المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌نشأة الصفويين تنتسب الأسرة الصفوية إلى الشيخ صفي الدين الأردبيلي (650هـ - عودة الصفويين

[عبد العزيز بن صالح المحمود]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌نشأة الصفويين

- ‌دخول الشاه إسماعيل العراق واستيلاءه على بغداد

- ‌مستحدثات العصر الصفوي

- ‌1 - السب المقترن بالاضطهاد الطائفي

- ‌2 - تنظيم الاحتفالات بذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه سنوياً

- ‌3 - وضع الشهادة الثالثة في الأذان: (أشهد أن علياً ولي الله)

- ‌4 - السجود على التربة الحسينية

- ‌5 - ضرورة الدفن في النجف

- ‌6 - تغيير اتجاه القبلة في مساجد إيران

- ‌7 - أجاز علماءهم السجود للإنسان

- ‌8 - إجراء مرتبات ضخمة لعلماء الدين الشيعة ومنحهم إقطاعات وقرى زراعية وأوقاف خاصة

- ‌عصر ابنه الشاه طهماسب

- ‌أهم ما يميز فترة الشاه طهماسب:

- ‌الشاه إسماعيل الثاني

- ‌الشاه محمد خدابنده

- ‌عهد الشاه عباس الكبير

- ‌المستحدثات في عصر الشاه عباس

- ‌1 - أقام أعياداً لكل يوم ولادة إمام من الأئمة الاثني عشر

- ‌2 - أبقى وأيد كل ما استحدثه الشاه إسماعيل

- ‌3 - خصص زيارة الرضا

- ‌4 - سمى نفسه (كلب عتبة علي)، أو (كلب عتبة الولاية)

- ‌الدولة الصفوية بعد الشاه عباس

- ‌الدولة الصفوية في الشرق (أفغانستان)

- ‌خاتمة مهمة

- ‌لماذا الدولة الصفوية

- ‌نصيحة لجميع السُنة في العالم

- ‌ وليس نفودهم في إيران والعراق فحسب

- ‌ فها هم اليوم في لبنان يثيرون الفوضى

- ‌ وما يفعله شيعة البحرين

- ‌ وفي سوريا استغلوا الحكم العلوي، وبدأ التشيع واضحا في مناطق سوريا

- ‌ ومحاولاتهم في مصر واضحة، ووكذا الأردن والمغرب العربي وإفريقيا واضحة

- ‌ وحجم استثمارهم المالي في الإمارات - البحرين - عمان، واضح

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌ ‌نشأة الصفويين تنتسب الأسرة الصفوية إلى الشيخ صفي الدين الأردبيلي (650هـ

‌نشأة الصفويين

تنتسب الأسرة الصفوية إلى الشيخ صفي الدين الأردبيلي (650هـ - 735هـ)، والذي كان في بداية عهده من مريدي الشيخ (تاج الدين الزاهد الكيلاني). كان واعظاً صوفياً شافعي المذهب في مدينة (أردبيل)(1)، ثم أسس فرقة صوفية تسمى (الإخوان) وقد كثرت هذه الفرقة في إقليم (أذربيجان).

بعد وفاته أخذ مشيخة طريقته (والتي سميت الطريقة الصفوية) ابنه صدر الدين موسى (704هـ - 794هـ)، ولما توفي صدر الدين تولى ابنه "خواجة علي" الذي كانت له لقاءات مع تيمور لنك، وتولى مشيخة الطريقة مدة (36 سنة) ومات في فلسطين سنة (830هـ) وقبره معروف في يافا باسم قبر الشيخ "علي العجمي". وكان للخواجة علي ميل للتشيّع ولم يكن تعصباً بل تشيّعاً خفيفاً.

ثم تولى من بعده ابنه إبراهيم الذي لقب بـ "شيخ شاه"

(1) هي مدينة تابعة لإقليم أذربيجان السابق، وهي الآن في شمال غربي إيران قرب بحر قزوين.

