الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عصر ابنه الشاه طهماسب
تولى العرش الصفوي بعد وفاة أبيه وعمره (11سنة) وذلك سنة (930هـ/1524م)، لذلك فإنّ القزلباشية هم من حكم الدولة.
استغل الأوزبكيون "السُنة" ذلك وهجموا على خراسان واستولوا عليها سنة (933هـ) وهزمت قواد طهماسب، ولكنه سنة (935هـ) استطاع أن يعيدها.
وأقام الشاه طهماسب حلفاً (إيرانياً-أوروبياً)، ضد العثمانيين، فأرسل السفراء إلى ملك المجر، وإمبراطور النمسا (شارل السابع)، وهذا الحلف الدافع له هو ظهور السلطان سليمان القانوني سنة (1525م) ويومها ذعر البلاط الإيراني للدولة الصفوية وبدأ بتحريض الشيعة في بلاد تركيا ضد الدولة العثمانية.
وفعلاً تمّ ذلك، ففي سنة (1526م) في منطقة يوزغاد قام الشيعي "بابا ذو النون" بتمرد من (3 - 4) آلاف شيعي ، وسيطر على المنطقة وفرض الجزية وهزم بعض القواد العثمانيين إلى أن قمعها السلطان سليمان ودمر التمرد (1).
وأكبر من ذلك تمرد في منطقة (قونية)"مرعش" جنوب تركيا
(1) مدينة "بوزغاد" وتسمى الآن "بوزغات" شرقي العاصمة أنقرة.
حالياً، بقيادة "قلندرجلبي" ومعه (30) ألف شيعي، وقاموا بقتل السُنة وكان شعاره في قتل السنة:"من قتل مسلماً سُنياً ويعتدي على امرأة سُنية يكون بهذا قد حاز أكبر الثواب"(1). واستطاعوا في البداية قتل قواد أتراك كبهرام باشا، ولكن السلطان أرسل الصدر الأعظم إبراهيم باشا فقتلهم وقضى على تمردهم (2).
وكان سليمان يخطط لجهاد أوروبا وفتحها وتم له بعض ذلك.
عودة إلى طهماسب والعراق، فعندما خسر الشاه إسماعيل في موقعة "جالديران" ضعف نفوذه في
(1) قام بهذه الأعمال في العراق "جيش المهدي"عندما اختطف نساء سُنيات واغتصبهن ،هؤلاء هم أتباع أهل البيت كما يسمون أنفسهم قديما وحديثا.
(2)
د. محمد حرب: "العثمانيون في التاريخ والحضارة"(ص91). وليأخذ المسلمون العبرة، فكل تواجد شيعي هو بؤرة للتحرك بيد المركز (إيران)، فمن حرك حزب الله في لبنان؟ ومن يحرك شيعة العراق اليوم؟ ومن يحرك شيعة البحرين، وشيعة السعودية، والحوثي في صعدة باليمن، من يمده؟ أليس حزب الله والأموال الإيرانية. وكل تحركات الأفراد الشيعة في مصر وبلاد إفريقيا. فها هو التاريخ يعيد نفسه، وولاء كل شيعة العالم لدولتهم الصفوية الجديدة، ومن لم يفهم هذه الحقيقة من الإسلاميين الجدد الذين لم يفهموا الحقائق العقدية لأهل السُنة وتحذيرهم من الشيعة، ولم يأخذوا العبرةمن التاريخ، بل إن أقسم-ولست بحانث- لإن قلت: إن قيادات إسلامية ودعاة من كل التوجهات الإسلامية لم يعرفوا حرفاً واحداً عن الدولة الصفوية ومؤامراتها على العالم الإسلامي، فالله المستعان.
العراق، لكن التجار الإيرانيين استمروا بالدخول والخروج إلى العراق؛ لأن الحكم ظل للصفويين،
…
إلى أن حكمها العراق حاكم من منطقةكردية إيرانية يدعى "ذو الفقار" وذلك سنة (930هـ) مستغلا وفاة الشاه إسماعيل، ولكنه لم يتبع لطهماسب، وحكم العراق وحاول أن يعلن ولائه للعثمانيين، فهاجم طهماسب بغداد ولم يفلح، واستخدم الغدر، فأغرى أخوة ذو الفقار بقتله فقتلوه وسلموا الشاه بغداد بل والعراق، فعين عليها ضابط لكل ولاية في العراق، ورجع طهماسب إلى عاصمته قزوين (1). لكن أهالي بغداد هرعوا يراسلون السلطان سليمان القانوني -فأهل بغداد سُنة ولم ينسوا ما فعله به الشاه إسماعيل -كي يخلصهم مما حلّ بهم وما سيحل تحت الحكم الصفوي.
استعدّ السلطان سليمان القانوني لاستعادة مدينة بغداد، وأرسل رسائل تهدد طهماسب، فذُعر البلاط الإيراني، وراسلوا ملك هنغارية كي يعاونهم ضد العثمانيين، لكن سليمان القانوني رد على طهماسب بإعدم كل الأسرى الإيرانيين الشيعة؛ كي يثخن في الأرض ويرهب الشاه طماسب.
فتحرك الهنغاريون فوجه السلطان الجيش العثماني لهم أولاً، ووجه مجموعة من ضباطه إلى تبريز
(1)"أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث" المستر ستيفن لونكريك (ص35).
لاستعادتها واستعادة من تمرد من أصحاب الولايات. ودخلوا تبريز دون دم وسيطروا على عموم أذربيجان.
توجه السلطان سليمان بعد ذلك إلى بغداد، وانهزم واليها التابع لطهماسب ودخل سليمان القانوني بغداد فاتحاً وفتح العراق وتبع للدولة العثمانية، وأعاد قبر أبي حنيفة ورفاته وبناه من جديد، وقيل إنهم وجدوا رفاة أبو حنيفة كاملاً في كفنه، وأعيد إلى قبره وبنى عليه قبة، ولكن السلطان زار قبر موسى الكاظم، وزار كربلاء والنجف وأنقذ مدينة كربلاء من الفيضان وبنى سدوداً.
ثم رجع وخلُص جميع العراق له بل حتى البحرين والقطيف (1). كل ذلك كان سنة (941هـ/1534م) وهكذا تخلص العراق من كابوس الصفويين بعد أن جثم عليهم (27) سنة (2) $، وسيطر نهائياً على تبريز سنة (944هـ) ونقلت عاصمة الصفويين إلى قزوين.
تعب طهماسب عسكرياً لذا طلب الصلح من العثمانيين ووقعت معاهدة "أماسيه" سنة (961هـ/1555م).
بعدها حاول طهماسب إقامة علاقات مع إنكلترا، وفكرت إنكلترا بدخول أرض الصفويين فأرسلت تاجراً يحمل رسائل من الملكة اليزابيث الأولى ولكنه في الحقيقة جاسوساً وذلك سنة (965هـ/
(1) المصدر السابق (35 - 41).
(2)
وسيتخلص بإذن الله أهل العراق من الكابوس الصفوي الجديد مهما طال الزمان ،وكثر الطغيان ،وإن للباطل جولة وللحق جولات.