الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5094 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن كامل أنا عبد الملك بن محمد نا عبد الصمد بن عبد الوراث نا شعبة عن عون قال: سمعت أبا رجاء قال: كان عمر وعثمان يعاقبان على الهجاء.
5095 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة نا أبو علي حامد بن محمد الرفا نا محمد بن يونس نا عبيد الله بن موسى أنا شيبان بن عبد الرحمن عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يوسف بن ماهك عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن أعظم الناس عند الله فرية رجل هجا رجلا فهجا القبيلة بأسرها ونفى رجلا من أبيه ورمى أمه» .
فصل
ومما ينبغي للمرء المسلم أن يحفظ لسانه عن الغناء
.
قال الله عز وجل:
{وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} .
5096 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان أنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا نا عبيد الله بن عمر حدثني صفوان بن عيسى عن حميد الخراط عن عمار بن أبي معاوية عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء قال: سألت عبد الله بن مسعود عن قوله:
{وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} .
قال: والله الغناء.
5097 -
ورويناه في كتاب السنن عاليا. وروينا عن ابن عباس أنه قال الغناء وأشباهه.
5098 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا عبيد الله بن أبي الدنيا نا أبو خيثمة وعبيد الله بن عمر أنا غندر عن شعبة عن الحكم عن حماد عن إبراهيم قال: قال عبد الله بن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب.
5099 -
قال: ونا أبو خيثمة نا ابن مهدي عن سفيان عن منصور عن حماد عن إبراهيم عن عبد الله مثله. وقد روي هذا مسندا بإسناد غير قوي.
5100 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا علي بن حمشاذ نا محمد بن صالح الأشج ح.
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو علي الرفا نا محمد بن صالح الأشج نا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد نا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع» .
5101 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران نا الحسين بن صفوان نا ابن أبي الدنيا نا أبو خيثمة نا جرير عن منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال: إذا ركب الرجل الدابة ولم يسم ردفه الشيطان. فقال تغنه فإن كان لا يحسن قال له: تمنه.
5102 -
قال ونا أبو خيثمة نا بشر بن السري عن عبد العزيز بن الماجشون عن عبد الله بن دينار قال: مرّ ابن عمر بجارية صغيرة تغني. فقال: لو ترك الشيطان أحدا لترك هذه.
5103 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل الصفار نا الحسين بن علي بن عفان نا ابن نمير عن الأعمش قال: قال عبد الله: لا ألفين أحدكم يستلقي على ظهره ثم يرفع إحدى رجليه على الأخرى ثم يرفع عقيرته الغناء ويدع القرآن.
5104 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان نا علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماني الكوفي نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة أنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبيه عن ابن مسعود في قوله عز وجل:
{وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} .
قال: رجل يشتري جارية تغنيه ليلا أو نهارا.
5105 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا ابن أبي
الدنيا نا عبيد الله بن عمر حدثني عبد الله بن داود عن القاسم بن سلمان عن الشعبي لعن المغني والمغنى له.
5106 -
قال: وأنا الحسين نا عبد الله بن أبي الدنيا حدثني أبي وأحمد بن منيع نا مروان بن شجاع عن عبد الكريم الجزري قال: إذا رأيتم الرجل قد هجر المسجد وعكف على الغناء والشراب فلا تسألوا عنه.
5107 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد نا أحمد بن إبراهيم بن كثير نا أبو إسحاق الطلقاني عن الفضل بن موسى عن داود بن عبد الرحمن عن خالد بن عبد الرحمن قال: كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك فسمع غناء من الليل فأرسل إليهم بكرة فجيء بهم فقال: إن الفرس لتصهل فيسوق له الرمكة وإن الفحل ليخطر فتضبع له الناقة وإن التيس
…
فتستحرم له العنز وإن الرجل ليتغنى فتشتاق إليه المرأة ثم قال: اخصوهم ..
فقال عمر بن عبد العزيز: هذا مثلة ولا يحل فخلى سبيلهم.
5108 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد حدثني الحصين بن عبد الرحمن قال: قال الفضيل بن عياض الغناء رقية الزنى.
