الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المثال الثالث: إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأمراض الفتاكة في هذا العصر
يشير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ظهور الأمراض الفتاكة عندما يتهاوى الناس في وهدة الفواحش والرذائل من أنواع الشذوذ الجنسي المدمر في قوله الذي يرويه الحاكم وابن ماجه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها؛ إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا "(1) .
وفي هذا المجال نلاحظ ما يذكره الطبيب الدكتور محمد على البار في كتابه – الأمراض الجنسية – حيث يقول: " ولا شك أن الهربس لم يكن منتشراً بهذه الصورة ولا قريباً من عشرها أو واحد بالمئة منها منذ عشرين عاما فقط ".
إن إخصائيا كبيرا ومشهورا في الأمراض التناسلية لم يستطع هو وصحبه أن يكتبوا للجمهور أكثر من ثمانية أسطر عن مرض هربس التناسل وكذلك كان الإيدز غير معروف فهو مع الإيدز يصدقان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ ظهرت الفاحشة، واستعلن الناس في أوربا وأمريكا
(1) أخرجه ابن ماجه في سننه رقم (4019) قال البوصيري: «هذا حديث صالح للعمل به» كما نقله محقق السنن. وصححه الشيخ الألباني (السلسلة الصحيحة رقم 106) .
ودول شرق آسيا بها، فأصابهم الله بهذه الأوجاع والأمراض التي لم تكن معروفة في أسلافهم. ولفظ الطاعون هنا يعني الوباء والمرض الخطير. وهو كثيراً ما يستعمل بهذا المعنى؛ لذلك يقول الأستاذ عبد الرحيم مارديني في كتابه موسوعة الإعجاز في الحديث النبوي الشريف: تحقق شرط حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجتمع الغربي في ظهور الفاحشة والاستعلان بها، فكان لزاماً أن يتحقق جواب الشرط في حديث رسولنا العظيم من تفشي الطواعين والأوجاع في هذه المجتمعات.
إن الشواذ جنسيا هم أكثر فئات المجتمع تعرضا للأمراض التناسلية كالزهري وغيره. وهاهو (إيدز) قد اختصهم الله به ليتحقق المقطع الثالث من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع " ويبقى أن نسأل هل الإيدز بصفاته الإكلينيكية ومسبباته الفيروسية كان معروفاً من قبل؟
إن المرض نفسه اكتشف فقط في عام 1981م. والفيروس المسبب له لم يكتشف إلا عام 1983م. وهو نوع جديد من الفيروسات.
كذلك فإن أحدا من العلماء لم يسبق له وصف هذا المرض أو الطاعون من قبل وهو ما ختم به رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه الشريف في قوله: "
…
التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا " فانظر إلى خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الواثق في الله تعالى..
إن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يخبر عن حال أهل الفاحشة في كل زمان ومكان بثقة المتكلم عن الله وما كان أغناه أن يصف الطواعين والأوجاع
بأنها لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، هذا لو كان بشرا عاديا حتى يضمن كلامه في المستقبل
…
ولكن رسولنا الكريم يثق في الله تعالى ويتكلم عن الله، فأنبأ أن هذه الطواعين والأوجاع سيصيب الله بها أهل الفاحشة، وستكون جديدة وغير معروفة. وهكذا نرى في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إعجازين:
الأول: إخباري
…
تحديد لأهل الفاحشة بقوله: إن الله سيبتليهم بأمراض.
الثاني: طبي إعجازي
…
تحديد نوعية هذه الطواعين بأنها لم تكن في أسلافهم الذين مضوا
…
" (1) .
(1) انظر موسوعة الإعجاز العلمي في الحديث للأستاذ عبد الرحيم مارديني، ص 120/121.