الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ملحق المدارس القرآنية في دمشق والقاهرة والأوقاف المحبس عليها
دور القرآن في دمشق
…
ملحق
المدارس القرآنية في دمشق والقاهرة
والأوقاف المحبس عليها
يستحسن بعد تمام البحث أن تعرض نماذج من إسهام الأوقاف في بعض عواصم العلم في البلاد الإسلامية كدمشق والقاهرة في العناية بالقرآن الكريم والإنفاق السخي على الدارسين والمعلمين مما حفظه لنا التاريخ.
دور القرآن في دمشق:
دمشق عاصمة الأمويين إحدى العواصم العلمية في التاريخ الإسلامي، وقد اشتهرت بكثرة مدارسها، وربما كانت الأكثر عدداً من غيرها من العواصم الإسلامية في المشرق والمغرب. يقول الأستاذ المحقق صلاح الدين المنجد في هذا الصدد:
((ازدهرت دمشق طوال خمسة قرون، بدأت بالقرن الخامس الهجري بمئات من المدارس الكبيرة المختلفة التي أسست لتلقي الثقافة الإسلامية الدينية، وما يتصل بها من علوم العربية، فكان فيها مدارس للقرآن، وللحديث، وللمذاهب الفقهية الأربعة وللطب)) (1) .
(1) دور القرآن في دمشق، تقديم صلاح الدين المنجد، الطبعة الثالثة، بيروت: دار الكتاب الجديد، عام 1982م، ص6.
يقدم العلامة عبد القادر بن محمد النعيمي قائمة بأسماء الدور القرآنية في فصل مستقل صدر بها كتابه الفريد (الدارس في تاريخ المدارس) ، عدد فيها دور القرآن وأماكن وجودها في دمشق، وأسماء المؤسسين لها، والأوقاف التي حبست عليها، وفيما يلي التعريف بها بإيجاز:
دار القرآن الكريم الرشائية:
أنشأها رشأ بن نظيف بن ما شاء الله أبو الحسن الدمشقي في حدود سنة أربعمائة له دار موقوفة على القراء. توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة (1) .
دار القرآن الكريم الوجيهية:
"قبلي المدرسة العصرونية، والمسرورية، وغربي الصحصامية التي شمال الخاتونية، وإلى زقاقها يفتح بابها"(2) .
وقفها الشيخ وجيه الدين محمد بن عثمان المنجا التنوخي رئيس الدمامشقة سنة إحدى وسبعمائة (3) .
"كان صدراً محترماً، ديناً، محباً للأخيار، صاحب أملاك ومتاجر، وبر وأوقاف، أنشأ داراً للقرآن الكريم بدمشق، ورباطاً بالقدس الشريف
…
توفي بدار القرآن في التاريخ المتقدم" (4) .
دار القرآن السنجارية:
"تجاه باب الجامع الشمالي، المسمى (الناطفانيين) قال ابن كثير في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة: علاء الدين علي بن إسماعيل بن محمود السنجاري
(1)
انظر: النعيمي، عبد القادر، الدارس في تاريخ المدارس، الطبعة الأولى، أعد فهارسه شمس الدين، (بيروت: دار الكتب العلمية، عام 1410هـ/1990م) ج1، ص9.
(2)
، (3) ، (4) النعيمي، عبد القادر، الدارس في تاريخ المدارس، ص13،14.
واقف دار القرآن عند باب الناطفانيين، شمالي الأموي بدمشق، كان أحد التجار الصدق الأخيار، ذوي اليسار المسارعين إلى الخيرات رتب فيها جماعة يقرؤون القرآن، ويتلقونه وله مواعيد حديث" (1) .
دار القرآن الكريم الصابونية:
"خارج دمشق، قبلي باب الجابية، غربي الطريق العظمى، ومزار أوس بن أوس الصحابي رضي الله عنه وبها جامع حسن بمنارة، تقام فيه الجمعة أنشأها الخواجكي أحمد الشهابي القضائي بن علم الدين بن سليمان بن محمد البكري الدمشقي، المعروف بالصابوني، ابتدأ في عمارة ذلك في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثمانمائة، وفرغ منه في سنة ثمان وستين وثمانمائة".
وشرط الواقف شروطاً عديدة فما يختص بالوظائف الدينية.
"وشرط في الإمام أن يكون من الطائفة المباركة الجبرتية، وأن يكون حنفياً، وأن يكون معه عشرة فقراء من جنسه يقريهم القرآن
وبنى أيضاً تجاه المكان المذكور بشرق مكتباً للأيتام عشرة بشيخ يقريهم القرآن العظيم" (2)
وقف على هذا عدة قرى غربي مدينة بيروت تعرف هذه القرى بالصابونية، ومنها جميع قرية مَديَرَى بالغوطة من المرج الشمالي، ومنها قرية ترحيم بالبقاع عدة فدان ونصف فدان، ومنها بقرية الصويرة أربعة فدادين، ومنها القرعون في البقاع ربعها، ".
(1) النعيمي، عبد القادر، الدارس في تاريخ المساجد، ج1، ص11.
(2)
النعيمي، عبد القادر، الدارس في أخبار المدارس، ج1، ص11-13.
وقد أوقف قرى ومرافق عديدة في أماكن مختلفة ذكرها جميعاً النعيمي رحمه الله.
ثم أضاف النعيمي رحمه الله في نهاية القائمة الطويلة من أوقافه على دار القرآن الكريم الصابونية قوله:
"وأما ما وقفه يوسف الرومي مملوك الواقف غربي مصلى العيد من جوار بستان الصاحب فبستان واحد، وبقرية كرفوسوسية معصرة الزيتون، وقاعة لصيق الجامع، والتربتين المذكورتين وعلوها طبقة أخرى قبلي ذلك، وعلوها عدة طبقتين"(1) .
دار القرآن الكريم الجزرية:
"قيل: إنها بدرب الحجر، أنشأها محمد بن محمد بن يوسف الحافظ الإمام المقري شمس الدين بن الجزري (751-833هـ) برز في علم القراءات، وعمَّر مدرسة سماها دار القرآن، وأقرأ الناس"(2) .
دار القرآن الدلامية:
"بالقرب من الماردانية بالجسر الأبيض بالجانب الشرقي من الشارع الآخذ إليه الصالحية أنشأها الجناب الخواجكي الرئيس الشهابي أبو العباس أحمد ابن المجلس الخواجكي زين الدين دلامة بن عز الدين نصر الله النصري، أجل أعيان الخواجكية بالشام
وقفها سنة سبع وأربعين وثمانمائة ومن شرط الإمام الراتب أن يتصدَّى
(1) النعيمي، عبد القادر، الدارس في أخبار المدارس، ج1، ص11-13.
(2)
النعيمي، عبد القادر، الدارس في تاريخ المدارس، ج1، ص8.