المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما جاء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام - كتاب الرؤيا

[حمود بن عبد الله التويجري]

فهرس الكتاب

- ‌«الرؤيا الصالحة من الله والحُلْم من الشيطان

- ‌ ذكر الآثار عن الصحابة والتابعينفي تعظيم شأن الرؤيا الصالحة

- ‌ النهي عن الإخبار بما يراه في نومه من المكروه وتلعّب الشيطان به

- ‌ما يقوله من رأى في منامه ما يكرهه

- ‌ما يقوله من يروّع في منامه أو يجد وحشة

- ‌ النهي عن قص الرؤيا على غير عالم أو ناصح

- ‌ ذكر أصدق الرؤيا

- ‌ ذكر أقصى المدة التي ينتهي إليها تأويل الرؤيا

- ‌ تحريم التحلم بما لم يره في منامهوذكر الوعيد الشديد على ذلك

- ‌ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى في المنام

- ‌ من رأى ربه في المنام دخل الجنة

- ‌ رؤيا الأنبياء في المنام وحي وحقّ

- ‌ما جاء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

- ‌ أقوال العلماء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

- ‌ رؤية الأنبياء والملائكة في المنام

- ‌ بيان حقيقة الرؤيا

- ‌ رؤيا الشافعي أن أحمد سيُمتحن ويُدعى إلى القول بخلق القرآن

- ‌ ذكر ما تعتبر به الرؤيا

- ‌ ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وأخبر أصحابه بتأويله

- ‌ ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه ولم يخبر بتأويله

- ‌ ذكر ما أَوَّلَه أبو بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌ ذكر منامات متفرقة

- ‌ ذكر ما أوّله سعيد بن المسيب من الرؤيا

- ‌ رؤيا أم النبي صلى الله عليه وسلم حين حملت به

الفصل: ‌ما جاء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

جواز رؤية الله تعالى في المنام. انتهى. وذكر النووي في "شرح مسلم" عن القاضي أنه قال: اتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها. انتهى المقصود من كلامه.

وذكر البغوي في كتابه "شرح السنة" عن الإمام -وهو شيخه القاضي حسين بن محمد بن أحمد أبو علي المروروذي شيخ الشافعية في زمانه- أنه قال: رؤية الله في المنام جائزة، فإن رآه فوعد له جنة أو مغفرة أو نجاة من النار فقوله حق ووعده صدق. وإن رآه ينظر إليه فهو رحمته، وإن رآه معرضًا عنه فهو تحذير من الذنوب لقوله سبحانه وتعالى:{أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ} [آل عمران: 77]. وإن أعطاه شيئًا من متاع الدنيا فأخذه فهو بلاء ومحن وأسقام تصيب بدنه يعظم بها أجره لا يزال يضطرب فيها حتى يؤديه إلى الرحمة وحسن العاقبة. انتهى.

فصل

في‌

‌ما جاء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي» رواه الإمام أحمد ومسلم وابن ماجه بهذا اللفظ. وفي لفظ لأحمد: «من رآني في المنام فقد رآني إن الشيطان لا يتشبه بي» ، ورواه البخاري ولفظه:«ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي» ، ورواه ابن أبي شيبة بهذا اللفظ، ورواه الإمام أحمد بنحوه ولفظه:«من رآني في المنام فقد رآني إن الشيطان لا يتصور بي» . قال شعبة أو قال: «لا يتشبه بي» ، ورواه الترمذي ولفظه:«من رآني فإني أنا هو فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بي» . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وفي رواية لأحمد وابن حبان: «من رآني في المنام فقد رأى الحق إن الشيطان لا يتشبه بي» . وفي رواية لأحمد: «من رآني في

ص: 40

المنام فقد رآني الحق إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي». وفي رواية لأحمد والبخاري ومسلم وأبي داود: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي» ، هذا لفظ البخاري، ولفظ أحمد ومسلم وأبي داود «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي» زاد البخاري: قال ابن سيرين: إذا رآه في صورته.

