الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
د- جاء في خطبة باهر البرهان: "قال القاضي الإمام العالم بيان الحق خاتم المفسرين
…
" فعلم من ذلك أن بيان الحق كان قاضياً، ووصفه بذلك صاحب كشف الظنون أيضاً (1) ولكن أين تقلد القضاء ومتى؟ لعل ذلك كان في الدولة الغزنوية.
وفي خطبة إيجاز البيان وصف بـ"فخر الخطباء"، وهذا الوصف أيضاً لم يرد في كتاب ياقوت.
هـ- ذكر بيان الحق في مقدمة كتابه جمل الغرائب ابنين له محمداً وقاسماً. وقد عثرت محققة باهر البرهان على ذكر أولهما في روضات الجنات للخوانساري (3: 104)(2) .
و وقد ذكرت الباحثة المذكورة في ترجمة بيان الحق أنه تولى التدريس في المدرسة الحلاوية ثم في المدرسة المعينية بدمشق (3) ، وفي ذلك نظر، ويحتاج الكلام عليه إلى تفصيل لا يحتمله هذا البحث.
(1) كشف الظنون: 601.
(2)
مقدمة باهر البرهان: 85-86.
(3)
المرجع السابق: 87-88.
(3)
مذهبه في العقيدة والفقه
يسلك بيان الحق في تأويل الصفات مسلك الأشاعرة والماتريدية. وقد ذكر في تفسير سورة الفاتحة قاعدة في ذلك، فقال: "وهاهنا إشكال آخر معنوي في كيفية غضب الله، فينبغي أن تعلم أن الغضب من الله يخالف غضبنا، فإنه منا شهوة الانتقام عند غليان دم القلب. ومن الله إرادة المضار بمن عصاه. وها هنا أصل تعرف به عامة الصفات المشكلة المعاني، وهو ألا يذهب فيها إلى التوهم اللفظي بحسب المبدأ، ولكنه بحسب التمام، فأوصاف الله تعالى يحتمل على الأغراض الانتهائية لا على الأعراض الابتدائية مثاله الرأفة
والرحمة
…
وكذلك المحبة
…
والغضب يعرض لنا فينتقض الطبع على جهة الحمية ويتغير الوجه وتحمر العين، وربما يرتعد البدن، ثم يدعو إلى جنس من العقوبة يضاد الرضا. فيوصف الله تعالى به على هذا المعنى الأخير الذي هو الغاية والمآل. وعلى هذا يجري القول في الصفات، والله أعلم".
وللفخر الرازي (606هـ) في تفسيره كلام شبيه بكلام بيان الحق وقرر أن هذا هو القانون الكلي في هذا الباب (1) . وقد رد على هذا الكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه فقال:
"وأما قول القائل (الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام) فليس بصحيح في حقنا، بل الغضب قد يكون لدفع المنافي قبل وجوده، فلا يكون هناك انتقام أصلاً. وأيضاً فغليان دم القلب يقارنه الغضب، ليس أن مجرد الغضب هو غليان دم القلب
…
وأيضاً فلو قدر أن هذا هو حقيقة غضبنا لم يلزم أن يكون غضب الله تعالى مثل غضبنا، كما أن حقيقة ذات الله ليست مثل ذاتنا، فليس هو مماثلاً لنا: لا لذاتنا، ولا لأرواحنا، وصفاته كذاته" (2) .
وفي بعض المسائل يساير بيان الحق المعتزلة أيضاً، ومنها نفي نسبة الإغفال والإضلال ونحوه إلى الله تعالى (3) .
أما في الفقه فكان بيان الحق حنفياً، ويستعمل في مؤلفاته لفظ "عندنا"، و"عند أصحابنا" و"مذهبنا" للأحناف، ويحتج لمذهبه، ويشير أحياناً إلى المذهب الشافعي أيضاً (4) .
(1) تفسير الفخر الرازي 2: 145.
(2)
مجموع الفتاوى 6: 119.
(3)
باهر البرهان: 50، 855، 492 وانظر فهرس المسائل العقدية في ص 1810.
(4)
ينظر مثلا: جمل الغرائب: 271، 279، 281، وإيجاز البيان: 133 وباهر البرهان: 184، 185، 805.