الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، ويقال للرجل: ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت (1) ؛ لئن كان مسلماً رده علي الإسلام، وإن كان نصرانياً رده علي ساعيه، فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً)) (2) .
انفتاح الدنيا على المسلمين
1-
عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنها ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم (3) كما تنجد الكعبة)) ، قلنا: ونحن على ديننا اليوم؟ قال: ((وأنتم على دينكم اليوم)) ، قلنا: فنحن يومئذٍ خير، أم ذلك اليوم؟ قال:((بل أنتم اليوم خير)) (4) .
2-
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجوع في وجوه أصحابه فقال: ((أبشروا فإنه سيأتي عليكم زمان يغدى على أحدكم بالقصعة من الثريد ويراح
(1) مراده المبايعة في السلع ونحوها، لا المبايعة بالخلافة.
(2)
رواه البخاري (9/66) ومسلم (1/126)
(3)
أي: تزينوها.
(4)
رواه البزار (3671) والطبراني في الكبير (22/108) وصححه شيخنا في الصحيحة (2486) .
عليه بمثلها)) ، قالوا: يا رسول الله نحن يومئذ خير؟ قال: ((بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ)) (1) .
3-
عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل لكم من أنماط؟)) قلت: وأنى يكون لنا الأنماط. قال: ((أما إنه سيكون لكم الأنماط (2)) ) . فأنا أقول لها - يعني امرأته -: أخري عني أنماطك (3) . فتقول ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: إنها ستكون لكم الأنماط! فأدعها (4) .
4-
عن عمرو بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي - فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف تعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: ((أظنكم
(1) رواه البزار (2333/مختصر الزوائد) وصححه شيخنا لغيره في صحيح الترغيب (2141) .
(2)
ظهارة الفراش وأيضاً بساط لطيف له خمل رقيق.
(3)
أي: أخرجيه من بيتي كأنه كرهه كراهة تنزيه لأنه من زينة الدنيا وملهياتها. قاله النووي (14/59) .
(4)
رواه البخاري (4/249) ومسلم (3/1650) .
سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء؟)) قالوا: أجل يا رسول الله. قال: ((فأبشروا، وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم)) (1) .
5-
عن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة (2) ، ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل، فقال:((يا عدي هل رأيت الحيرة؟)) قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها، قال:((فإن طالت بك حياة لترين الظعينة (3) ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله)) قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طيء (4) الذين قد سعروا البلاد (5) ؟! ((ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى)) قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: ((كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب
(1) رواه البخاري (4/117) ومسلم (4/2273) .
(2)
الحاجة الشديدة.
(3)
المرأة في الهودج.
(4)
الدعار جمع داعر وهو الخبيث المفسد والمراد قطاع الطرق، وطيء قبيلة مشهورة.
(5)
أي: ملؤا الأرض شراً وفساداً.