ص: 7

أي "الشيخ الملك"؛ لأنّ مظاهر الملك ظهرت عليه أكثر من مظاهر الطرقة الصوفية. وتوفي سنة (851هـ) وكان تشيعه واضحاً للإمامية، وأدخل أتباعه بصراعات مع أهل السُنة في داغستان، وخلفه ابنه الأصغر جنيد والذي كثرت فيه عهده المظاهر الملكية؛ ولكثرة اتباعه ونزعته للملك خاف منه ملوك تلك المناطق فضيقوا عليه حتى رحل إلى حلب ثم إلى ديار بكر، وهناك حسنت علاقته بحسن أوزون.

وجنيد كان شيعياً جلداً متعصباً محارباً لأهل السُنة؛ إذ أن طريقته الصوفية هي مزيج من التصوف والتشيع فهم صوفية وأئمتهم هم الأئمة الأثني عشرية عند الشيعة، وقد أعلن جنيد أنه انفصل عن أهل السُنة ،ثم رجع لمحاربة ملوك التركمان ولكنه قُتل في إحدى حروبه في مدينة شيروان سنة (861هـ) وخلفه ابنه حيدر وتزوج من "مارتة" بنت حسن أوزون "الطويل"(1)، وكانت أمها "كاترينا" ابنة "كارلو يوحنا" ملك مملكة طربزون (2) اليونانية النصرانية.

وحيدر أول من لقب بلقب "سلطان" في العائلة الصفوية

(1) هو حسن الطويل مؤسس دولة "آق قونيلو" التي حكمت شمال غرب إيران.

(2)

هذه المدينة تقع الان في تركيا على البحر الأسود وكانت مملكة يونانية آنذاك.

ص: 8

،وأمر أتباعه الدراويش (1) بأن يضعوا على رؤوسهم قلنسوة مخروطية الشكل مصنوعة من الجوخ الأحمر، وتحتوي على اثنتي عشرة طية رمزاً للأئمة الاثني عشر عند الشيعة الإمامية، وسموا بـ "قزلباش"، وهي كلمة تركية تعني "الرأس الأحمر" وكان اتباعهم شديدو التعلق بهم والغلو في مشايخهم، مع قلة عبادة وإنما هي أشعار ومدائح واعتقادات مغالية في تقديس مشايخ الطريقة.

وقد كوّن حيدر جيشاً للانتقام لمقتل والده من ملك شروان، ولكنه قُتل سنة (893هـ)، وكان لحيدر ثلاث أولاد: علي، إبراهيم، وإسماعيل، وقد خاف الأمير يعقوب أميرالدولة التركمانية "آق قونيلو" منهم فسجنهم، ثم أطلق سراحهم بعد وفاة الأمير يعقوب، ولكن علي وإبراهيم قتلا، وذهب إسماعيل إلى مدينة "كيلان" على بحر قزوين جنوب أردبيل، فرعاه السادة الصوفية،، وكان قد تربى منذ صغره على التشيع الشديد ،

(1) حالة الصفويين تمثل العلاقة بين التصوف والتشيع، فقد تحولت الطريقة الصوفية السنية "الشافعية" عند صفي الدين الأردبيلي وابنه صدر الدين بالتدريج إلى تشيع خفيف ثم إلى تشيع غال. وقد كان التصوف-مع الأسف- أكثر من مرة مدخلاً للتشيع، وقد كتب عن ذلك الكاتب الشيعي الدكتور كامل مصطفى الشيبي كتابه "الفكر الشيعي والنزعات الصوفية" و"الصلة بين التصوف والتشيع". وقد أشار إلى ذلك المستشرق براون ( Brown) عندما قال: إن التشيع والتصوف كان من الأسلحة التي حارب بها الفرس العرب: ( Brown: A literary History of Persiavol P.410) .

ص: 9

وحاول منذ صغره تجميع الصوفية القزلباشية حوله من أجل الانتقام من قتلة أبيه وجده، وتمّ ذلك وتوجه إلى أمير دولة التركمان "آق قونيلو" سنة (907هـ)، وقتله وجلس على ملكه بعد أن بايعته كل قبائل التركمان؛ لأن القبائل كان لها إعتقاد بالطرق الصوفية، وأعلن دولته الصفوية.

الشاة إسماعيل أول ملك للدولة الصفوية (907هـ/1501م)

كما سبق ذكره، قَتل الشاه إسماعيل أمير "الآق قونيلو" وأعلن قيام الدولة الصفوية وعاصمتها في مدينة "تبريز"(1).

