المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثانيفي معنى الصورة في اللغة - شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري - الغنيمان - جـ ٢

[عبد الله بن محمد الغنيمان]

الفصل: ‌الفصل الثانيفي معنى الصورة في اللغة

‌الفصل الثاني

في معنى الصورة في اللغة

((وهو شكل الشيء، وحقيقته، وهيئته)) ، وفي متن اللغة:((الصورة: الشكل، والهيئة، والحقيقة)) (1) .

قال في ((القاموس)) : ((الصورة، بالضم: الشكل، جمعها صور)) .

وقال في ((شرحه)) : ((الصورة بالضم: الشكل، والهيئة، والحقيقة، والصفة)) (2) .

وقال الراغب: ((الصورة: ما ينتقش به الأعيان، ويتميز بها عن غيرها، وذلك ضربان:

أحدهما: محسوس، يدركه الخاصة والعامة، بل يدركه الإنسان، وكثير من الحيوان، كصورة الإنسان، والفرس والحمار، بالمعاينة والرؤية.

والثاني: معقول، يدركه الخاصة دون العامة، كالصورة التي اختص الإنسان بها، من العقل والرؤية، والمعاني التي خص بها. وإلى الصورتين أشار بقوله - تعالى -:{فَأَحَسَنَ صُوَرَكُم} ، {يُصَوِرُكُم فِي الأَرحَامِ} ، فالصورة المراد بها: ما خص

الإنسان بها من الهيئة المدركة بالبصر، والبصيرة، وبها فضله على كثير من خلقه)) (3) .

(1)((متن اللغة)) (4/514) .

(2)

((تاج العروس)) (3/342) .

(3)

((المفردات)) (ص289) .

ص: 39

وقال ابن الأثير: ((الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها ،وعلى معنى حقيقة الشيء، وهيئته، وعلى معنى صفته)) (1) .

وقال ابن فارس: ((الصورة جمعها صور، وهي هيئة خلقته)) (2) .

وبهذا يتبين أن الصورة في اللغة: هيئة الشيء القائم بنفسه، وشكله، وكل موجود غير مفتقر لغيره يكون قائماً بنفسه، تصح رؤيته ومشاهدته، يكون له صورة وحقيقة، والله – عز وجل – أعظم موجود وأكبره، وهو مستغن بنفسه عن غيره، وهو القائم بنفسه، والقائم على كل شيء بما يصلحه، فهو – تعالى – حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، ورؤيته تعالى جائزة في العقل في الدنيا؛ لأن كليم الله موسى سألها، ولا يسأل نبي الله إلا ما هو جائز، وواقعة في الآخرة للمؤمنين والمنافقين أيضاً في الموقف، كما نطقت بذلك الأحاديث.

وأما في الجنة فلا يراه إلا المؤمنون، والمنافقون لا يدخلون الجنة.

قال شيخ الإسلام: ((الصورة: هي الصورة الموجودة في الخارج، ولفظ ((صَ وَرَ)) يدل على ذلك، وما من موجود من الموجودات إلا له صورة في الخارج، وما يكون من الوقائع يشتمل على أمور كثيرة لها صورة موجودة في الخارج، ثم تلك الصورة الموجودة ترتسم في النفس صورة ذهنية، فمثلاً صورة الواقعة، أو صورة المسألة، إما أن يراد بها الصورة الخارجية، أو الصورة الذهنية)) (3) .

وقد يقصد بالصورة: الوجه، كما في ((المسند)) من حديث ابن عمر مرفوعاً:((ونهى أن تضرب الصور – يعني الوجه-)) (4) .

(1)((النهاية)) (3/59) .

(2)

((مقاييس اللغة)) (3/320) .

(3)

((نقض التأسيس)) (3/245) .

(4)

((المسند)) (2/118) .

ص: 40

وفيه أيضاً عن ابن عمر أنه كان يكره العلم في الصورة، أو قال:((نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن ضرب الصور – يعني الوجه -)(1) .

وقال شيخ الإسلام أيضاً: ((لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات، التي قد يسمى المخلوق بها، على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الله اختصت به، مثل العليم، والقدير، والرحيم، والسميع، والبصير، ومثل خلقه بيديه، واستوائه على العرش، ونحو ذلك)) (2) .

وقال أيضاً: ((وكما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به، فلابد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها، ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها)) (3) .

وبهذا يتبين أن الصورة كالصفات الأخرى، فأي صفة ثبتت لله تعالى بالوحي، وجب إثباتها والإيمان بها.

(1)((المسند)) (8/189) رقم ((5991)) تحقيق أحمد شاكر، والعلم هو: الوسم.

(2)

((نقض التأسيس)) (3/396) .

(3)

((نقض التأسيس)) (3/275) .

ص: 41