وفي رواية لأحمد عن عاصم بن كليب حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي» . قال عاصم: فحدثنيه ابن عباس رضي الله عنهما فأخبرته أني قد رأيته، قال: رأيته؟ قلت: إي والله لقد رأيته. قال: فذكرت الحسن بن علي، قال: إني والله قد ذكرته ونعته في مشيته، قال فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه كان يشبهه، وقد رواه الترمذي في الشمائل والحاكم بنحوه مختصرًا وصححه الحاكم والذهبي. وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": سنده جيد.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي» رواه الإمام أحمد والبخاري. ورواه ابن أبي شيبة مختصرًا، ولفظه:«إن الشيطان لا يتمثل بي» ، ورواه الترمذي في "الشمائل" بنحو رواية أحمد والبخاري.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رآني في النوم فقد رآني إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي» رواه الإمام أحمد ومسلم وابن أبي شيبة وابن ماجه. وفي رواية لمسلم: «من رآني في النوم فقد رآني فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي» .

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا ينبغي له أن يتمثل بمثلي» رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي وابن ماجه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني فقد

ص: 41

رأى الحق» رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم والدارمي وهذا لفظ البخاري ومسلم. ولفظ أحمد: «من رآني فقد رآني الحق» ، ولفظ الدارمي:«من رآني في المنام فقد رأى الحق» . وفي رواية للبخاري: «وإن الشيطان لا يتراءى بي» .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتكونني» رواه الإمام أحمد والبخاري وابن أبي شيبة وابن ماجه وهذا لفظ البخاري. ولفظ أحمد: «من رآني فقد رآني الحق فإن الشيطان لا يتكون بي» . ولفظ ابن أبي شيبة وابن ماجه: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي» .

قال ابن الأثير في «النهاية في غريب الحديث» فيه: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتكونني» . وفي رواية: «لا يتكون في صورتي» أي يتشبه بي ويتصور بصورتي وحقيقته يصير كائنًا في صورتي. انتهى.

وقد روى الطبراني في "الصغير والأوسط" حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ولفظه: «من رآني في المنام فقد رآني حقًا فإن الشيطان لا يتمثل بي ولا بالكعبة» . قال الهيثمي: فيه محمد بن أبي السري وثقه ابن معين وغيره وفيه لين وبقية رجاله رجال الصحيح.

وعن أبي جحيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة إن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل بي» رواه ابن ماجه وابن حبان في "صحيحه" وهذا لفظ ابن ماجه، وفي رواية ابن حبان:«فإن الشيطان لا يتشبه بي» .

وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني» رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والبزار والطبراني. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. وقد رواه الترمذي في "الشمائل" ورجاله رجال الصحيح.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من

ص: 42

رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة، من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي» رواه الطبراني في "الأوسط والكبير" وهذا لفظه في "الكبير"، قال الهيثمي: ورجاله ثقات.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فإياي رأى فإن الشيطان لا يتخيل بي» رواه الإمام أحمد وابن ماجه وهذا لفظ أحمد، ولفظ ابن ماجه:«من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي» . وفي إسناد كل منهما جابر الجعفي وهو ضعيف ولكن لحديثه هذا شواهد كثيرة مما ذكر قبله من الصحاح.

وعن يزيد الفارسي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم زمن ابن عباس رضي الله عنهما وكان يزيد يكتب المصاحف، قال: فقلت لابن عباس: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، قال ابن عباس: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد رآني» فهل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت؟ قال: قلت: نعم، رأيت رجلاً بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر إلى البياض حسن المضحك أُكحل العينين جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره، قال: فقال ابن عباس رضي الله عنهما: لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا. رواه الإمام أحمد. قال الهيثمي: ورجاله ثقات. وقد رواه الترمذي في "الشمائل" بنحوه، ورواه ابن أبي شيبة مختصرًا، ويشهد للمرفوع منه ما تقدم من الأحاديث الصحيحة.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخيل على من رآه» رواه الطبراني، قال الهيثمي: ورجاله ثقات.

وعن المثنى – يعني ابن سعيد – قال: «سمعت أنسًا رضي الله عنه يقول: قَلَّ ليلة تأتي عليّ إلا وأنا أرى فيها خليلي صلى الله عليه وسلم، وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه» رواه الإمام أحمد، قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح.

ص: 43