وأول ما قام به إعلان أنّ مذهب دولته الصفوية الإمامية الاثنى عشرية ، وأنه سيعممه في جميع بلاد إيران، وعندما نُصح أن مذهب أهل إيران هو مذهب الشافعي قال:"إنني لا أخاف من أحد .. فإن تنطق الرعية بحرف واحد فسوف امتشق الحسام ولن أترك أحداً على قيد الحياة"(2).

(1) هذه المدينة ليومنا هذا بنفس الاسم وهي في إقليم أذربيجان في إيران.

(2)

"تاريخ إيران زمين"(ص267)، د. محمد جواد مشكور.

ص: 10

ثم سكّ عملة للبلاد كاتباً عليها: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله"، ثم كتب اسمه (1).

وأمر الخطباء في المساجد بسب الخلفاء الراشدين الثلاثة، مع المبالغة في تقديس الأئمة الاثني عشر.

وقد عانى أهل السنة في إيران معاناة هائلة وأجبروا على اعتناق المذهب الأمامي بعد أن قتل الشاه إسماعيل مليون إنسان سني في بضع سنين (2) ،وكان يمتحن الإيرانيين السنة بأن يسمع منهم السب للخلفاء ويطلب من الشخص مزيدا من السب فإن وافق وإلا قطعت عنقه فوراً، وأعلنا السب في الشوارع والأسواق على المنابر منذراً المعاندين بقطع رقابهم (3).

ولرب سائل يسأل: كيف استطاع الشاه إسماعيل أن يسيطر على كل بلاد إيران؟

الجواب: هو أن إيران والعراق كانتا

(1)"الشاه عباس الكبير"(ص10) د. بديع محمد جمعة.

(2)

"لمحات اجتماعية من تاريخ العراق"(1/ 43 - 50)، د. علي الوردي، كاتب شيعي.

(3)

"الفكر الشيعي" كامل الشيبي (415) ،"لمحات إجتماعية"علي الوردي (1/ 59)

ص: 11

تحكم من قبل التركمان "الآق قونيلو"، وكان العراق قد حكم من قِبل قبائل التركمان "القرة قونيلو"، والشاه إسماعيل كان أتباعه الصوفية والذين سموا فيما بعد بـ "القزلباشية" وهم مجموعة قوية من العشائر التركمانية هم:"شاملو، قاجار، تكلو، ذو قدر، افشار، روملو"، وهؤلاء شكلّوا فيما بعد ميليشيا صوفية متشيّعة، وكان للشاه إسماعيل جيشاً فاتكاً، فتك بأهل السنة الشافعية في بلاد إيران، وكان للصفويين تأثير روحي على أتباعهم؛ وتذكر بعض المصادر الشيعية الفارسية: أنه بينما كان الشاه إسماعيل مع أتباعه الصوفية في الصيد في منطقة "تبريز" إذ مرّ بنهر فعبره لوحده ودخل كهفاً ثم خرج متقلداً بسيف وأخبر رفقاءه: أنه شاهد في الكهف "المهدي" صاحب الزمان، وأنه قال له:"لقد حان وقت الخروج"، وأمسك ظهره ورفعه ثلاث مرات ووضعه على الأرض، وشدّ حزامه بيده ووضع خنجراً في حزامه وقال له:"اذهب فقد رخصتك"(1).

ثم بعد ذلك بقي الشاه إسماعيل متردداً وقلقاً حتى رأى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المنام وقال له:

(1)"تاريخ الشاه إسماعيل"(ص88)، طبع مركز تحقيقات فارس- إيران، وباكستان، إسلام آباد، "عالم آراء صفوي"(ص64).

ص: 12

"ابني .. لا تدع القلق يشوّش أفكارك .. احضر "القزلباشية" مع أسلحتهم الكاملة إلى المسجد في "تبريز" وأمرهم أن يحاصروا الناس .. وإذا أبدى هؤلاء أية معارضة أثناء الخطبة باسم أهل البيت فإن الجنود ينهون الأمر"(1).

وفعل الشاه إسماعيل ما طلب منه في الجمعة مع أتباعه القزلباشية، وحاصر جامع تبريز وأعلن سيادة المذهب الإمامي الأثني عشري بقيادة الدولة الصفوية.

