الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث
دعاء القنوت (1) فى الوتر
محله:
بعد قوله: "سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد".
فيجهر بدعائه، ويرفع يديه (2)، وُيؤَمِّن مَن خلفَه.
صيغته:
اللهم اهدِني فيمن هديتَ، وعافني فيمن عافيت،
(1) في مشروعية القنوت في صلاة الوتر وموضعهِ خلافٌ سائغ، يُعذر فيه المخالف، ولا يُنكَرُ عليه، انظر:"شرح السنة" للبغوي (3/ 126، 132).
(2)
رفع اليدين في دعاء القنوت ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه، أنظر:"المسند" للإمام أحمد (2/ 137)، و"معرفة السنن والآثار" للبيهقي (2/ 83)، و"الأوسط" لابن المنذر (5/ 212، 213)، و"المغنىِ" لابن قدامة (2/ 584)، و"المجموع" للنووي (3/ 499 - 500)، و"حاشية السيوطي على النسائي"(3/ 158، 159)، (3/ 249).
وتولَّني فيمن توليتَ، وبارك لي فيما أعطيتَ، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقْضى عليك، وإنه لا يَذِلُّ من واليتَ، ولا يَعِزُّ من عاديتَ، تباركتَ ربنا وتعاليتَ، لا مَنْجا منك إلا إليك (1).
وكان الصحابة يَزيدون عليه في النصف الثاني من رمضان:
اللهم قاتل الكفرةَ (2) الذين يَصُدُّون عن سبيِلكَ، وُبكَذِّبون رسلَك، ولا يؤمنون بوعدِك.
وخالِفْ بين كلمتهم، وألقِ في قلوبهم الرعبَ، وألقِ عليهم رِجزَكَ وعذابَكَ إلهَ الحقِّ.
(1) قال محيي السنة البغوي رحمه الله: "وإن كان إمامًا فيذكر بلفظ الجمع: اللهم اهدنا، وعافنا، وتولنا، وبارك لنا، وقنا، ولا يخص نفسه بالدعاء" اهـ. من "شرح السنة"(3/ 129).
(2)
قال النووي رحمه الله: "واعلم أن المنقول عن عمر: (عذِّب كفرة أهل الكتاب)، لأن قتالهم ذلك الزمان مع كفرة أهل الكتاب، وأما اليوم، فالاختيار أن يقول: (عذب الكفرة) فإنه أعم، والله أعلم" اهـ. من "الأذكار" ص (58).
وقد يحصل مناسبة عارضة، فيدعو لها الداعي بما يناسبها دون أن يجعله راتبًا لا يحيد عنه بحال (1)، ومن ذلك دعاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وهو:
اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ولا نكفرك، ونؤمن بك، ونخلع من يفجرك (2)، اللهم إياك نعبد، ولك نُصلي ونسجد، وإليك نسعى ونَحْفِد (3)، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إنَّ عذابك الجِدَّ بالكفارِ مُلْحِق (4).
اللهم عذِّب الكفرةَ الذين يَصُدُّونَ عن سبيلك، وُيكذِّبون رسلكَ، ويقاتلون أولياءك، ولا يؤمنون بوعدك؛ وخالفْ بين كلمتهم، وألقِ في قلوبهم الرعب، وألق عليهم رِجْزَكَ وعذابَك، إلهَ الحق.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات،
(1) ومن العلماء من قال بعمومه في الوتر، وهو مذهب الحنابلة.
(2)
يفجرك: يعصيك ويخالفك.
(3)
نحفِد: نسارع في طاعتك، والحَفَدان: السرعة، وأصل الحَفْدِ: العمل والخدمة.
(4)
مُلْحِق: أي لاحق.
وأصلِحْ ذاتَ بينِهِم، وألِّف بين قلوبهم، واجعل في قلوبهمُ الإيمانَ والحكمة، وثَبِّتْهم على ملةِ رسول الله، وأوزعهم أن يُوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوِّك وعدوهم، إلهَ الحق، واجعلنا منهم (1).
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سَخَطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصيِ ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك"(2).
(1) قال النووي رحمه الله: "قال أصحابنا: يستحب الجمع بين قنوت عمر وبين ما سبق، فإن جمع بينهما فالأصح تأخير قنوت عمر، وفي وجه: يستحب تقديمه، وإن اقتصر فليقتصر على الأول، وإنما يستحب الجمع بينهما إذا كان منفردًا، أو إمام محصورين يرضون بالتطويل، والله أعلم" اهـ. من "المجموع"(3/ 478).
(2)
رواه الإمام أحمد (1/ 96، 150)، وأبو داود (1427) باب القنوت في الوتر، والترمذي رقم (3566) باب في دعاء الوتر، وقال:"حسن غريب"، والنسائي (3/ 249) باب الدعاء في الوتر، وابن ماجه رقم (1179) باب ما جاء في القنوت في الوتر، وصححه الألباني في "الإرواء"(2/ 175). =