الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المثال الثاني: الإشارة في قوله صلى الله عليه وسلم إلى عودة جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً كما كانت
وهذا ما نشهد تباشيره في أيامنا هذه، وهو عودة أرض الجزيرة العربية إلى خصوبتها وخضرتها بعد مرور القرون العديدة عليها، وهي صحراء جرداء قاحلة. وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً "(1) .
يذكر الشيخ عبد الحميد طهماز - يحفظه الله – حول هذا الحديث بأنه يحوي حقيقتين علميتين تتعلقان بأرض العرب فيقول عنهما: إحداهما: أن أرض العرب كانت أرضاً خصبة وهي حقيقة أكدها القرآن الكريم فيما ذكره تعالى من قول نبي الله هود عليه السلام وهو يدعو قومه عاداً الذين كانوا يسكنون في الجنوب من أرض العرب
…
كما أكدتها الدراسات العلمية فقد نشرت مجلة (أهلا وسهلا) في عددها الصادر في شهر يناير 1988م مقالة تحت عنوان: "الآثار في المملكة تكشف غموض عشرة آلاف سنة" جاء فيها: وهناك من الدلائل ما يثبت أن صحارى الجزيرة العربية كانت في أوقات سابقة أكثر ملاءمة للمعيشة مما أصبحت عليه بعد ذلك، وحتى وقت متأخر نسبياً أي إلى حوالي عشرة آلاف عام
(1) صحيح مسلم في كتاب الزكاة 157
خلت كان الربع الخالي الذي يعد من أشد صحاري العالم جفافاً يزخر بالعديد من فصائل الحيوانات مثل الغزال وبقر الوحش والأسد وفرس الماء مما يكون أمثالها في أراضٍ إفريقية.
والحقيقة الثانية في الحديث الشريف أن أراضي العرب ستعود أراضيَ خصبة ذات مروج وأنهار كما كانت قبل عشرة آلاف عام، وقد عادت فعلا وانتشرت فيها المزارع الكبيرة وأنشئت فيها السدود الكثيرة وامتدت منها أقنية الماء كالأنهار (1) وقد قدر لي أن أسافر براً في الطريق الممتد على أطراف الربع الخالي من الرياض إلى نجران فرأيت المزارع على أطراف الطريق تمتد امتداد البصر، ومن المعلوم أن منطقة القصيم في وسط المملكة العربية السعودية أصبحت تعد من أغنى المناطق الزراعية وكأنه صلى الله عليه وسلم رآها بعينه فوصفها بقوله:"وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً"(2) .
(1) هذا رأي الباحث حفظه الله، لكن تنزيل الحديث على الواقع الحالي يحتاج إلى تروٍّ، مع إيماننا بأن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حق لا يتخلف أبدًا، لكنه والله أعلم – لم يتحقق بعد – (اللجنة العلمية) .
(2)
انظر كتاب (الأربعون العلمية) للشيخ عبد الحميد طهماز، ص 7 ـ 8 بتصرف يسير.