وسبب هذه الدعوى هو التحرر من فكرة "التقية والانتظار" إلى خروج المهدي والتي بقي علماء الشيعة يحملونها كأحد المبادئ الرئيسية في المذهب؛ وهو ترك الجهاد والصراع العسكري إلى ظهور المهدي. ثم لما أرادوا الخروج من هذه الفكرة اخترعوا مجموعة أخرى من الأفكار والخرافات كي يبرروا خروجهم من المذهب.

ويحلل الكاتب "راجرسيوري" ذلك بأنّ الصفويين اعتمدوا على فكرة الحق الإلهي للملوك الإيرانيين قبل الإسلام منذ سبعة آلاف سنة، وذلك بوراثة هذا الحق، وعندما تزوج الحسين بن علي رضي الله عنهما بنت ملك الفرس "يزدجرد" بعد معركة القادسية وأولدها الإمام زين العابدين "علي" اجتمع حقان: حق أهل البيت في الخلافة (حسب نظرية الإمامية)، وحق ملوك إيران

(1) راجر سيوري" "إيران في العصر الصفوي" (ص64).

ص: 13

(1)

، بالإضافة إلى نيابة المهدي. هذا الفكرة من جانب التشيع.

أما الجانب الصوفي فقد زوّد الفكر الصفوي بالمنامات، فيذكر الصفويون أن أحد شيوخ الصوفية وهو الشيخ زاهد الكيلاني، والذي تربى على يده جدهم "صفي الدين الأردبيلي" تنبأ على أثر رؤية لصفي الدين الأردبيلي "أن أولاد هذا الزعيم سيملكون العالم، ويترقون يوماً بعد يوم إلى زمان القائم المهدي المنتظر"(2).

وللرؤى والكشوفات تأثير ساحر في عالم التصوف، لذا فقد أثرت هذه النبوءة على القزلباشية وكانوا يتصورون أن ملك الصفوييون سيستمر حتى ظهور المهدي؛ لذا اهتزت هذه النظرة بعد موقعة "جالديران" بين الشاه إسماعيل والسلطان العثماني سليم سنة (920هـ/1512م)، وهزيمة الشاه إسماعيل، فبدأ الصراع يدب بين القزلياشية، ونشأ تقاتل بينهم بعد اهتزاز هذه العقيدة في عقولهم (3).

(1) المصدر السابق (ص26).

(2)

المصدر السابق (ص (29)، بينما يذكر صاحب "عنوان المجد" إبراهيم بن صبغة الله الحيدري (ت:1882م)، وهو من نسل الصفويين الذين بقوا على سنيتهم وهربوا من الصفويين الشيعة، تأويلاً آخر للرؤيا، وإن الرؤيا معناها استمرار خروج العلماء من هذه العائلة إلى قيام الساعة. والحمد لله لا هذا حصل ولا ذاك.

(3)

المصدر السابق (ص49).

ص: 14

وهناك سبب آخر وهو أن الطريقة الصفوية في إيران والطريقة البكتاشية في تركيا كانتا من الطرق الصوفية التي جمعت بين الغلو في تقديس الأشخاص والباطنية المغالية (1).

والشاه إسماعيل كان يجمع بين التعصب المذهبي والغلو والتكفير وبين الدموية (2)،

(1)"التقريب القرآني في ضوء الصراع الصفوي العثماني"لعلاء الدين المدرس، (9) ،ط، المعروف.

(2)

وهذا ما يحصل اليوم في العراق وبغداد على الخصوص حيث خرجت أفكار التشيع المغالي المكفر والتي زرعت بشكل مركز عند الشيعة في التسعينات إبان الحصار الأمريكي على العراق، ثم ظهرت نتائجه بعد سقوط بغداد واحتلال الأمريكان، فتشكلت المليشيات الشيعية فعذبت أهل السنة بأساليب لم تعهد في تاريخ العراق سالفاً، ثم قتلتهم وهجرتهم بحملة تطهير شرسة، ورحل الآلاف بل الملايين من أهل السنة. ويخطئ من يظن أن الشيعة المتطرفين فعلوا ذلك فجأة بعد الاحتلال، بل هي أفكار حملها علماء الشيعة عامة إلا من شاء الله، حتى الذين ظهروا بشكل معتدل للناس، والدليل على ما نقول أن تلاميذ العلم الشيعي المعروف (محمد باقر الصدر) الذي أعدمه صدام حسين، وهو يعد معتدلاً، هم إبراهيم الجعفري وجواد المالكي، أعضاء حزب الدعوة، الأكثر اعتدالاً في نظر بعض السنة، في عهدهم حصلت هذه المجازر.