5108 -
مكرر-أخبرنا أبو الحسين أنا الحسين بن صفوان نا عبد الله بن أبي الدنيا حدثني إبراهيم بن محمد الرفدي عن أبي عثمان الليثي قال: قال يزيد بن الوليد الناقض يا بني أمية إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة وإنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السكر فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء إن الغناء داعية الزنى.
5109 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا ابن صفوان نا عبد الله بن محمد قال: حدثني محمد بن الفضل الأزدي قال: نزل الحطه رجل من العرب ومعه ابنته مليكة فلما جنه الليل سمع غناء فقال لصاحب المنزل: كف هذا عني.
قال له: وما تكره من ذلك.
فقال: إن الغناء زائدة من زائدة الفجور ولا أحب أن تسمعه هذه يعني ابنته. فإن كففته وإلا خرجت عنك.
قال الشيخ أحمد رضي الله عنه: ترك الغناء والإعراض عن استماعه خير لما ذهب إليه هؤلاء السلف رحمهم الله ثم إن كان شعر محظور فهو حرام وذلك بأن يكون مقولا في جنس غير حلال كالغلمان أو في غير محرمة من جنس حلال.
قال الحليمي رحمه الله: وإنما خرج ذلك لما فيه من الإغراء بالحرام فدخل في قوله تعالى:
{وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ} .
وإن كان الغناء بشعر قيل في المجلس المحلل لا في عين الخاصة فلا بأس.
5110 -
فقد روينا عن عائشة قال: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصاري يغنيان بما تناولت الأنصار يوم بعاث قالت: وليستا بمغنيتين.
فقال أبو بكر: أمزمور الشيطان في بيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وذلك يوم عيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا.
5111 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس بن يعقوب نا أحمد بن عبد الحميد نا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكره. أخرجاه في الصحيح من حديث أبي أسامة.
5112 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاري نا عثمان بن سعيد الدارمي نا عبد الله بن عبد الجبار الجابري نا عبد الله بن حميد قال: سأل أبي الزهري وأنا أسمع هل كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم رخصة في الغناء؟
فقال الزهري: نعم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بجارية في يدها دف تغني فلما رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم تخوفت وأشفقت وأنشأت تقول:
يا أيها الركب المحول رحله
…
هل لا نزلت بدار عبد مناف
ثكلتك أمك لو نزلت بدارهم
…
منعوك من ضيم ومن أقراف
5113 -
وروينا عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ترنمهم بالأشعار وهذا في الأشعار التي يكون إشنادها حلالا ويكون الترنم بها في بعض الأحايين دون بعض فإن كان يغني بها فيتخذ الغناء صناعة يؤتى عليه ويأتي له ويكون منسوبا إليه مشهورا به. فقد قال الشافعي رحمة الله عليه: لا تجوز شهادته وذلك أنه من اللهو المكروه الذي يشبه الباطل وإن من صنع هذا كان منسوبا إلى السفه وسقاطة المروءة ومن رضي هذا لنفسه كان مستحقا وإن لم يكن محرما بين التحريم.
قال الشيخ أحمد: وإن لم يداوم على ذلك لكنه ضرب عليه بالأوتار فإن ذلك لا يجوز بحال وذلك لأن ضرب الأوتار دون الغناء غير جائز لما فيه من الأخبار وبمعناه ذكره الحليمي رحمه الله وغيره.
5114 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن نا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا ابن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن حاتم عن مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
5115 -
وروينا في هذا المعنى عن عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي عامر أو أبي مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف.
ثم ذكر ما يكون على بعضهم من المقت وعلى بعضهم من المسخ ومن ذلك الوجه أخرجه البخاري في الصحيح.
5116 -
فروينا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إن الله تبارك وتعالى حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة وهي الطبل» .
5117 -
وروي ذلك في حديث عبد الله بن عمرو وزاد فيه المتن وهو
العود قال ابن الأعرابي: التعنين الضرب بالعنين وهو الطنبور بالحبشية.
5118 -
وروينا عن عبد الله بن عمرو من قوله إن الله تبارك وتعالى إن الله أنزل الحق ليذهب به الباطل ويبطل به اللعب والرقي والزمارات والمزاهر والكنارات». والمزاهر العيدان التي يضرب بها.
ويقال في الكنارات هي الدفوف.
