المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ثامنا منع الصبيان ونحوهم من المساجد عند خوف العبث واللعب فيه] - فصول ومسائل تتعلق بالمساجد

[ابن جبرين]

الفصل: ‌[ثامنا منع الصبيان ونحوهم من المساجد عند خوف العبث واللعب فيه]

[ثامنًا منع الصبيان ونحوهم من المساجد عند خوف العبث واللعب فيه]

ثامنًا: منع الصبيان ونحوهم من المساجد عند خوف العبث واللعب فيه: وذلك أن من طبيعة الأطفال كثرة اللعب والحركة، والتقلب والاضطراب، مما يشوش على المصلّين والقراء، وأهل الذكر والعلم، ولا يستطع وليه التحكم في تسكينه غالبًا، فهو في الصلاة يكثر الالتفات والتقدم والتأخر، ومد اليدين، وحركة القدمين، وذلك مما يشغل من يصلى إلى جانبه، ويلهيه عن الإقبال على صلاته، مما يذهب الخشوع، وينقص الأجر، ثم إن الأطفال الذين دون سن التمييز لا يؤمن تلويثهم للمسجد، فقد يحصل منهم التبول ونحوه، والروائح المستكرهة، واللعاب والبصاق ونحو ذلك، لعدم فهمهم بحرمة المكان، وصعوبة تأديبهم، والتحكم فيهم، فلذلك يتأكد على أوليائهم منعهم من دخول المساجد إلا بعد التأكد هن فهمهم، وتعلمهم احترام المسجد، وتربيتهم على النظافة والأدب، وحفظهم عن كثرة الحركة، وما يسبب ضررًا أو تشويشًا للمنظر الظاهر في بيوت الله التي أذن أن ترفع.

ص: 63

وقد روى ابن ماجه في سننه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جنبوا مساجدكم صبيانكم، ومجانينكم، وشراءكم، وبيعكم، وخصوماتكم، ورفع أصواتكم، وإقامة حدودكم، وسلَّ سيوفكم» . . .) (1) إلخ. قال البوصيري في الزوائد: "إسناده ضعيف، فإن الحارث بن نبهان متفق على ضعفه"(2) اهـ. لكن له شواهد، فقد رواه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «جنبوا مساجدكم صبيانكم، ومجانينكم، وخصوماتكم، وأصواتكم، وسلّ سيوفكم، وإقامة حدودكم. . . إلخ» . [لكن في إسناده العلاء بن كثير الليثي الشامي وهو ضعيف](3) .

ورواه الطبراني في الكبير أيضًا عن مكحول عن معاذ مرفوعًا: «جنّبوا مساجدكم صبيانكم، وخصوماتكم،

(1) هو عند ابن ماجه برقم 750.

(2)

ذكر ذلك في مصباح الزجاجة 1 / 95، لكنه لم ينفرد له، فقد رواه البيهقي في سننه الكبرى 10 / 103، عن أًبي الدرداء وواثلة وأًبي أمامة.

(3)

هو في المعجم الكبير في أحاديث أبي أًمامة صدي بن عجلان برقم 7601 عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة وضعفه المعلق بالعلاء بن كثير كما ضعفه به البيهقي.

ص: 64

وحدودكم، وشراءكم، وبيعكم» . . . .) إلخ. لكن معاذا قد مات قديمًا فلم يدركه مكحول (1) . ولعلّ هذه الشواهد يقوى بها الحديث ليعرف أن له أصل، والعلة ما ذكرنا، فإن الصبيان وكذا المجانين يصعب تأديبهم والقبض عليهم، ولجهلهم بحرمة المكان يحصل منهم العبث الكثير والخبث، وتنجيس المكان ونحو ذلك فيتأذى بهم المصلّون ويشوشون على من حولهم فلزم منعهم.

(1) هو في معجم الطبراني الكبير في المراسيل عن معاذ برقم 369 وذكره في مجمع الزوائد 2 / 26. قال: ومكحول لم يسمع من معاذ، وعزاه المعلق للطبراني في مسند الشاميين للطبراني برقم 3581 وخالف في إسناده، ورواه عبد الرزاق في مصنفه عن مكحول عن معاذ برقم 1726 بنحوه، ثم رواه عن مكحول مرسلا.

ص: 65