ووالد الصدر "مقتدى" هو (محمد صادق الصدر) والذي يوسم بالأعتدال كذلك، هؤلاء أتباعه، ميليشيا المهدي، والكل يعرف الجرائم التي فعلت، وأي فكر تكفيري دموي حمل هذا الجيل. وقبل ذلك حرس الثورة الإيراني والذين تربوا على أفكار خميني وخامنئي ماذا يفعلون بالعراق من دموية نادرة لم يفعلها حتى اليهود دون مبالغة. وبعد كل هذا يخرج علينا من لا يعرف عن التشيع إلا رسمه ليفتي لنا بغير علم بالتقريب بين المذاهب ،وما ذاك إلا لجهلهم بالتشيع وأفكاره وتاريخ ونشأته، ونخص بالذكر علماء مصر ومفكريها ودعاتها.

ص: 15

فقد نقل عنه قريبه إبراهيم صبغة الله الحيدري في "عنوان المجد"(ص119) أنه أكثر القتل حتى قتل ملك (شروان) وأمر أن يوضع في قدر كبير ويطبخ وأمر بأكله ففعلوا (أي القزلباشية)(1)، وكان لا يتوجه لبلاد في إيران إلا فعل أشياء يندى لها الجبين؛ من قتل

(1) فعلت هذه الجرائم اليوم في العراق حرق الشباب السني أحياءً أمام منازلهم، وأشنع حادثة ما فعلته ميليشات بدر وجيش المهدي ،عندما شووا طفلا صغيرا سنياً في فرن وارسلوه إلى أمه، وهذه الحادثة يعرفها أهل بغداد في منطقة الأمين شرق بغداد، وعندما أحرقوا وجه دعاة أهل السُنة بالتيزاب (ماء النار) وثقبوا أجسادهم بالمثقب، وقلعوا أعين الكثير؛ بل إن حادثة (أبو عمر المشهداني) في منطقة الدورة عندما القوه في فرن الخبز وحرقوه معروفة.

ص: 16

ونهب حتى قتل من أعاظم علماء العجم "السُنة" وحرّق كتبهم وانهزم كثير من العلماء، منهم جد مؤلف "عنوان المجد" إلى بلاد الأكراد السُنية في بلاد العراق.

ثم أمر الشاه إسماعيل الجنود بالسجود له. وكان من دمويته أن ينبش قبور العلماء والمشايخ "السُنة" ويحرق عظامهم، وكان إذا قتل أميراً من الأمراء أباح زوجته وأمواله لشخص ما من اتباعه.

وكان أتباعه يقدسونه ويعتقدون أنه لا ينكسر ولا يقدر عليه أحد (1).

هذا هو مؤسس الدولة الصفوية (إسماعيل شاه) التي تعد الدولة المؤسسة لكل دول الشيعة الاثني عشرية فيما بعد.

توسع الشاه إسماعيل في أرجاء إيران بعد أن تتبع ملك دولة آق قونيلو، فذهب إلى جنوب تبريز إلى مدينة همدان وهزم (مراد بيك) أمير قبائل آق قونيلو، الذي فر إلى شيراز (2) واستولى عليها، وقضى على دولة التركمان السُنية في إيران وذلك سنة (909هـ)(3)،

(1)"عنوان المجد" للحيدري (119 - 120).

لهذا العالم المتوفي سنة (1882هـ) جهودا قيمة في كتابه هذا في توثيق تاريخ تشيع العشائر العراقية، كما إن للمولف كتابا قيما بعنوان "النكت الشنيعة في بيان الخلاف بين الله تعالى والشيعة"بتحقيق مؤلف هذه الرسالة

(2)

مدينة موجودة مقابل دولة الكويت من جهة الخليج العربي.

(3)

"إيران دراسة عامة" د. محمد وصفي أبو مغلي، 1985، منشورات مركز دراسات الخليج العربي، جامعة البصرة.

ص: 17