5119 -
وقال ابن الأعرابي: يقال في الكوبة هي الطبل ويقال هي النرد ويقال هي البريط وذلك فيما قرأته في كتاب الغربين.
5120 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو مسلم عبد الرحمن بن مهران الحافظ الزاهد حدثني أبو الفضل العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة نا إسماعيل بن إسرائيل صاحب اللوا نا عمرو بن أبي عثمان الرقي نا أبو المليح الحسن بن عمر عن ميمون بن مهران عن نافع قال: كنت مع ابن عمر في سفر فسمع صوت مزمار فوضع يديه على أذنيه وتنحى حيث لا يسمع وقال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا سمع مثل هذا تابعه عبد الله بن جعفر الرقي عن أبي المليح فروينا من حديث سليمان بن موسى والمطعم بن المقدام عن نافع وقال:
ذكرنا الرخصة في الضرب بالدفوف للنكاح.
قال الحليمي رحمه الله: ثم أن الدف كما فارق ضربه للغناء ضربه للنكاح فكذلك الطبل يفارق ضربه للغناء ضربه لركوب الغزاة ولحمل الحجيج أو نزولهم أو لأجل العيد لأن ذلك ليس للهو وما خلص للهو فذلك هو الممنوع والله أعلم.
قال الحليمي رحمه الله: ألا إن ضرب الطبل إذا حل، حل للرجال وضرب الدف لا يحل إلا للنساء لأنه في الأصل من أعمالهن.
5121 -
وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء.
5122 -
قال: وأما التصفيق فمكروه للرجال لأنه مما خص به النساء وقد منع الرجال التشبه بالنساء كما منعوا من لبس الحرير والمزعفر كذلك.
5123 -
وأما الرقص فإن لم يكن فيه تكسر وتخنث فلا بأس فإنه روي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لزيد: أنت مولانا فحجل وهو أن يرفع رجلا ويقفز الى الأخرى من الفرح.
وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي فحجل.
قال علي وقال لي: أنت مني وأنا منك فحجلت.
وأما ضرب القضيب فإنه إشارة إلى وزن الشعر وتقطيع اللحن فقط وليس للتطريب والإلهاء ألا ترى أنه على الانفراد ليس مما يستلذه الأسماع ولا يرغب فيه وليس صوت المزهر كذلك لأنه يراد به التطريب والإلهاء والأسماع يستلذه وإن لم يكن معه قول وكان الضرب بالقضيب على وساده والضرب بالمطرق على الطشت سواء.
قال الحليمي رحمه الله: وكل غناء حل أو حرم فهو باطل ما لا قربة فيه إلى الله تعالى ولا يصلح للتوصل به إلى قربة وهذا صفة الغناء إلا أنه ليس كل شيء يسمى بالباطل يحرم فإن اللعب بالصولجان باطل ولا يكره وكذلك المصارعة وبسط الكلام فيه قال: فإن اتصل الغناء المباح بغرض صحيح مثل أن يكون برجل وحشة وعلة عارضة لفكره فأشار عدل من الأطباء بأن (
…
) الساكن النزهة ويغني ليتفرج بذلك وينشرح صدره ارتفع اسم الباطل في هذا الحال عنه وكان اسم الحق أولى به.
ألا ترى إن الحداء ضرب من الغناء ولكنه لما كانت له فائدة معقولة وهي تنشيط الإبل للسير زال عنه اسم الباطل فما يراد به استصلاح نفس الإنسان وفكره أولى أن يزول عنه اسم الباطل. قال الشيخ أحمد: وعلى هذا لو كان رجل من أهل النسك غلب عليه حال من أحوالهم كالخوف والرجاء والمحبة والشوق وغير ذلك تغنى كما قيل في مثل حاله في بعض الأحايين (
…
) بذلك ما هو فيه من الخوف من سوء العاقبة بما سبق من الأول أو الحزن على ما مضى من أيامه أو الشوق إلى ما أعده الله عز وجل لعباده في الآخرة أو يفرح بما قيل فيه عن بعض ما يقاسيه من الخوف والحزن فاعتدلت حاله في الخوف والرجاء والحزن والفرح فحصل بما وفق له من الطاعة، وبحرن بما يخاف من سوء العاقبة أو على ما يقع منه من التقصير في العبادة فقد فعل جماعة من سلف هذه