسك كلها

(1/407) . وكتاب الأذان، باب هل يتبع المؤذن فاه ها هنا (2/114) وهو في الموضعين معلق.

6 الصحيح، كتاب الحيض، باب ذكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها (1/282) .

ص: 289

‌المطلب الرّابع: الذّكر والدّعاء

يعد الذكر من أفضل الطاعات، إذ هو سِرُّها وروحها، وهو أكبر من كل شيء، وأفضل من كل شيء، {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر} 4. ولذا فقد كان صلى الله عليه وسلم:"يذكر الله على كل أحيانه" كما جاء عند البخاري5، ومسلم6، وغيرهما.

1 شرح صحيح مسلم (13/88-90) بتصرف، وانظر الأذكار للنووي (ص305-307) .

2 انظر: فتح الباري (9/522) .

3 فتح الباري (9/229) ببعض التصرف.

4 سورة العنكبوت: من الآية رقم (45) .

5 الصحيح، كتاب الحيض باب تقضي الحائض المناسك كلها

(1/407) . وكتاب الأذان، باب هل يتبع المؤذن فاه ها هنا (2/114) وهو في الموضعين معلق.

6 الصحيح، كتاب الحيض، باب ذكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها (1/282) .

ص: 289

وملازمة الذكر والدعاء فيه استجلاب كل خير وبركة، ودفع كل بلاء وضر، وقرب من الرحمن ونيل رضاه وبعدٌ عن الشيطان وطرد له ولأعوانه، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا - يرشد إلى ملازمة الذكر والدعاء، كما أنه يذكر الله على كل أحيانه فإنه يدعو ربه في كل الأحيان بكل خير من خيري الدنيا والآخرة، ويدعو كذلك لأصحابه بما ينفعهم في دينهم ودنياهم وأخراهم.

فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم1 أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي.." كما كان صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم اغفر لي ذنبي ووسِّع لي في داري، وبارك لي فيما رزقتني" عند الترمذي2، وأحمد3، والنسائي4، وابن السني5، اللفظ للترمذي والباقون بنحوه. وقال الترمذي: غريب وصححه النووي6.

وقد جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم7 فقال: علمني كلامًا أقوله، قال:"قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم". قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟. قال:"قل اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني".

1 الصحيح، كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب التعوذ من شر ما عمل (4/2087) .

2 الجامع، كتاب الدعوات، باب منه،82 (9/474) .

3 المسند (4/399) .

4 عمل اليوم والليلة (ص 172) .

5 عمل اليوم والليلة (ص 2) .

6 الأذكار (ص 21) .

7 الصحيح، كتاب الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء (4/2072) .

ص: 290

وجاء عند أحمد1 والترمذي2 والحاكم3 من حديث أبي وائل قال أتى عليًا رضي الله عنه رجل فقال يا أمير المؤمنين إني عجزت عن مكاتبتي فأعني، فقال علي رضي الله عنه ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل ثبير4 دنانير لأدَّاه الله عنك، قلت: بلى، قال:"قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك" اللفظ لأحمد، ولفظ الترمذي بنحوه، وحسنه الترمذي، وكذا الألباني5 وقال الحاكم عقبه: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

وقد ثبت في الصحيح عند البخاري6 من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فقال: "اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته".

وجاء عند الإمام أحمد7 من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما المرفوع وفيه ذكر وصية نوح عليه السلام لابنيه عندما حضرته الوفاة ومما جاء فيه: "آمركما بلا إله إلا الله.. وآمركما بسبحان الله، وبحمده، فإنها

1 المسند (1/153) .

2 الجامع، كتاب الدعوات، أحاديث شتى من أبواب الدعوات (10/8) .

3 المستدرك (1/538) .

4 في معظم المصادر بما في ذلك تحفة الأحوذي (صير)، وما أثبته هو الصواب وهو المثبت في نسخة الترمذي تحقيق: أحمد شاكر (5/523) ، وقد أخطأ المباركفوري إذ شرح اللفظة صير، قال: ويروى صبير. وعزا ذلك إلى النهاية. والذي في النهاية (1/207) وفي معجم ما استعجم (1/335) ثبير، بفتح أوله وكسر ثانيه بعده ياء وراء مهملة، جبل بمكة.

5 صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/512) .

6 الصحيح، كتاب الدعوات، باب قول الله تعالى: وصلِّ عليهم (11/36) ، وباب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر وبكثرة المال (11/144) .

7 المسند (2/225) .

ص: 291